خلدون ذيب النعيي : هم العدو فاحذرهم.. المُحبطون المُثبطون
موجودون في كل زمن وجهد عند الآخرين سواء على المستوى الخاص او العام لا يعجبهم العجب ولا الصيام برجب كما يقولون، فشغلهم الشاغل التنظير الفارغ من المحتوى الصادق وهدفهم هنا فقط تقزيم انجازات الأخرين أو كما يقول المثل العامي «تجحيش الأصايل» وهم هنا يؤكدوا لا يعلمون انهم يعززون تقزيم ذاتهم فقط لاغير سواء مع أنفسهم أو في مجتمعهم، فليتهم اكتفوا بالصمت اعترافاً ضمنياً بعجزهم لسبب او لآخر بل صبوا جام فشلهم الداخلي على جهود الآخرين، وجام فشلهم هنا يتراوح بين تهوين الجهد او حتى تأويله لغير هدفه المعلن حسب أهوائهم ومقاصدهم بما يحقق مرادهم هم، وهم هنا للأسف سلم منهم العدو المعلن عداءه ومخططاته ولم يسلم منهم أبناء جلدتهم العاملون المجتهدون الذين ان اصابوا فلهم أجرين وان أخطأوا بإجتهادهم فلهم أجر واحد.
نعلم جيداً اننا لا نعيش في المدينة الفاضلة التي وعد بها الفلاسفة قديماً ونعلم ان مشوارنا لهذه المدينة مازال طويلاً ولكننا نعلم أيضاً أننا قطعنا شوطاً مشهوداً بأتجاه الهدف المعلن بالنظر للإمكانات المتاحة وهذا الشوط بمثابة قوة لنا لاتمام الوصول مهما صعبت وعظمت التحديات ونحن هنا بحاجة لتعزيز القوة والامل في النفوس فكلمة «عشت» تقَوم الرجال كما يقولون، الا يعلم هولاء المتشدقون أي سوط قاس يضربون فيه مجتمعاتهم وناسهم بكلماتهم المؤلمة الأثر الفارغة المعنى والفائدة..؟! وعند مراجعتهم بقولهم يشيرون انه كله كلام وانت تريد مصادرة حقهم بالكلام..!!، ياااه هم لا يعترفون فقط بتفاهة ما يتفوهون به بل يستغربون معارضتك لكلامهم..أي يرمونك بما اتهموك برميك لهم..!! عن أي حق الكلام يتحدثون هم، وشتان بين الحالتين.
«وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلموهم» الكثير من المفسرين الذين تناولوا هذه الآية الكريمة التي تلت الأمر الإلهي بأعداد القوة لمواجهة الأعداء أشاروا المقصود بها الى جانب القوى الخارجية الأخرى من باب الردع والمنافقين في الداخل هنالك ايضاً المثبطون المحبطون المتشدقون في الداخل لعظم أثرهم، فهم ليسوا كالقوة الخارجية في اهدافها السياسية والعسكرية والاقتصادية في المواجهة وليسوا ايضاً كالمنافقين بأهدافهم العقائدية المفضوحة، بل هم أشر من هولاء كلهم واصطلح على تسميتهم بالطابور الخامس الذي يبث اليأس وتقزيم الجهود والاشاعة بالداخل وذلك الى جانب الطوابير الاربعة الاخرى المعروفة التي تضمر الشر لنا ونحاربها وجهاً لوجه، فرب كلمة قالت دعني اذا لم يكن فعلك وكلامك يشكل لَبِنة أساسية ومهمة في مدماك البناء والانجاز فدعك وعنه، فلا تكن بجهلك بيدقاً بيد هادمي البناء فساعتها لن تنال الشكر من هولاء الهادمين وأيضاً لن يغفر لك مجتمعك ووطنك جهلك وإساءتك لهم وستجد ذلك في نفسك طال التاريخ او قصر.. فحساب النفس أن صدق كما دلت التجارب هو الأقسى على صاحبها. ــ الدستور