الأخبار

محمد عبد الكريم البطوش : كلنا مع الوطن: الأردن في ظل الفتن والنزاعات العالمية

محمد عبد الكريم البطوش : كلنا مع الوطن: الأردن في ظل الفتن والنزاعات العالمية
أخبارنا :  

في زمن تتصاعد فيه الفتن والنزاعات في العديد من مناطق العالم، يظل الأردن يمثل نموذجاً استثنائياً للثبات والاستقرار.

إن الوضع الراهن، الذي يشهد أزمات متتالية من حولنا، يؤكد أهمية التمسك بالوطن ووحدته وفي هذا السياق، تبرز القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبد الله الثاني والجيش الأردني كركيزتين أساسيتين في الحفاظ على هذا الاستقرار، مما يعكس قوة الإرادة الوطنية والتماسك الشعبي.

لقد عانت المنطقة على مر العقود من صراعات وأزمات، وبرزت في الآونة الأخيرة تحديات جديدة تهدد الأمن والسلم، ومع ذلك، استطاع الأردن، بفضل قيادته الواعية، أن يحافظ على سياسته المعتدلة، حيث استشرف جلالة الملك عبد الله الثاني المخاطر المتزايدة، وسعى إلى بناء علاقات دبلوماسية قوية مع دول الجوار والمجتمع الدولي، حيث إن هذه السياسة الحكيمة تعكس التزام جلالته بالاستقرار الإقليمي، وتؤكد على أهمية الحوار كوسيلة للتوصل إلى حلول سلمية للنزاعات، ومن أبرز المواقف التي تميز الأردن في هذا الإطار هو دعمه الدائم لأهل غزة ولبنان، حيث يعتبر الأردن أن استقرار المنطقة مرتبط باستقرار الشعبين الفلسطيني واللبناني، ففي ظل الأزمات المتتالية التي تعاني منها غزة، كان الأردن في طليعة الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية، سواء عبر تقديم الإغاثة العاجلة أو من خلال دعم المشاريع التنموية التي تعزز من قدرة السكان على مواجهة التحديات اليومية، كما تواصل الحكومة الأردنية العمل مع المنظمات الدولية لتقديم المساعدات اللازمة للمتضررين من النزاعات، وذلك في إطار التزامها الثابت بمبادئ الإنسانية والأخوة.

أما في لبنان، فقد برز الدور الأردني في دعم الاستقرار وتعزيز الحوار بين المكونات المختلفة. إذ يسعى الأردن دوماً إلى تقديم الدعم للأشقاء اللبنانيين في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية، ويؤكد أهمية الوحدة الوطنية كسبيل لتحقيق السلام والاستقرار.

أما الجيش الأردني، فهو رمز القوة والأمان، لقد لعبت القوات المسلحة الأردنية دوراً محورياً في حماية الوطن وتعزيز أمنه، فهي ليست فقط درعاً للأردنيين، بل أيضاً جزء من منظومة الاستقرار في المنطقة، وتواصل القوات المسلحة جهودها في مواجهة التحديات الأمنية، من خلال تكريس جهودها في مكافحة الإرهاب، والمشاركة في المهمات الإنسانية التي تخدم اللاجئين والمحتاجين، وإن احترافية الجيش الأردني والتزامه بالقيم الإنسانية يجعل منه نموذجاً يحتذى به في المنطقة، ويعزز الثقة لدى المواطنين بأن بلادهم محمية.

إلى جانب ذلك، يظل الأردنيون، برغم كل التحديات، ملتزمين بمبدأ التضامن والوحدة الوطنية، ويمثل الشعب الأردني مثالاً على التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات، وهو ما يتجلى في الاحتفالات الوطنية والمناسبات الاجتماعية التي تعكس روح الأخوة والتعاون، إن هذه الوحدة تتجلى في المواقف الصعبة، حيث يقف الأردنيون صفاً واحداً ضد كل ما يهدد وطنهم، وهو ما يعكس عراقة تاريخهم ومبادئهم الراسخة.

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم، يتجلى دور الشباب الأردني بشكل خاص. فالشباب هم مستقبل الوطن وأمل الغد، ولذلك يعملون بجد واجتهاد في مختلف المجالات، من العلوم إلى الفنون، لإثراء المجتمع الأردني ورفعته. إن المشاريع الابتكارية والمبادرات الشبابية تعكس الطموح والرغبة في تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية، وتساهم في بناء مجتمع قوي ومتماسك.

وإن الوعي الوطني هو أحد أهم مكونات التقدم والاستقرار. لذلك، يجب أن نستمر في نشر ثقافة الانتماء وتعزيز القيم وإن تحصين الأجيال الجديدة بالتعليم القيم والمبادئ الوطنية يساهم في تشكيل قادة المستقبل، الذين سيحملون راية الأردن عالياً في مختلف المحافل.

وإن الأردن في ظل الفتن والنزاعات العالمية ليس مجرد بلد، بل هو وطن يستحق منا جميعاً الدعم والولاء، إن الالتفاف حول القيادة الحكيمة والجيش الأردني هو واجب وطني، فكلنا مع الوطن، وعلينا أن نبذل قصارى جهدنا للحفاظ على أمنه واستقراره، لنواصل السير نحو مستقبل مشرق يليق بتاريخنا وهويتنا. ــ الراي

مواضيع قد تهمك