نحبه أو لا نحبه فهذا لا يمنع من الاقرار بان هذا الرجل «الافاق والمراوغ» يملك قدرات نادرة واستثنائية في ادارة حياته الخاصة والعامة جعلته ينجح في حكم دولة الاحتلال بشكل متواصل ومتقطع لمدة 15 سنة.

بعد سنوات طويلة من استفراده بدولة الاحتلال والتلاعب بها كأنها جمهورية من جمهوريات الموز، ها هو اليوم يقترب من لحظة الحقيقة حيث سيمثل مع نشر هذا المقال امام المحكمة المركزية في القدس للاستماع الى اقواله بتهم الفساد وهي الرشوة واساءة الامانة والاحتيال وهي تهم وجهت له عام 2018 وجرى تأجيل البت فيها عدة مرات وعلى مدى سنوات لاسباب متعددة ولكن نتنياهو وحسبما اعلن مؤخرا فشل في الحصول على تأجيل لجلسة الاستماع لاقواله امام المحكمة المركزية في القدس حيث كان يرغب بتأجيل هذه الجلسة لشهر فبراير من العام القادم متذرعا با?ظرف السياسي الذي يحيط بدولة الاحتلال، كنت قد كتبت مقالا مطولا في هذه الزاوية في نوفمبر الماضي عن المحاكمة بعنوان «الجبهة الثامنة... نتنياهو يقترب من السجن» بتاريخ 17/ 11/ 2024 يمكن الرجوع اليه لمن يرغب لمزيد من فهم التفاصيل.

نتنياهو بصورة عامة يخرج من مآزقه في الغالب بكل سهولة ويسر وكأنه يعتمد اراء عرافة او عراف أو احد السحرة كما هو حال الكثير من سياسيي دولة الاحتلال الا انه هذه المرة يمر في ظرف صعب ومعقد يتمثل في قرار الجنائية الدولية وقرار المحاكمة الداخلية الذي اشرت اليه، وتطارده لعنة الفيلم الخطير المعنون (ملفات بيبي) الذي انتجه الاسرائيلي – الاميركي اليكس جيني والحائز على جائزة اوسكار ومعه الاعلامي الاسرائيلي المعروف بالقناة 13 رفيف دروكر والمخرجة اليهودية الاميركية اليكس بلووم، وهو فيلم وثائقي غاية في الخطورة يكشف عن حجم?الفساد الذي تمارسه عائلة نتنياهو منذ اكثر من عقد من الزمان واقصد نتنياهو وزوجته سارة وابنهما البكر يائير الذي تطارده هو الآخر قضايا فساد وقضايا اخلاقية جنسية.

الفيلم الذي يقض مضجع نتنياهو الآن ويحظى باهتمام اكثر من كل شؤون دولة الاحتلال سيكون بمثابة قنبلة ستتفجر في وجه هذا الافاق الذي حاول على مدى سنة كاملة من عمر الحرب العدوانية على غزة ان يصور نفسه وجيشه وسكان دولته الاسرائيليين على انهم ضحية ارهاب «حماس» والفلسطينيين ولكن الفيلم يكشف ان هذا «المحتال» هو مجرد فاسد يعتمد الكذب ويبحث عن المال هو وزوجته باي طريقة مهما كانت قذرة، وان حديثه عن الديمقراطية واحترام القانون هو مجرد كلام فارغ يراد منه خداع شعبه وخداع العالم وان همه ذاته وسارة زوجته وابنهما يائير المقيم?في ميامي باميركا ويسكن ويسهر ويأكل باموال الخزينة العامة بلا حسيب او رقيب.

• يقول منتج الفيلم اليكس جيني عن نتنياهو (نتنياهو شخصية فاسدة مرتشية اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم، شخصية تحب المال وتسعى الى الملذات للدرجة التى اهمل فيها شؤون الدولة).

• مخرجة الفيلم اليكس بلووم قالت ان خطة نتنياهو للانقلاب على النظام القضائي الاسرائيلي هي من دفعتني لاخراج هذا الفيلم الذي يكشف حقيقة نتنياهو ورغبته بالتمسك بالسلطة.

يسعى نتنياهو حاليا الى محاصرة انتشار الفيلم في اوروبا واميركا والذي يعرض لقطات مطولة من ردود فعله الغاضبة والمتوترة خلال التحقيق في عام 2018 والتى تظهره في حالة فقدات للاتزان والرصانة التى يروجها عن نفسه بالعادة، يسعى حاليا وبعد ان نجح في منع عرضه في «اسرائيل» وصدم بعد عرضه في مهرجان (TIFF) الدولي في تورنتو بكندا وصدم اكثر بعد الاعلان عن انه سيعرض ايضا وقريبا في الولايات المتحدة وعدد من الدول الاوروبية وآسيا.

لا اعلم ان كان نتنياهو لديه «السحر» الذي يمكنه الافلات من كل محطات الفساد التي صنعها بنفسه ولنفسه، ولا اعلم ان كان سينجو من تسريبات مكتبه بخصوص الاسرى والسنوار وبخصوص السابع من اكتوبر، ببساطة نتنياهو هو رجل محاط بفشله وفساده فهل ينجو ويعود رئيسا لدولة عنوانها الذي اختاره لها العالم «دولة الاجرام والفساد والقتل"؟

هذا هو العنوان وهذه هي مواصفات من يرأسها. ــ الراي

Rajatalab5@gmail.com