الأخبار

د. هبة ابو عيادة : حروف من نور في يوم المعلم

د. هبة ابو عيادة : حروف من نور في يوم المعلم
أخبارنا :  

في يوم نحتفي فيه بأعمدة المجتمع وبناة الأجيال، نجد أنفسنا أمام سؤال جوهري: كيف نشكر المعلم؟ كيف نعبر عن امتناننا لمن ساهم في صقل عقولنا وشخصياتنا؟ كيف نقدر المعلمين؟ إن المعلم هو النور الذي يضيء دروبنا، والحرف الذي يرسم ملامح مستقبلنا.

في هذا المقال، سنحاول أن نستلهم من نور المعلم، ونكتب حروف شكر وعرفان له.

أبدأ مقالي بأن المعلم هو صانع الأجيال وليس مجرد وسيط لنقل المعلومات، بل هو مهندس نفوس، وصانع أحلام. هو الذي يزرع في عقول الطلاب بذور المعرفة، ويغرس في قلوبهم قيم الأخلاق والوطنية. إنه القائد الذي يلهمنا، والصديق الذي نستشيره، والأب الذي يوجهنا. فكما قال الإمام علي بن أبي طالب مداحًا المعلم: ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم على الهدى لمن استهدى أدلاء وقدر كل امرئ ما كان يحسنه والجاهلون لأهل العلم أعداء ففز بعلم تعش حيـًّا به أبدا الناس موتى وأهل العلم أحياء.

فدور المعلم في المجتمع يتجاوز حدود المدرسة، فهو شريك أساسي في بناء المجتمع. المعلم هو الذي يساهم في تطوير المجتمعات، ورفع مستوى الوعي، وبناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات المستقبل. إنه القوة الدافعة وراء التغيير الإيجابي، فكما قال الشاعر محمود سامي البارودي عن فضل المعلم: بِقُوَّةِ الْعِلْمِ تَقْوَى شَوْكَةُ الأُمَمِ فَالْحُكْمُ فِي الدَّهْرِ مَنْسُوبٌ إِلَى الْقَلَمِ.

وعلى الرغم من أهمية دور المعلم، إلا أنه يواجه العديد من التحديات، منها: ضغط العمل: يتحمل المعلم ضغطاً كبيراً نتيجة الزيادة في أعداد الطلاب وتنوع المناهج. وقلة التقدير: لا يحظى المعلم دائماً بالتقدير المادي والمعنوي الذي يستحقه. والتغيرات التكنولوجية: يتطلب مواكبة التطورات التكنولوجية جهداً كبيراً من المعلم.

في هذا اليوم العالمي للمعلم، يجتهد طلبتنا الأعزاء وأولياء الأمور وكل صاحب علم أن يقدم رسالة شكر لمعلمه؛ حبًا وتقديرًا واحترمًا، وهناك العديد من الطرق للتعبير عن شكرنا وتقديرنا للمعلم، منها: كلمات الشكر والتقدير: لا تتردد في توجيه كلمات الشكر والتقدير لمعلمك، فهذا له أثر كبير على نفسيته. وتذكار الرمزية: قدم تذكار رمزية لمعلمك تعبر عن امتنانك له.

المشاركة في فعاليات تكريم المعلمين: شارك في الفعاليات التي تقام لتكريم المعلمين. الدعاء للمعلم: ادع الله أن يوفق معلمك ويسعده. وكما قال إبراهيم بن سليمان الوشمي في قصيدته المعلم القدوة:

جاء المعلم نورُهُ... يسعى فيأخذ باللباب

يلقي ويشرح درسه... متوخياً عين الصواب

يحنو على طلابه... متجنباً سبل العقاب

وتراه دوماً باسماً... عند السؤال أو الجواب

يمضي سحابة يومه... بين الدفاتر والكتاب

إن المعلم قدوة... في الناس مرفوع الجناب

والنشء يذكر فضله... حتى يُوارى في التراب

يا ربّ بارك سعيه... ذلِّل له كل الصعاب

حتى ينشِّئَ جيلنا... متحصناً من كل عاب

في الختام، إن المعلم هو الكنز الثمين الذي يجب علينا حمايته وتقديره. لنجعل من يوم المعلم مناسبة للاحتفاء بدورهم العظيم، وللتأكيد على أهمية مهنتهم. لن ننسى أبداً أن المعلم هو الشمعة التي تضيء دروبنا، والحرف الذي يرسم ملامح مستقبلنا. ألف شكر وتقدير لكل معلم ومعلمة. ــ الراي

مواضيع قد تهمك