الأخبار

لما جمال العبسه : ظلال العربدة الصهيونية على الاقتصاد الغربي

لما جمال العبسه : ظلال العربدة الصهيونية على الاقتصاد الغربي
أخبارنا :  

يوماً بعد الآخر تزداد العربدة الصهيونية في منطقة الشرق الاوسط، وتتمادى معها حكومة الكيان الصهيوني الفاشي في اختلاق حروب هنا وهناك رغبة منها كما صرحت سابقا على لسان رئيسها الفاشي بنيامين نتنياهو بتغيير خارطة منطقة الشرق الاوسط بما يتناسب مع مصالحها بشكل عام، هذه العربدة جاءت بمباركة امريكية، ذلك ان الاخيرة دائما ما كانت تؤيد بل وتدعم كل تصرفات الفاشي نتنياهو، فالطرفان لهما المصالح نفسها في المنطقة، وبالطبع هناك تبعية عمياء وغباء سياسي عميق تمارسه الدول الغربية الكبرى على رأسها بريطانيا وفرنسا والمانيا.

آخر هذه العربدات كان اندفاع الكيان الصهيوني لتوجيه ضربة مؤلمة لايران مع ملاحظة تأمل الادارة في واشنطن ان لا تصل هذه الضربات لمحطات الطاقة النووية في ايران، ولا ضير من استهداف البنية التحتية النفطية في ايران على اعتبار ان وقعها سيكون اقل ضررا من المنشآت النووية.

مع بدء بروز هذه الاحتمالات ونقاشها بشكل اوسع على صعد سياسية واقتصادية متعددة، وبالطبع قابل هذا الامر تهديد من قبل طهران بتوجيه ضربات مماثلة تشل الاقتصاد الصهيوني، تداعت التأثيرات على الاسواق النفطية العالمية، وبدأت معها الفلسفات الاقتصادية والنفطية تطفو على السطح، فعلى سبيل المثال الصحف الامريكية تناقلت توقعات مؤسسات دولية بان يتجاوز سعر برميل النفط فيما اذا وجه الكيان ضربة للمنشآت النفطية الايرانية 100 دولار، وعللوا هذا الامر بتأثر امدادات الاسواق من هذه المادة نتيجة لتوقف انتاج النفط الايراني.

صحيح ان اسعار النفط في نهاية الاسبوع الماضي شهدت ارتفاعا بنسبة 0.55% لمزيج برنت العالمي، و0.91% لنفط غرب تكساس، الا ان التعاطي مع هذه النسب جاء مبالغا فيه، واعتقد ان هذه المبالغة من الجهات الدولية الغربية ومراكز الدراسات المتخصصة بالاسواق النفطية التي تتأثر بالتوجه الامريكي بشكل كبير والرامي الى دفع الاسعار نحو الارتفاع السعري اكثر مما هو عليه الآن من خلال استغلال حساسية هذه السوق وتفاعلها مع المجريات العالمية خاصة للدول المنتجة للنفط.

فاذا ما نظرنا الى اسعار نفط القياس العالمي برنت نجد انه لا زال يختبر حاجز 80 دولارا، حيث اغلق في نهاية الاسبوع عند 78.05 دولار للبرميل، فيما بلغ سعر نفط غرب تكساس 74.38 دولار، اي انه لا يزال في نفس المعدلات المتوقعة من قبل اكبر منتجي النفط في العالم، بمعنى ان تحييد العوامل الاخرى المؤثرة على اسعار النفط العالمية واخذ عامل عدم الاستقرار السياسي والحروب الدائرة في منطقة الشرق الاوسط بفعل صهيوامريكي غير منطقي على الاطلاق.

ولبيان هذا الامر، يجب الاخذ بعين الاعتبار ان هناك العديد من الاسباب التي تحول دون وصول او محاولة الوصول الى حاجز 100 دولار للبرميل، وعلى رأس هذه الاسباب المقيضة لهذا الامر هو تراجع الطلب العالمي على النفط بفعل تراجع الطلب الصيني بداية على هذه المادة، من جانب اخر، ارتفاع اسعار التصخم العالمي وما رافقه من ارتفاع اسعار الفائدة العالمية لكبح جماح التضخم لم يتنهِ تأثيره حتى الآن، خاصة وان هذين الامرين مسبب رئيس لتراجع حجم الاستثمار العالمي بشكل ملحوظ.

أما الأمر الثالث والاكثر اهمية، ان اقتصادات الدول الاوروبية على رأسها امريكا وبريطانيا وفرنسا والمانيا تشهد تراجعا ملحوظا، صحيح انه متباين بشكل ما الا ان جميعها يعاني ادواء اقتصادية حلولها صعبة وطويلة الامد، ويقابلها انتعاشا ان صح التعبير على مستوى الاقتصاد الكلي في الكثير من بلدان شرق العالم على رأسها دول الخليج العربي وروسيا والهند وغيرها في قطاعات مختلفة خاصة القطاع النفطي.

التوجه نحو اشاعة تأثيرات الحدث قبل وقوعه في اعتقادي انه يخدم المصالح الامريكية الرامية الى زيادة الاستفادة واعادة الزخم للقطاع النفطي لديها، بعد ان تمكنت منظمة اوبك + من نفض غبار التأثير الامريكي على اسواق النفط العالمي وقررت منذ نحو عامين انتهاج اسلوب التعادل في اسواق النفط بين العرض والطلب، وقررت بناء على دراسات معمقة تجريها وحدتها الخاصة بهذا الامر من الوصول الى السعر العادل والذي جاء بعد إجراء عمليات خفض الانتاج والذي اسهم في دفع الاسعار نحو الارتفاع الى مستويات مقبولة، واعتقد انها ستقوم باجراءات حصيفة مماثلة للمحافظة على اسواق النفط العالمية.

حتما اي تصرف عشوائي يقوم به جيش الكيان الصهيوني بالاضافة الى جنونه الحالي في المنطقة سيضيف أعباء عليه بداية وعلى داعميه تأتي بالتساوي مع التضرر الحاصل في «الشرق الاوسط». ــ الدستور

مواضيع قد تهمك