الأخبار

احمد الحوراني : حد الدقيق.. أمجاد الأمس وشموخ اليوم

احمد الحوراني : حد الدقيق.. أمجاد الأمس وشموخ اليوم
أخبارنا :  

أثناء زيارته إلى محافظة الطفيلة الهاشمية نهاية الأسبوع الماضي حيّا جلالة الملك مستقبليه من رجالات المدينة بقوله (أبناء وأحفاد حد الدقيق) وحول ذلك يمكن كتابة وقول الكثير حول مرامي ومضامين قول جلالته الذي يجب أن يعيد فينا ويحيي في ابنائنا وذاكرتنا قصة واحدة من بطولات الأردن وابنائه الاشاوس الذين كانت لهم صولات وجولات في مقارعة الباطل ودحر كل اعتداء حاولت جهة ما فرضه على هذا الوطن فكانت لها بالمرصاد ارادة قوية قهرت المستحيل وكتبت النصر وخطت أولى مراحل البناء لدولة أردنية قيادتها هاشمية لم تقبل القهر والظلم وانما سعت لاحقاق الحق وتكريم الانسان وتكريس العدالة والشفافية وتكافؤ الفرص.

جلالة الملك يذكر الاردنيين ببطولات اخوانهم في الطفيلة ومعان واربد والمفرق والزرقاء ولا يغيب عن خاطر جلالته بطولات صناديد جيشه العربي المصطفوي في اللطرون وباب الواد والشيخ جراح وفوق كل شبر من اي ارض عربية حاول المعتدون فرض سيطرتهم عليها حتى سال الدم الاردني زكيا طاهرا في كل مكان لكي تبقى راية العرب والمسلمين خفاقة لا يدنس طهرها كائن من كان.

يتحدث الملك عن حد الدقيق ويطربنا سماع نطق جلالته السامي بل ويسعدنا ذلك لانه يعيد فينا حكايات الكفاح والصمود وتضحيات الاوائل الحاضرة في فكر وضمير الملك الانسان الحافظ لتاريخ مجيد كان مكللا بالغار والسؤدد والعزة والفخار ونحن اليوم مطالبون أكثر من أي وقت مضى بأن نقلب صفحات الماضي المجيد كي نحسن بناء المستقبل ولكي يعرف ابناؤنا ان ما نحن عليه من أمن وأمان وسلام وطمأنينة كان نتاجا لارادة وصبر وعزيمة وقناة لا تلين ولا تعرف المستحيل وآمنت بأن بناء الأوطان ليس محفوفا بالورود إنما يتطلب دماء تراق في سبيله وهكذا فإن الحفاظ على الارث وابقاءه حيا في نفوسنا يتطلب اقتفاء اثر ودلالات كلمات جلالة الملك التي لا بد وأن تشحذ الهمم بربط وثيق بين ماض تليد ومستقبل مشرق يقود زمام أمره ملك حكيم من حوله شعب مؤمن وصادق في محبته وانتمائه وتوجهاته ونواياه.

يذكرنا الملك بحد الدقيق وجرف الدراويش والعيص ووداي زيد كما يجسد فينا معاني نصر اهل الكرك في معركة (الهية) وقد شهدت أرض هذه المدينة معارك مؤتة واليرموك، وروى الشهداء المسلمون الأوائل بدمائهم أرضه، ولعب دورا هاما وأدى مساهمة حضارية كبيرة إبان ذلك العهد، كما يذكرنا الملك بمعركة الكرامة وهو يبارك بطولات الجيش ويصف شهداء المعركة وغيرهم بأنهم (اكرم الناس).

حكمة بالغة في قول الملك ودقة وصفه واختياره لعبارة معمقة في مخاطبته لأهل الطفيلة كما هي لغته المباشرة في خطابه وحديثه لكل فرد من أفراد شعبه في كل محافظة وقرية ومدينة زارها لانه الذي يقدر لكل أردني حجم عطائه وانجازه ومقدار صدقه وانتمائه لوطنه وهكذا ذروة سنام القيادة الحكيمة التي تعظم قيمة العطاء وتبارك كل خطوة تعزز مسيرة البناء والنماء والتنمية في كل ركن ومجال من مجالات الحياة.

وفي الختام فقد حدثني أحد وجهاء الطفيلة وكان حاضرا للقاء جلالة الملك وقال بالحرف (شكرا لجلالة الملك الذي أعاد فينا ما نحن فخورون به ايما فخر واعتزاز).

ahmad.h@yu.edu.jo

مواضيع قد تهمك