النشامى والسعودية .. يتواجهان بالتصفيات الآسيوية المونديالية.. الليلة
عمان - حابس الجراح :
تعد المواجهة التي تجمع المنتخب الوطني لكرة القدم مع نظيره السعودي، أكثر من مجرد قمة، تجمع المنتخبين الليلة عند التاسعة مساء على ملعب «بارك» بالعاصمة الرياض، ضمن الجولة الأخيرة من المرحلة الثانية في تصفيات آسيا المشتركة المؤهلة لمونديال 2026 ونهائيات القارة 2027.
وكان المنتخبان قد حسما ترشحهما منذ الجولة الخامسة وقبل الأخيرة الخميس الماضي، حينما فاز «السعودي» على باكستان 3-0، وتفوق النشامى على طاجيكستان بالنتيجة ذاتها، وهو ما جعل المنتخب السعودي محافظاً على صدارة ترتيب المجموعة السابعة برصيد 13 نقطة، مقابل 10 نقاط للنشامى، و5 لطاجيكستان، في حين بقي رصيد باكستان خالياً من النقاط.
على ضوء ذلك، سيلعب الطرفان قمة جديدة بعد تلك في عمان والتي انتهت بتفوق سعودي 2-0، ليتتحدد على نتيجتها هويتي بطل ووصيف المجموعة بشكل رسمي ونهائي، إذ التعادل يعد كافياً للأخضر للبقاء متصدراً، فيما يتحتم على النشامى الفوز لخطف الصدارة والتربع عليها بفارق الأهداف، على اعتبار امتلاك المنتخب الوطني لـ 11 هدفاً كفارق بين الأهداف المسجلة له وعليه، مقابل 10 أهداف للسعودية، وهو النظام المعتمد لدى «فيفا» في تصفياته لتحديد ترتيب المجموعات، كما ان هدف الصدارة يبدو مهما للمنتخب من أجل حسابات التصنيف والمستوى الآسيوي في قرعة الدور الحاسم.
مكاسب الفوز
تحمل المواجهة أبعاداً كثيرة بالنسبة للنشامى، حيث يلعب اليوم بداعي الفوز ولا شيء غيره مع العلم أنه تأهل للدور المقبل من التصفيات، وضمن كذلك تواجده في النهائيات القارية 2027، ولكن ستكون نتيجة الفوز مطلباً لكتيبة مدرب النشامى حسين عموتا الذي يعتبر الفوز أمراً أساسياً وهاماً لما له من فوائد ومكاسب للمنتخب وللمدرب على حدٍ سواء.
وتبرز هنا أسباب عدة للسعي للفوز فقط، أبرزها؛ القبض على صدارة المجموعة، وما سيعكسه ذلك على المنتخب معنوياً حيث الصدارة ستعطي النشامى أفضلية في قرعة الدور الحاسم لتصفيات المونديال، والتي ستسحب يوم 27 الجاري، هذا بالإضافة لتحسين مركز المنتخب ضمن حسابات «الاتحاد الدولي».
ويرنو النشامى لهذه الصدارة، لأنها ستعني له الكثير في حسابات قرعة الدور الثالث والحاسم الذي ستوزع خلاله المنتخبات الـ 24 المتأهلة إليه على أربعة مستويات بحسب التصنيف القادم الذي سيصدر عن «فيفا».
ويستقر النشامى حالياً بالمركز 71 عالمياً والتاسع آسيوياً، ما يعني تواجوده لغاية الآن بالمستوى الرابع في قرعة الدور الحاسم، ومن المنتظر أن ينقله فوزه السابق على طاجيكسان إلى المركز 69 عالمياً، وكذلك قد يسهم فوزه على السعودية (اليوم) بالتقدم أكثر بالتصنيف والانتقال إلى المستوى الثالث، ولكن شريطة أن يقترن فوزه على السعودية بخسارة الإمارات أمام البحرين في الجولة الأخيرة ليحل هو بدلاً عنها في المستوى الثالث.
