الأخبار

مأمون المساد : بداية النهاية ونهاية البداية.( ج1)

مأمون المساد : بداية النهاية ونهاية البداية.( ج1)
أخبارنا :  

نهاية البداية أو البداية والنهاية هو عنوان لكتاب تاريخ شهير لابن كثير الكندي، وهو معتمد في التاريخ يحكي قصص أجيال وقرون لأمم خلت وخلفٍ بعد سلف حاضر وماض... ولكنني استعير العنوان للحاضر في الشرق الأوسط الذي لم يعرف بعد أهي البداية ام هي النهاية لمشاريع ثلاث ( إسرائيلية- إيرانية- وتركية ) تتقاطع في التوسع على حساب العالم العربي، ولعل المقال هنا يقدم تاريخ وحاضر وابعاد هذه المشاريع.

اولا :- المشروع الإسرائيلي في الشرق الأوسط

الحقيقة انه مشروع معقد يتداخل فيه الدين والسياسة والأمن والاقتصاد، ولا يزال يشكل محورًا للصراع والتعاون في آنٍ واحد بين إسرائيل وجيرانها في المنطقة، ويحمل المشروع العديد من الأبعاد المختلفة السياسية منها والعسكرية،و الاقتصادية، والديموغرافية ولعل التاريخ الحديث يؤشر إلى قيام دولة الاحتلال الإسرائيلي في عام 1948 بعد صراع بين الحركة الصهيونية والسكان العرب المحليين، وبدعم من القوى العالمية مثل بريطانيا والولايات المتحدة.

ملامح المشروع الإسرائيلي وكان ان جاء بعد حرب 1948 إعلان دولة إسرائيل التي واجهت مقاومة عربية في عدة حروب بين إسرائيل والدول العربية المجاورة، بما في ذلك حرب 1967 و حرب الكرامة 1968، وحرب 1973.

توسعت إسرائيل على مر العقود لتشمل أراضي خارج الحدود التي حددتها الأمم المتحدة في عام 1947، بما في ذلك الضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان وعمد الاحتلال إلى سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة كجزء محوري من المشروع الإسرائيلي تمتلك إسرائيل واحدة من أقوى الجيوش في المنطقة معلنة التفوق العسكري الإسرائيلي

كما حققت إسرائيل تقدمًا ملحوظًا في مجالات التكنولوجيا والابتكار، مما عزز نفوذها الاقتصادي في المنطقة و العالم.

ثانيا :- المشروع الإيراني في الشرق الأوسط

ويشكل هذا المشروع محورًا للصراع في الشرق الأوسط، حيث تسعى إيران لتعزيز دورها كقوة إقليمية في مواجهة خصومها التقليديين من الدول العربية وإسرائيل، وسط تدخلات دولية من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة وروسيا و يشمل كذلك جوانب متعددة سياسية، عسكرية، دينية، واقتصادية، و يتميز هذا المشروع بتركيزه على دعم الحلفاء والجماعات المسلحة، وتأمين مصالح استراتيجية في الشرق الأوسط، بما يخدم الأهداف الأيديولوجية والسياسية للنظام الإيراني.

البدايات كانت منذ قيام الثورة الإسلامية وتصدير الأيديولوجية (1979) وتعزيز نفوذ الشيعة في المنطقة. يركز المشروع على تشكيل جبهة مقاومة ضد النفوذ الأمريكي والإسرائيلي وتقديم الدعم للحركات الشيعية والمعارضة في الدول ذات الأغلبية السنية، من خلال خلق كيانات وميليشيات كحزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن والفصائل الشيعية في العراق وسوريا، بل وانتجت لذلك الهلال الشيعي يمتد من إيران عبر العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان هذا الهلال يمنح إيران القدرة على التحكم بالمحاور الجغرافية والسياسية في المنطقة من خلال النفوذ العسكري التقليدي وتعزيز قدرات الحرب السيبرانية، حيث نفذت هجمات إلكترونية على أهداف في دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة.

ثالثا :- المشروع التركي في الشرق الأوسط

وهو يعكس طموحات تركيا للعب دور محوري في المنطقة، و دور فاعل في القضايا الإقليمية الرئيسية، مستخدمةً مزيجًا من القوة العسكرية، التحالفات السياسية، والقوة الناعمة، مستفيدًا من موقعها الجغرافي الاستراتيجي وتاريخها كقوة إقليمية، تحولت تركيا من سياسة «صفر مشاكل مع الجيران» إلى تدخل أكثر نشاطًا في الشؤون الإقليمية، مع التركيز على دعم جماعات وحكومات معينة لتحقيق أهدافها الاستراتيجية.

وتركيا تستخدم القوة الناعمة لتعزيز نفوذها في الشرق الأوسط من خلال الأنشطة الثقافية والدينية. تدعم المسلسلات التركية، مما يعزز شعور القرب الثقافي بين تركيا وشعوب المنطقة. كما تقوم المنظمات التركية بتنفيذ مشاريع تنموية وإنسانية في مناطق النزاع، مثل شمال سوريا والصومال.

هذه المشاريع الثلاث تريد الشرق الأوسط بالابعاد السياسية، الاقتصادية، الامنية، والتاريخية أيضا، وثمة حقائق مبصرة كشفتها الأيام والسنوات الماضية أن البدايات لارساء قواعدها تشهد على نهاياتها التي سأكتبها في المقالة التالية. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك