الأخبار

جهاد المومني يكتب : التهديدات اسرائيلية والضربة اميركية

جهاد المومني يكتب : التهديدات اسرائيلية والضربة اميركية
أخبارنا :  

ما يثير الغرابة ان الاستعدادات الاسرائيلية لشن عدوان على ايران يتم نشر تفاصيلها على الملأ خطوة بخطوة في الاعلام،تارة على شكل تصريحات لكبار المسؤولين في اسرائيل والولايات المتحدة، وتارة بالتهديدات الصادرة عن قادة الجيش بضربة قد تستهدف المفاعلات النووية الايرانية،او انها قد تستهدف المنشآت النفطية الايرانية،وفي تصريحات أخرى يقال بأن منصات الصواريخ وقواعد عسكرية ايرانية سوف تكون اهدافاً للعدوان.

هذا لا يحدث عادة في الحروب، ولا اعتقد ان الولايات المتحدة او اسرائيل عندما تقرر المضي بتوجيه الضربة، ستعلن عن نواياها على نحو فاضح كما تفعل الان، وكأنها تقول للايرانيين استعدوا وحصنوا مفاعلاتكم ومنصات صواريخكم ومنشآتكم النفطية.!

تبدو التهديدات الاسرائيلية مضحكة وسخيفة الا اذا كان الهدف منها توجيه انظار المنطقة الى اهداف لا تقصدها اسرائيل ابدا، فهذا الكيان عودنا على الخديعة والمكر في جميع الحروب التي خاضها مع جيرانه ومع من هم ابعد من الجيران، فقد دمر الطائرات المصرية بغتة في مرابضها في عام 1967، ودمر المفاعل النووي العراقي دونما سابق انذار عام 1981، وضرب مقر منظمة التحرير الفلسطينية في تونس عام 1985 دون ان يعلن او يهدد،في جميع هذه الاعتداءات وغيرها كانت الولايات المتحدة شريكاً ومساعداً قدمت للطائرات الاسرائيلية الوقود والاحداثيات ?كل ما احتاجته من دعم لوجستي وقنابل مناسبة لتدمير الاهداف المحصنة، وضربت اسرائيل ولا زالت تضرب اليمن بشراكة اميركية مباشرة، وتضرب سوريا بشكل يومي تقريبا ً، ووصلت الى ايران باستهدافها اسماعيل هنية في عملية سرية في قلب طهران، فلماذا هذه المرة تروج لضربة تصفها بانها غير مسبوقة تقصم ظهر عدوها اللدود ايران البعيدة عنها بأكثر من الف وخمسماية كيلومتر..!

اعتقد ان الهدف هو التضليل، وتوجيه انظار الايرانيين على وجه الخصوص الى الخطر الثانوي اسرائيل، وغض النظر عن الخطر الرئيسي والفاعل الحقيقي في هذه المعركة وهو الولايات المتحدة، وسبب هذه العلنية في التصريحات والتهديدات ان اسرائيل تريد ان تقول انها من سيفعل وانها من سيرد على الضربة الصاروخية الايرانية ضمن حدود معينة يصرحون في واشنطن بانها لن تستهدف المفاعلات النووية الايرانية، والحقيقة ان الهدف الاول والاخير هو المفاعلات النووية وليست المنشآت النفطية كما يروجون في خديعة واضحة المعالم، فما من اهداف لاسرائيل والو?ايات المتحدة في ايران غير المفاعلات النووية، ومن سيوجه الضربة المدمرة هو الولايات المتحدة من قواعد قريبة لضمان النتيجة.

التهديدات اليوم تصدر من اسرائيل لكن الفاعل سيكون الاميركي ولديه مجموعة اهداف محددة منذ سنوات طويلة وقد تسلمت اسرائيل نسخة من خرائط واحداثيات هذه الاهداف، ولا اعتقد انهم في ايران لا يعلمون ذلك ولا يأخذون بعين الاعتبار ان الولايات المتحدة ستكون الفاعل الرئيسي في هذه الضربة اذا ما استهدفت البرنامج النووي الايراني وهو البعبع الذي يقلق الاسرائيليين منذ انشائه، فكيف اذن لا يتفاقم الخوف ويصبح كابوسا حقيقياً بعد ان برهنت الضربة الصاروخية الايرانية على ان صواريخ ايران لا تشبه صواريخ صدام وان بامكانها حمل رؤوس نووية?في يوم من الايام، ففي ايران برنامجان كبيران يعملان جنبا الى جنب، برنامج صاروخي وصناعة صاروخية ايرانية خالصة، وبرنامج نووي بات مستقلاً عن اي خبراء اجانب لتطويره وفرضه على المنطقة والعالم.

اسرائيل والولايات المتحدة أكثر من مجرد حلفاء عندما يتعلق الامر بوجود اسرائيل من عدمه، ولذلك لن تترك واشنطن تل ابيب تتصرف على نحو لا يضمن انجاز المهمة على أكمل وجه، وما يقلق الطرفان امران لا ثالث لهما، صواريخ ايران الغامضة والقادرة على تجاوز سرعة الصوت وقدرتها على ضرب البنى التحتية في اسرائيل، والامر الآخر وجود القواعد العسكرية الاميركية على بعد اقل من مئة كيلو متر عن حدود ايران. ــ الراي

مواضيع قد تهمك