الأخبار

ناصر الدين: تحول تاريخي في الحياة الحزبية والسياسية

ناصر الدين: تحول تاريخي في الحياة الحزبية والسياسية
أخبارنا :  

قال العين الدكتور يعقوب ناصر الدين، رئيس المجلس المركزي لحزب الميثاق الوطني، إن التحول التاريخي في الحياة الحزبية والسياسية يأتي متزامنا مع أوضاع وتطورات صعبة وخطيرة تمر بها المنطقة، وعلى الأخص في قطاع غزة والقدس والضفة الغربية.

وأشار إلى أنه في الوقت الذي أصبحت فيه تداعيات حرب الإبادة والعدوان على الأهل هناك تنعكس على أمن واستقرار المنطقة كلها، وعلى العالم بأسره، فإننا نحن في الأردن أقرب الناس لفلسطين، وأشدهم تأثرا بهذا الوضع الذي يتطلب منا إعداد أنفسنا لتحصين بلدنا، وتعزيز صموده وقوته في مواجهة التحديات والاحتمالات مهما كان مصدرها.

جاء ذلك خلال ندوة في جمعية خليل الرحمن فرع الزرقاء، تخللها حوار وطني حول عملية التحول السياسي التي يشهدها الأردن، وأهمية المشاركة الشعبية في هذا التحول، وخاصة المشاركة الفاعلة في الانتخابات النيابية التي ستجري يوم التاسع من شهر أيلول المقبل.

وفي بداية حديثه وجه ناصر الدين الشكر إلى رئيس اللجنة الفرعية لجمعية خليل الرحمن - فرع الزرقاء وإلى ديوان الشريف والحاضرين، لافتا إلى أن الأردنيين اليوم أمام مسؤولية كبيرة لفهم طبيعة المرحلة، وفهم موقف الأردن الذي يقوده جلالة الملك عبدالله الثاني الذي وقف وحيدا في كثير من الأحيان ينادي بحل الدولتين الذي يمنح الشعب الفلسطيني حق تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة على أرضه وعاصمتها القدس الشريف.

وأكد أن جلالته ظل يحذر المجتمع الدولي من أن تخليه عن مسؤولياته القانونية والأخلاقية لإقرار هذا الحق سيشكل تهديدا دائما لأمن واستقرار المنطقة وشعوبها، وهذا ما يحدث بالفعل، ويمكن أن يذهب إلى أبعد من ذلك ما لم تجتمع الإرادة والشرعية الدولية على فعل حاسم ينهي حرب الإبادة في غزة، ويضع حدا للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الضفة الغربية، ويتعرض لها المسجد الأقصى المبارك، والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.

وقال ناصر الدين: ما من زعيم يناضل مثلما يناضل جلالة الملك من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني، مؤكدا أن قضية فلسطين هي قضية أردنية بامتياز، ومن هذه الحقيقة، وعلى هذا الأساس أكد دائما أن الأردن القوي هو الذي يمكنه الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني والدفاع عن قضيته، وقضايا الأمة العربية كلها.

وأضاف أن الأردن القوي يحتاج إلى صيانة أمنه واستقراره، وترتيب بيته الداخلي من خلال منظومة متكاملة من عمليات التحديث السياسي والاقتصادي والإداري، وتعزيز عناصر قوته في كل المجالات، وفي التوازنات الإقليمية والدولية، وقد وضع جلالة الملك من أجل ذلك مجموعة من الرؤى على مدى خمسة وعشرين عاما منذ توليه سلطاته الدستورية، وخط منهجا واضحا لمسيرة الإصلاح الشامل، وللمسيرة الديمقراطية من خلال الأوراق النقاشية التي جاءت شاملة ومفسرة للنهج السامي الذي يؤمن بالنقاش الموضوعي حول شؤون شعبه والدولة ومصالحها العليا، ويؤمن بمشاركة جميع الفئات والقطاعات في النقاش وفي التوافق حولها.

