لارا علي العتوم : الخريف
كلما استبشرنا خيراً بأمل هدنة او سلام ترفع اسرائيل وتيرة عدوانها الذي يُطال اربع عواصم عربية بجانب التطهير العرقي الذي تمارسه على غزة منذ عام ويزيد، عم الامل قلوبنا عند اعلان وقف اطلاق النار في لبنان لعل الستين يوماً ستكون كفيلة لتهدئة النفوس حتى اصبحنا على حلب التي اشعرتنا كالذي يعود به الزمن للوراء دون الرجوع للوراء بالحفاظ على مكانه في حاضره، لتعود التحليلات والتفسيرات والتنبؤات التي ليس فقط لا يستطيع احد استيعابها بل تصديق احتمال حدوثها، رغم كثرة الاحاديث والسيناريوهات التي تحدثت عن الاحتمال الكبير لتقسيم سوريا الا اننا اليوم أمام مشهد آخر لسوريا وتحويلها الى ملعب مواجهات او التقاءات بين الدول إن لم نستطيع ان ننقذ ما يمكن انقاذه.
ونبقى متمسكين بإطالة عمر وقف اطلاق النار في لبنان لعله يطال سوريا ولعل السلام يقع في غزة كما تقع النيران الاسرائيلية دون انذار، باتت آمالنا بالسلام أمنيات نتمناها كل يوم ودعاء لا يخلو يوماً من أيامنا منه.
احداث ارجعتنا رغم ايام الشتاء الى فصل خريف الاحداث السياسية، كنا على ابواب مرحلة جديدة في منطقتنا لنصبح فجأة وسط امكانيات حدوثها واليوم قد تكون حقيقة وليس احتمال.
حقائق لا تفصلنا عنها سوى القليل من الجهود المتبقية وقد لا تكون في صالحنا، حقائق كثيرة وعديدة جميعها تمس قلب بلدنا الغالي الاردن لانه ببساطة قلب العالم او هكذا ما عُرف به لزمن طويل، فغزة و الاربع عواصم ليست فقط مُطلة او قريبة بل متصلة مع الاردن وبين التأثيرات والمؤثرات لا شك أن مواقف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين لعبت الدور الكبير لعدم استنزاف حلول للسلام وعدم الخروج عن البوصلة الحقيقية للسلام وهى حل الدولتين وايقاف جميع انواع العدوان الاسرائيلي واحترام اسرائيل باحترام سيادة الدول والقانون الدولي ، جلالة الملك الذي جعل اليقين في قلوبنا رغم كارثية الاحداث المحيطة بسبب اراداته وعزيمته بأن القادم أجمل.
حمى الله أمتنا، حمى الله الأردن.
ــ الدستور