الأخبار

كمال زكارنة يكتب : د.منصور الحياري نموذج اردني مشرف.

كمال زكارنة  يكتب : د.منصور الحياري نموذج اردني مشرف.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
الطبيب الاردني المقدام الدكتور منصور الحياري، اخصائي الطواريء والحوادث،ابن السلط التي تجمع فوق جبالها وتلالها وسفوحها وبين اوديتها ،عشرات العشائر والعائلات الاردنية والفلسطينية ،مشكلة حالة فريدة من التلاحم والاختلاط والاندماج الاجتماعي ،اصر على الوصول الى غزة ،وبعد ثلاث محاولات متتالية ،وصل الى هناك بسلام ،واستطاع ان يقدم لأهل غزة المكلومين والمنكوبين ،كل ما يستطيع وما يملك من قدرات وامكانات طبية ومعرفية ،وما يزال يعمل في مشافي غزة ،ويقوم بدور كبير ومهم جدا في مجال اختصاصه.
د.الحياري وحيد والديه ،لم يفكر بالمخاطر التي قد تواجهه او يتعرض لها ،وهو في اخطر بقعة على وجه الارض حاليا،تفوق بفلسطينيته وشجاعته على الكثيرين ، وهو ليس الطبيب الاردني الاول ولن يكون الاخير، الذي يصل الى قطاع غزة، لتقديم خدماته الطبية والعلاجية والصحية لاهالي القطاع،تطوعا وشعورا منه بالمسؤولية الدينية والاخلاقية والوطنية والقومية،بل في غزة اكثر من مائتي طبيب وممرض اردني، من مختلف التخصصات الطبية ،يعملون في المستشفيات الميدانية والعسكرية الاردنية في قطاع غزة ،في هذه الظروف التي لم يشهد التاريخ مثيلا لها ،من حيث الصعوبة والخطورة والجهد والتعامل مع الحالات المرضية والاصابات وغيرها .
د.الحياري نموذج اردني وضاء،قام بجهد فردي للوصول الى غزة،ورغم الصعوبات والتحديات التي واجهته لكنه لم ييأس ،واستمر ببذل الجهود واستغلال كل الفرص الصعبة وشبه المستحيلة وفي النهاية وصل ،وهو الان في غاية الرضا والراحة النفسية لانه وصل .
لا اعرف الدكتور منصور الحياري شخصيا ،لكن سمعت عنه ومنه عبر وسائل اعلامية،ربما يعرفه المئات من الاردنيين ،واثبتت الاحداث والمواقف ان في الاردن اكثر من سبعة ملايين منصور الحياري.
ويمكن اختزل الاردن بالدكتور منصور الحياري ، واختصار الاردن بحي الطفايلة ،وبعشائر اردنية كثيرة ،كلها هبت لنجدة ونصرة غزة ،من العقبة جنوبا حتى الرمثا شمالا،وعندما يتعلق الامر بفلسطين لا يستطيع احد ان يزاود على الاردن والاردنيين قيادة وشعبا.
يقول الدكتور الحياري ،لا يستهين احد بأي مساعدة يقدمها لغزة ،مهما كان حجمها او نوعها،لان غزة بحاجة لكل شيء،وينقل صورا كارثية عن معاناة اهالي القطاع،وفي نفس الوقت صورا مشرفة عن الصمود والمعنويات العالية هناك،وصورا اخرى مضيئة عن تقدير الغزيين واحترامهم للاردن ملكا وحكومة وشعبا،وعرفانا بالجميل لهذا البلد ،وتفهما لكل ما يقوم به على المستويات كافة.
اجمل ما قاله الدكتور منصور الحياري ،انه الان في المكان المناسب وفي الوقت المناسب والظرف المناسب،جملة اختصر بها المواقف والتضحيات والانتماء والرجولة والبطولة والشهامة والنخوة والمروءة..هذا هو الاردن وهؤلاء هم رجاله.

مواضيع قد تهمك