الأخبار

كمال زكارنة يكتب : المفاوضات تخرج من دائرة التفاوض

كمال زكارنة يكتب : المفاوضات تخرج من دائرة التفاوض
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
اخرجت الولايات المتحدة الامريكية المفاوضات الجارية في الدوجة والقاهرة منذ عدة اشهر،للتوصل الى اتفاق بخصوص صفقة تبادل الاسرى والمعتقلين بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي ووقف الحرب على غزة،اخرجتها من دائرة التفاوض والوساطة من اجل التوصل الى اتفاق،الى نهج فرض الاذعان والارغام، لاجبار المقاومة الفلسطينية على الموافقة والاستجابة للشروط والمطالب الاسرائيلية ،مما يعني فرض الاستسلام على الجانب الفلسطيني.
ليس هذا فحسب،بل ذهبت الادارة الامريكية ابعد من ذلك،عندما طرحت عمليا تجزئة وتقسيم المفاوضات الى مراحل،واصبحت الان تبحث التوصل الى اتفاق هدنة مؤقتة فقط بمعزل عن الاتفاق الشامل،لضمان اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين لدى المقاومة،واستمرار الحرب ولابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني واحتلال قطاع غزة ،ومواصلة الحصار والتجويع ومنع وتعطيل كل اسباب الحياة في القطاع المنكوب والمكلوم.
السلوك الامريكي في المفاوضات وتبني ادارة بايدن للرواية والمواقف والمطالب والشروط الاسرائيلية،بل كل ما يطلبه ويشترطه نتنياهو تحديدا ،يؤكد مرة اخرى للجميع ،ان امريكا شركا وطرفا اساسيا في العدوان على الشعب الفلسطيني ،والكل يعلم ان قوات النخبة الامريكية المعروفة بالدلتا ومشاة البحرية ،كلها تقاتل في غزة الى جانب جيش الاحتلال،وان امريكا هي التي تجلب المرتزقة من مختلف دول العالم ، للقتال في قطاع غزة الى جانب الاحتلال مقابل رواتب خيالية،اضافة الى تزويد اسرائيل باحدث الاسلحة لقتل الشعب الفلسطيني،كل هذا يطرح سؤالا مهما ،كيف يمكن لهذه الدولة المارقة ان تكون وسيطا نزيها ومقبولا وهي طرف رئيسي في الحرب،الجواب واضح ،وهو ان هذا العالم احادي القطب تهيمن عليه امريكا، والسبب الاخر غياب الدور الدولي الذي يجب ان يكون حاضرا ،بقيادة الصين وروسيا.
اذن نحن امام فصل جديد من المفاوضات،وهو فصل الاذعان والارغام والاجبار،الذي تتبناه الادارة الامريكية حاليا ،ويسعى وزير الخارجية بلنكن الى تسويقه وترويجه ،من خلال الضغط الشديد على مصر وقطر ،لاجبار المقاومة الفلسطينية على قبوله والموافقة عليه غصبا عنها .
المقترحات الامريكية الجديدة ،تهدف الى تحقيق النصر المطلق لنتنياهو في عدوانه على غزة،وابقاء القطاع تحت الاحتلال والحصار والدمار والحرب المستمرة دون توقف ،وتحرير اسرى الاحتلال لدى المقاومة .
المقاومة الفلسطينية لا يمكن ان تتنازل عن خمسة شروط اساسية ورئيسية لانجاح صفقة التبادل،وهي،وقف دائم للحرب،انسحاب اسرائيلي كامل وشامل من قطاع غزة،تبادل حقيقي للاسرى من حيث الاعداد وعدم الاعتراض على الاسماء وضمان عودتهم الى منازلهم،عودة النازحين الى اماكنهم دون قيود او شروط،ادخال غير مقيد او محدد للمساعدات الانسانية والاغاثية، اضافة الى التفاصيل الاخرى التي تلي وقف الحرب بشكل دائم كاعادة الاعمار وغيرها.
الادارة الامريكية تسعى الى تقزيم الاتفاق فلسطينيا، وتعظيمه لصالح نتنياهو ،على حساب انتزاع التنازلات من الجانب الفلسطيني ،وهي تتراجع عن مقترحاتها التي اخذت صيغة القرار من مجلس الامن الدولي،وتتبنى مطالب وشروط نتنياهو.
كما تحاول افراغ الاتفاق من مضامينه الرئيسية والاساسية ،والانحياز الى لغة الحرب والسيطرة والسطوة بالقوة ،وفرض المطالب الاسرائيلية على الجانب الفلسطيني بقالب اتفاق سياسي تفاوضي.

مواضيع قد تهمك