حيدر محمود : إنّي لأَفتحُ عيني!!!
يا «أَلفَ مليونِ مخلوقٍ»، ولا أَحَدٌ
حتّى الجرادُ يُعادي مَنْ يعاديهِ!
حتّى الجَمادُ له حَدٌّ يذودُ بِهِ
عنهُ.. (وكُلُّ إناءٍ بالذي فيهِ!!)
يا «ألفَ مليونِ مخلوقٍ»، لو ائْتَلَفوا
لَزَلْزَلوا الكونَ: قاصيهِ، ودانيهِ
لكنَّهم أُمَمٌ شَتّى، مُقَطَّعَةٌ
أوصالُها.. فَهْيَ من تيهٍ.. إلى تيهِ
ومِنْ هَوانٍ، على الدُّنيا، وأَنفُسِهِم
إلى هَوانٍ.. وإذلالٍ.. وتَسْفيهِ
كأَنَّهُمْ مُدْمِنو قَهْرٍ، إذا خرجوا
من ليلهِ.. بَحَثوا عَمّنْ يُغذّيهِ!!
لا.. والذي جَعَلَ الإِسلامَ دينَ عُلا
وعِزّةٍ ليس منّا مَنْ يجافيهِ
وليس منّا ذليلُ النَّفسِ، خانِعُها
وليس منّا الذي يَخْشى أعاديهِ
دينُ الكرامةِ هذا الدينُ، فانتفضي
يا رُوحَهُ.. وابْعَثيهِ في سواقيهِ
وأرجعيهِ إلينا.. أَرجعي مُهَجاً
ظمأى.. إليهِ ليرويها، وترويهِ!
وأطلعي في صحارينا النَّخيلَ، ففي
ظلِّ النّخيل بدأْنا ما سُننْهيهِ
وفجّري في الرّمالِ الهاجعاتِ لظىً
يُعيدُ تَاريخَنا الزّاهي، ويُحييهِ!
يا روحَ إسلامِنا العملاقةَ اشْتَعلي
وأَشعلي الزَّمنَ القاسي.. بمن فيهِ
وأَيقظي «الألفَ مليونٍ» فإنّ لهم
وَعْداً، إذا ما ابتدا، يُخشى تواليهِ!
أغنى بني الأَرضِ أقواهُم –لو اجتمعوا-
لكنّ «تيهَهمُ» أَقسى من «التّيهِ»!
لا يَرْهبُ الخَصْمُ شيئاً مِثْلَ صحوتِنا
وغيرَ إيمانِنا.. لا شيءَ يَثْنيهِ!!
* 1- العنوان: من بيت دعبل الخُزاعي (إِنّي لأَفتحُ عيني حين أفتحُها.. على كثيرٍ ولكنْ لا أَرى أَحدا).
* 2- وبالمناسبة أَصبح العَدد الذي في «البال» أكثر من مليارين!!
ــ الدستور