ويضم الدور الثالث بشكل عام نخبة منتخبات القارة ومن ضمنهم المنتخب الوطني، لكن يعتبر التقدم بالمستوى إضافة إيجابية للنشامى، إذ أن استمراره بالمستوى الرابع يعني تواجد 3 منتخبات تتقدمه بالتصنيف في مجموعته بالدور الحاسم، فيما الوصول للمستوى الثالث يقلص ذلك إلى منتخبين وبالتالي توسيع فرص حظوظه بالوصول المونديالي.
ومع ما سبق؛ فإن منتخب النشامى (وصيف كأس آسيا)، بات رقماً صعباً للغاية بالقارة، ويدرك تماماً أنه إذا ما أراد الوصول للمونديال، عليه عدم الالتفات لقوة المنافسين وهويتهم والإيمان بقدراته فقط، على اعتبار أن النشامى دائماً ما يفون بالوعود والمسؤولية وعند ثقة الجماهير التي تنتظر منهم الإعلان عن اعلان الأردن إلى المونديال لأول مرة.
ندية وأثارة
في تحدٍ من نوعٍ آخر، تبرز الندية التي سيشهدها ستاد بارك بين «أسلحة» المنتخبين، حيث تمتلك السعودية العديد من الأسماء المميزة على رأسها سالم الدوسري، نجم الهلال، مقابل موسى التعمري، لاعب النشامى والمحترف في صفوف مونبيلييه الفرنسي.
وظهر الثنائي بصورة قوية بقميصي النشامى والأخضر، حيث يملك كل منهما أرقاما مميزة على المستوى التهديفي، مما يمنح المباراة قوة وإثارة مرتقبة.
ووفقا للموقع الرسمي الخاص بالمنتخب السعودي، فإن سالم الدوسري شارك في 82 مباراة بقميص «الأخضر»، سجل خلالها 22 هدفا وصنع 5 أهداف بإجمالي مساهمات 27 هدفاً.
في المقابل، وصل عدد مساهمات التعمري إلى 30 هدفا بقميص «النشامى» (سجل 20 وصنع 10) في 57 مباراة بمختلف المسابقات، بحسب ما أشار إليه موقع «ترانسفير ماركت» للإحصائيات.
وتبرهن هذه الأرقام على تفوق التعمري الواضح على الدوسري بفارق 3 مساهمات قبل قمة الشقيقين.
تصريحات واثقة
وفي تصريحاته اللافتة خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس للمباراة، رفع عموتا سقف التحدي عندما اعتبر أن منتخب النشامى أصبح منتخباً «عالمياً» بعد النقلة النوعية التي بات يؤمن بها منذ نهائيات كأس آسيا 2023 والتي حل فيها وصيفاً للبطولة.
وقال: سنواجه المنتخب السعودي براحة نفسية بعد التأهل، والضغط الوحيد الذي سنواجهه هو مستوى الفريق بعد النقلة النوعية التي أصبحنا نؤمن بها بعد كأس آسيا، وأعد منتخبنا أصبح عالمياً.
وأضاف: مباراتنا أمام السعودي نلعبها على المركز الأول والأهم ضمان التأهل لنا، وهذه المواجهة هدفها أن نحقق المركز الأول، وأن نعطي فرصة للاعبين الذين لم يشاركوا.
ومضى: أود أن يستمتع لاعبو فريقي في جميع الخطوط الهجوم والوسط والدفاع.. «بعد تغيير طريقة لعبي تعرضت للهجوم من الكثيرين، وحقيقة الفريق لا يعرفها إلا المدرب؛ لذلك مانشيني يعرف طريقة فريقه، وصعب أن نتكلم على طريقة لعبه».
