الأخبار

حاتم القاضي يكتب : الحسن بن طلال … الحكمة والفراسة والكاريزما الفريدة

حاتم القاضي يكتب : الحسن بن طلال … الحكمة والفراسة والكاريزما الفريدة
أخبارنا :  

أخط بقلمي اليوم عن شخصية وطنية ، من الطراز الرفيع … سياسة ومكانة ، عرفته المنطقة والاقليم بحنكته وبُعد نَظرِه ، فبعد أن تولى شقيقه الأكبر الملك الحسين عرش المملكة الأردنية الهاشمية بعد أن تنازل والده عن الحكم ، اختاره وليًا للعهد عام 1965 ، وظل يقوم بدور المستشار السياسي بصفته أقرب السياسيين للملك ، فضلاً عن القيام بدور نائب الملك أثناء فترة غياب الملك الراحل ، واستمر متقلداً مهامه حتى عام 1999 …… ثلاثة عقود ونيِّف من العمل السياسي على الصعيدين الإقليمي والدولي


وُلد الأمير الحسن بن طلال في عمان ، حيث تلقَّى تعليمه الابتدائي فيها ، ثم أكمل تعليمه في مدرسة ( سمر فيلدز ) في بريطانيا وبعدها في مدرسة ( هارو ) في إنجلترا ، ثم التحق بعدها بكلية ( كرايست تشرتش ) بجامعة أكسفورد ، حيث حصل على درجة البكالوريس مع مرتبة الشرف في الدراسات الشرقية ، ثم بعد ذلك الماجستير ، بعدها أصدر الملك الراحل الحسين بن طلال قرارًا بتعيين أخيه الأمير الحسن وليا للعهد ، منذ اليوم الأول لتوليه المنصب كان له بصمات واضحة في المجالات السياسية والإجتماعية على المستوى الوطني أو العالمي فقد ترأّس الأمير حسن لجان الإشراف على خطط التنمية ، كما أنشأ المؤتمر السنوي لبلاد الشام عام 1978، ومؤسسة آل البيت عام 1980، والأكاديمية الإسلامية للعلوم ، والمؤتمرات الدولية التي تقام كل ثلاث سنوات حول تاريخ وآثار الاردن


وعلى الصعيد العالمي، كان لأفكاره ومبادراته صدىً قوياً في العديد من القرارت الدولية ، ففي خطاب له أمام الدورة السادسة والثلاثين للجمعية العامة في الأمم المتحدة عام 1981، اقترح إنشاء نظام عالمي إنساني جديد ، وهو الأمر الذي دعا الأمين العام للأمم المتحدة في ذلك الوقت إلى تأسيس اللجنة المستقلة الخاصة بالقضايا الإنسانية الدولية (ICIHI) والمشاركة في ترؤسها ، كما أن الأمير الحسن هو مؤسس ورئيس مؤسسة البحوث والحوار بين الأديان والثقافات (FIIRD) والتي تم تأسيسها في جنيف عام 1999 ، وفي عام 2003 ، تم انتخاب الأمير الحسن واحداً من بين خمسة خبراء إقليميين في المجموعة الإقليمية البارزة للخبراء المستقلين ، من أجل تنفيذ إعلان وبرنامج عمل المؤتمر العالمي ضد التمييز والتمييز العنصري وكراهية الأجانب وما يتصل بذلك من تعصب ، والذي عقد في جنوب افريقيا في عام 2001 ، وفي الجمعية الدولية السابعة للمؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام (WCRP) ، وافق الأمير حسن على تسلم منصب رئيس الجلسة للمؤتمر العالمي للأديان من أجل السلام والذي عقد في العاصمة الأردنية عمَّان


وله مؤلفات أدبية عديدة نذكر بعضًا منها : السعي نحو السلام ، المسيحية في العالم العربي ، حق الفلسطينيين في تحديد المصير وغيرها من المؤلفات ، كما ويجيد التحدّث باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية بطلاقة


إنه الأمير الحسن بن طلال ، الرجل الذي له باع طويل في السياسة الداخلية والخارجية إضافة إلى أنه رجل عسكري خدم في صفوف الجيش العربي وأنهى برتبة فريق أول ، أصفه اليوم بأنه صاحب الشخصية القوية التي جعلت من التاريخ كتاب يحتوي مسيرتها المتميزة .

بقلم : حاتم نواش القاضي

مواضيع قد تهمك