وذكر أن مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، والرؤية الاقتصادية، والتحديث الإداري الذي يفعل دور المؤسسات وقدرتها على القيام بمسؤولياتها خير قيام، هي ذروة هذا التوجه الذي أسفرعن قانون للأحزاب البرامجية بهدف توسيع قاعدة المشاركة الشعبية في اتخاذ القرار، وقانون الانتخاب الذي يفتح السبيل لاحقا لتشكيل حكومات برلمانية. وعرض ناصر الدين خلال اللقاء إستراتيجية حزب الميثاق الوطني، مشيرا إلى أن الحزب وضع برنامجه التنفيذي وفقا لهذه الغايات الكبيرة. وقال «إن العمل الحزبي الذي نسعى إليه ليس مجرد رفاهة فكرية أو أيدلوجيات كلامية، وإنما عمل وطني يساهم في بناء الأردن الجديد من خلال التحليل الدقيق للواقع المعيش، وتخطيط يعتمد على الحقائق والمعلومات الصحيحة التي نعرف من خلالها نقاط القوة والضعف، والفرص والتحديات، لنتمكن من المشاركة في رسم ملامح المستقبل الذي يليق ببلدنا وبمواطنيه، ومستقبل أجيالهم القادمة».

وأضاف أن إستراتيجية الحزب تضع عناوين محددة لكل قطاع من قطاعات الدولة وتحدد كذلك الغايات والأهداف وبرامجها التنفيذية، مشيرا إلى أن الحزب في حالة تشاور وتفاعل مستمر بين مجلسه المركزي ومجلسه الاستشاري ومكتبه السياسي (الأمانة العامة) ومع القواعد الشعبية، ومنظمات المجتمع المدني من أجل أن يكون جامعا للآراء والمواقف والتضامن الوطني الذي نعبر من خلاله عن تضامننا الوطني وإرادتنا المشتركة في الحفاظ على بلدنا، والتقدم به إلى الأمام نحو المئوية الثانية من تاريخه المجيد.

وشدد على أن العمل الحزبي أصبح اليوم ضرورة وطنية تضمن لنا وحدة الكلمة والموقف، بعيدا عن المزايدات أو النأي بالنفس عن الواجب الوطني، وأن المشاركة في الانتخابات واختيار ممثلي الشعب القادرين على ترجمة الطموحات إلى إنجازات على أرض الواقع هي التعبير الصادق عن الانتماء الحقيقي والمواطنة الصادقة.

وقال «نحن اليوم نملك فرصة المشاركة في صنع القرار، بدل التفرج من بعيد والركون إلى الانتقاد وعدم الرضى، والريبة والشك».

وخاطب ناصر الدين الحاضرين والمواطنين بالقول: إنني أهيب بكم انتهاز هذه الفرصة التاريخية التي تعلي من شأن الديمقراطية وتعظم دور ومكانة الإنسان الأردني في تحقيق نهضة بلده، وترسيخ قوته ومكانته وأمنه واستقراره، وكلها مسؤوليات واجبة على الفرد وعلى المجتمع كله، وهي كذلك أمانة في أعناقنا، ولا أتردد في أن أقول إنها واجب ديني مثلما هي واجب وطني وأخلاقي.

وعقب كلمة ناصر الدين، جرى حوار تفاعل معه الحضور وأكد متحدثون خلاله أهمية المرحلة السياسية التي تمر بها المملكة، وضرورة المشاركة الشعبية في الانتخابات المقبلة لاختيار الأقدر على تمثيل الأردنيين وتحقيق طموحاتهم. وثمن المتحدثون المبادئ السياسية التي يركز عليها حزب الميثاق الوطني، وجرت مناقشات بناءة حول استراتيجية الحزب وخطته التنفيذية وتطلعاته للمرحلة المقبلة، إضافة إلى مناقشة مضامين وتحديات العمل الحزبي بشكل عام.

مواضيع قد تهمك