وكشف أنّ أكثر من 5 لاعبين عانوا قبل وبعد مواجهة طاجيكستان الأخيرة من حالات تسمم «الإفراط في تناول بعض الأطعمة ربما أدى إلى حالات التسمم بصفوف منتخب النشامى وبخاصة خلال مباراة طاجيكستان».
وأوضح: اللاعبون يجب أن يتمتعوا بالعقلية الاحترافية، ويعرفوا أهمية الطعام الصحي فهو مهم في مسيرة اللاعب، وبخاصة عند الاستحقاقات الرسمية».
وختم: تطور الفريق لا يأتي إلا بالمنافسة القوية والعالية، ونحن سنلعب بجميع الإمكانيات، وذلك يعتمد على ظروف الفريق في التصفيات.
من جانبه، قال نجم المنتخب إحسان: المنتخب السعودي منتخب كبير خاصة أمام جماهيره، نسعى للاستمرار على الصورة التي ظهرنا بها في كأس آسيا، وأن ننهي الموسم بأفضل صورة ممكنة.
وأضاف: يجب أن نعتاد على جميع الظروف، لدينا لاعبون محترفون هنا في السعودية والخليج، وبإذن الله نظهر بالصورة التي ينتظرها الجميع.
مانشيني.. منافس صعب
من جانبه، أكد الإيطالي روبرتو مانشيني، مدرب منتخب السعودية، أنه لن يتهاون في مواجهة المنتخب الأردني.
وقال للصحفيين: قمنا بالاستعداد الجيد لهذه المباراة لأنها مهمة جداً بالنسبة لنا حتى بعد أن ضمنا التأهل، لأننا نطمح للحفاظ صدارة المجموعة، وخصمنا صعب وهو وصيف كأس آسيا الأخيرة».
وتابع: بطبيعة الحال هدفنا هو التأهل ونحن في صدارة المجموعة، وهدفنا الرئيسي هو بلوغ نهائيات كأس العالم دون المرور بمصاعب».
وأضاف: المشكلة في تدريب المنتخبات هي الفترة القصيرة للإعداد، حيث لا يوجد وقت كاف للإعداد، لكن نحن نعمل كل ما بوسعنا للظهور بأفضل مستوى، وأنا راض عن العمل الذي قمت به حتى الآن.
وزاد: جانب اللياقة البدنية مهم جداً بالنسبة لنا كجهاز فني، نحن نقوم بالاختبارات لمعرفة جاهزية اللاعبين بعد نهاية الموسم، وعدم مشاركة أحمد الغامدي في المباراة الماضية ليست لسبب أنه لاعب صغير وأمامه مستقبل، وفيصل الغامدي كان لديه تذبذب في المستوى ولكننا نؤمن في قدراته.
وأتم مانشيني: في كأس الخليج (نهاية العام الجاري) سنذهب بالتشكيلة الأساسية، لأننا نهدف للتتويج بقلب البطولة.
نظرة على المتأهلين
مع نهاية الجولة الخامسة ضمن 13 منتخباً حتى الآن من 18 ترشحهم إلى الدور الثالث من التصفيات المونديالية وهم إلى جانب المنتخب الوطني: السعودية، أستراليا، العراق، إيران، أوزبكستان، قطر، الإمارات، اليابان، كوريا الجنوبية، عمان، فلسطين، البحرين.
وسيتم تقسيم المنتخبات الـ18 في الدور الثالث على ثلاث مجموعات، وبحيث تضم كل مجموعة ستة منتخبات تتنافس بنظام الدوري المجزأ من مرحلتي ذهاب وإياب.
ويتأهل أول فريقين من كل مجموعة مباشرة إلى كأس العالم، في حين ينتقل ثالث ورابع كل مجموعة للمنافسة بالدور الرابع، من أجل تحديد آخر فريقين حاصلين على المقاعد المباشرة لكأس العالم، والفريق الذي ينتقل لخوض الملحق الآسيوي لتحديد المنتخب المتأهل إلى الملحق العالمي. ــ الراي