الأخبار

هاني الهزايمة : حملات التشويه ضد الأردن: مؤامرة تستهدف وحدة الصف العربي

هاني الهزايمة : حملات التشويه ضد الأردن: مؤامرة تستهدف وحدة الصف العربي
أخبارنا :  

في خضم التحديات التي تواجه المنطقة العربية، بات الأردن هدفًا لحملات تشويه ممنهجة على وسائل التواصل الاجتماعي، يقف وراءها العدو الصهيوني وبعض الأطراف التي لا همّ لها إلا إثارة الفتنة وزرع بذور الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة. هذه الحملات، التي تستهدف بث الشكوك حول مواقف الأردن وتاريخه الحافل بالدعم لقضايا الأمة العربية، تأتي في وقت حساس تسعى فيه قوى كثيرة إلى إضعاف الروابط العربية وتهديد استقرار المنطقة.

الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني، ظل على الدوام داعمًا للأشقاء الفلسطينيين، ثابتًا في مواقفه تجاه القضية الفلسطينية، التي يعتبرها الأردن قضية وطنية وأخلاقية قبل أن تكون مجرد قضية سياسية. ولم يكن دور الأردن في دعم الفلسطينيين مقتصرًا على الجانب الدبلوماسي فحسب، بل امتد ليشمل الجوانب الإنسانية والاجتماعية، حيث يعمل الأردن على توفير الدعم والمساندة للفلسطينيين في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها تحت الاحتلال.

ورغم هذا الدور الريادي، لم يسع الأردن يومًا للحصول على إشادة أو تقدير من أي جهة، بل اعتبر الوقوف إلى جانب فلسطين واجبًا قوميًا وأخلاقيًا نابعًا من انتمائه العروبي والإسلامي. مواقف الأردن تجاه فلسطين ليست موضع تفاوض أو تردد، بل هي مواقف مبدئية نابعة من تاريخ طويل من التضامن والدعم. فالأردنيون منذ نكبة 1948 وحتى اليوم يقدمون ما يستطيعون، رغم تحدياتهم الداخلية وضغوطهم الاقتصادية والسياسية، في سبيل دعم أشقائهم الفلسطينيين.

ومع ذلك، نجد أن بعض الأطراف، وعلى رأسها العدو الصهيوني، تسعى جاهدة إلى النيل من هذا الدور المشرّف للأردن. مستخدمين وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة لنشر الأكاذيب والتشكيك في نوايا الأردن ومواقفه الثابتة. هدف هذه الحملات واضح: خلق الفتنة بين الشعبين الأردني والفلسطيني، اللذين يجمعهما تاريخ طويل من التضامن والنضال المشترك.

تسعى هذه الأطراف إلى تشويه الصورة الناصعة للأردن وتقديمه وكأنه طرف محايد أو متخاذل في القضية الفلسطينية. هذه الأكاذيب ليست جديدة، بل تعكس سياسة الاحتلال المستمرة في محاولة ضرب الجبهة الداخلية للدول العربية المحيطة بفلسطين، وخاصة الأردن، الذي يحمل عبء حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس عبر وصايته الهاشمية.

ليس من المستغرب أن تأتي هذه الحملات في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية والإقليمية على الأردن. فمواقف الأردن القوية ضد الاحتلال الصهيوني ورفضه للسياسات الإسرائيلية التوسعية تجعل من الأردن هدفًا لمحاولات تشويه سمعته. تسعى هذه الجهات إلى تقويض دعم الأردن للقضية الفلسطينية عبر زرع الشكوك حول مواقفه وتصويره بشكل يخالف الحقيقة.

على الرغم من هذه المحاولات المسمومة، فإن الأردنيين لديهم من الوعي والإدراك ما يكفي للتصدي لهذه الحملات الخبيثة. الأردنيون يدركون أن هذه الهجمات ليست إلا جزءًا من خطة أكبر تهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية وضرب الوحدة الوطنية. التاريخ يشهد على صلابة الأردنيين وتماسكهم في مواجهة كل التحديات، فهم شعب تربى على قيم العروبة والكرامة، ويعرف تمامًا حقيقة دور بلاده في دعم القضايا العربية.

لم يتغير شيء من مواقف الأردنيين، فهم ثابتون على مبادئهم، ولم تؤثر فيهم تلك الحملات التي لا تسعى إلا لبث الفتنة والانقسام. هذا الوعي الشعبي هو الحصن المنيع الذي يحمى الأردن من السقوط في دوامة الفوضى التي تحاول بعض الأطراف جرّه إليها. الأردنيون يعرفون أنفسهم جيدًا ويعرفون قيمة دورهم في المشهد العربي، ويستمرون في أداء واجباتهم تجاه أشقائهم الفلسطينيين والعرب دون انتظار تقدير أو شكر من أحد.

ما يميز الأردن ويجعله هدفًا لهذه الحملات هو تمسكه بمواقفه المبدئية الراسخة، ورفضه التنازل عن حقوق الأمة، لا سيما فيما يتعلق بفلسطين. رغم التحديات الكبيرة والضغوط الهائلة التي يواجهها، يظل الأردن متمسكًا بموقفه القومي، مدافعًا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة على أرضه.

ورغم محاولات التشويه المستمرة، يشهد القاصي والداني على الدور الأردني الكبير في دعم القضية الفلسطينية. فمن خلال الدبلوماسية النشطة والتحركات السياسية الدولية، يسعى الأردن باستمرار لرفع صوت فلسطين في المحافل الدولية، والعمل على إحباط أي محاولات للمساس بحقوق الشعب الفلسطيني. هذا الدور يعترف به العالم أجمع، ولكنه يظل مصدر إزعاج لأعداء الأمة الذين يحاولون تشويه هذا الدور بأي وسيلة.

حملات التشويه ضد الأردن لن تنجح في إضعافه، ولن تتمكن من النيل من وحدته أو مواقفه المبدئية. الأردن، الذي يعرف تاريخه ومواقفه الراسخة، لا يهتم بتلك الاتهامات الزائفة التي تسعى إلى ضرب وحدته. الأردني الأصيل، الذي يعتز بعروبته وانتمائه، يظل واقفًا بشموخ في وجه كل هذه المحاولات.

ستبقى مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية وقضايا الأمة العربية نبراسًا للحق والعدل. ولا يضير الأردنيين أن تتكالب عليهم حملات التشويه، فهم يعرفون جيدًا أن من يقف وراءها لا يسعى إلا إلى تدمير الروابط العربية وضرب وحدة الصف العربي. الأردنيون سيواصلون دورهم الوطني والقومي، ولن تتأثر عزيمتهم أو تتزعزع ثقتهم بأنفسهم أمام أي محاولة للتشويه أو التخوين. ــ الراي

مواضيع قد تهمك