تعمد الاحتلال الإسرائيلي استهداف المنظومة الصحية خلال حربه المستمرة على قطاع غزة، حيث دمر العديد من المستشفيات في القطاع وأخرجها عن الخدمة، كما قتل الكثير من الكوادر الطبية وأودى بحياة الكثير من المواطنين في ظل نقص المستلزمات الطبية؛ ما دفع الأردن حكومةً وشعبًا بدعم تلك المستشفيات وإعادتها من جديد للخدمة.

جمعية الوئام الخيرية، أشرفت على تأهيل وصيانة مستشفى جمعية أصدقاء المريض بمدينة غزة، والتي كان افتتاحها يوم الأحد الماضي، بتبرع من أهل الأردن، حيث أعاد المستشفى تقديم خدماته الصحية للمواطنين، بعد تدميرها من قبل الاحتلال الإسرائيلي خلال حربه المستمرة على غزة.

مدير جمعية الوئام الخيرية محمد مرعي

مراسل الـ»الدستور» بغزة، التقى مدير جمعية الوئام الخيرية، محمد مرعي، وقال: «على مدار شهرين كاملين من العمل الحثيث، جهزنا مستشفى جمعية أصدقاء المريض بكافة أقسامه ومكوناته، لاستقبال المرضى وبدء إجراء العمليات الجراحية، لتضميد جراح أهلنا في القطاع»، مضيفًا أنّهم جهزوا المستشفى بتبرع كريم من أهل الخير والعطاء في المملكة الاردنية الهاشمية ، وبواسطة جمعية العروة الوثقى وإشراف شركة تمكين .

وأشار مرعي، إلى أنّ «المستشفى الآن يقدم خدماته الطبية والصحية، حيث يمكن للمواطنين حاليًا المراجعة وتلقي الخدمة في كافة أقسامه المختلفة التي تعمل بكامل قدرتها الاستيعابية»، مؤكدًا أنّ مستشفى أصدقاء المريض ليس الوحيد الذي أعاد الأردن تأهيله، فمستشفى الإندونيسي كذلك تمت صيانته منذ فترة وبات يقدم هو الأخر خدماته للمرضى والجرحى.

وحول المساعدات الأردنية، بين مرعي، أنّ المملكة أثبتت منذ بدء الحرب كرمها وعطاءها ووقوفها بجانب قطاع غزة، حيث قدمت كافة المساعدات من طرود غذائية والمواد التموينية والصحية والأدوية والمعدات الطبية للقطاع ، لافتًا إلى أنّ الأردن من الدول الأولى التي لبت نداء الاستغاثة، ووصل إلينا ما يقارب ألف طن من المساعدات التي دخلت في بيت كل مواطن غزي.

وبين مرعي، أنّ «جمعية الوئام قدمت العديد من المشاريع لمساندة أهالي القطاع، بتبرع وكرم أهل الخير في الأردن، منها الطرود الغذائية، وكفالة الأيتام لأبناء الشهداء، والمساعدات النقدية، إضافة لتنفيذ حملة الإغاثة العاجلة، مثل التكيات الخيرية، وتوزيع الماء المحلاة للمواطنين في ظل استهداف الاحتلال لآبار المياه في القطاع الذي تسبب بنقص حاد في المياه للسكان.

وشكر مرعي، جلالة الملك عبد الله الثاني، والحكومة والشعب الأردني، والهيئة الخيرية الهاشمية التي تقوم بجمع وإيصال هذه المساعدات، مبينًا أنّ بصمة المملكة واضحة في دعم القطاع.

وكيل مساعد وزارة الصحة بغزة الدكتور ماهر شامية

بدوره، قال وكيل مساعد وزارة الصحة بغزة الدكتور ماهر شامية، إنّ مستشفى أصدقاء المريض أخرج قسرًا عن الخدمة بسبب تدمير الاحتلال أجزاء منه بعد توغله في مدينة غزة خلال عدوانه، مبينًا أنّه «بجهود من جمعية العروة الوثقى في الأردن، والوئام الخيرية في غزة، استطعنا إنجاز المرحلة الثانية والتي أعادت تقديم خدماته الصحية للمواطنين الذين هم بحاجة ماسة وكبيرة للرعاية الصحية .

وأكّد شامية لـ «الدستور»، أنّ «الأردن مستمر في دعمنا وإسنادنا، من خلال إرسال الوفود والمستلزمات الطبية والأدوية، وكذلك استقبال مرضى السرطان في مستشفياته، موجهًا شكره للملك عبد الله الثاني ولأهل العطاء في المملكة الاردنية الهاشمية.

ويعمل القطاع الصحي في قطاع غزة بالحد الأدنى من الإمكانيات في ظل تدمير 97 مستشفى ومركزًا صحيًا خرجت تماماً عن الخدمة نتيجة القصف، إضافة إلى حرق مخازن الأدوية واستهداف سيارات الإسعاف، وقتل وأسر الكوادر الطبية، حيث استشهد 500 منهم أثناء عملهم، بعضهم أعدم بدم بارد، فيما تحرص المملكة الأردنية على إنقاذ المنظومة الصحية من الانهيار بسبب استمرار الحرب، من خلال تقديم المساعدات الإغاثية والطبية. ــ الدستور