الأخبار

احمد الحوراني : رانيا العبدالله.. مرة أخرى

احمد الحوراني  : رانيا العبدالله.. مرة أخرى
أخبارنا :  

تذهب الملكة رانيا العبدالله بعيدًا في دقة شروحاتها المعمّقة والمفصِّلةَ للأوضاع المتردية التي تعاني منها غزة جرّاء الحرب الفظيعة التي يكادبها الإنسان الفلسطيني هناك منذ نحو نصف عام، وتكاد جلالتها تكون الوحيدة من بين نساء قادة الدول العربية والأجنبية التي خرجت في نحو خمس مقابلات إعلامية عالمية منذ بدء الحرب كان آخرها المقابلتين اللتين أجرتهما في نيويورك، الأولى مع الإعلامية الأمريكية جوي ريد على قناة (أم.س.ن.ب.سي) والثانية مع الاعلامية الامريكية مارغريت برينان في برنامج "فيس ذا نيشن" على شبكة سي بي إس في نيويورك، ومما ل شك فيه بأن الشخصية المؤثرة لجلالتها، وعبقرية أدائها، وإصرارها على تقديم الحلول من خلال مشاركتها في هذه المحافل الشبابية والنسائية وغيرها، يجعل الإصغاء لحديثها ضرورة حتمية بالنظر إلى المكاشفة وبلاغة الوصف بلغة واضحة لا تقبل التأويل إلا ضمن اتجاه واحد يتمثل في دعواتها المتكررة للعمل الجاد من أجل تحقيق السلام والعدالة والأمن، وقيام دول العالم على التصدي لأصعب الوقائع في عالمنا اليوم وهي الصور الفادحة لحجم الخراب والدمار والضحايا التي تتلو الواحدة منها الأخرى في الحرب على غزة ليل نهار.

تتحدث الملكة رانيا وتتألم من حدة التقاعس العالمي في وجه الابادة الجماعية التي يدفع الفلسطينيون في غزة ثمنها، وفي الحقيقة فإن هذا التعاطف الكبير من قبل جلالتها إنما يعكس أسمى المبادئ التي تؤمن بها وبما أكدت عليه في أكثر من مناسبة ومضمونه الواجب الأخلاقي الذي يحتم على الجميع احترام حقوق الإنسان وصون كرامته وهو محور الديانات السماوية وهدف دائمًا يصب في مصلحة الجميع، وفي هذا الصدد ترى جلالتها إن الإنسان الفلسطيني القابع تحت نير الاحتلال والمشرّد في العراء ليل نهار والمحروم من أبسط مستلزمات الحياة اليومية من ماء وغذاء ودواء ووسائل اتصال وتواصل، من حقه العيش بأمن وأمان ومن حقه طي صفحة الحروب والانتقال إلى حياة آمنة مستقرة ينعم فيها بالراحة ويبني مستقبله ومستقبل أبنائه بثقة، والطريق إلى ذلك لا يتم إلا عبر نافذة السلام، وكما قالت جلالتها (السلام لا يتعلق بالسياسة فقط، بل بالناس أيضاً. ويتعلق بالثقافة، والحالة الذهنية. يتعلق الأمر باختيار التسامح بدلاً من الشك. واختيار التسوية والمصالحة بدلاً من الوعد الزائف بالنصر).

ضرورة الوقوف الكامل للعدوان الإسرائيلي الغاشم على غزة وإنهاء الكارثة الإنسانية هناك، ووقف المجازر من قتل للأطفال والنساء والشيوخ والتدمير الممنهج التي ترتكبها آلة القتل الإسرائيلية، وضروره فتح الممرات الآمنة لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية، ووضع الرأي العام العالمي في صورة حقيقة ما يتعرض له الأشقاء الفلسطينيين، ومطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته الأخلاقية والإنسانية والقانونية لردع إسرائيل عن مواصلة ارتكابها الجرائم بحق الشعب الفلسطيني والتحذير من تداعيات استمرارها على أمن واستقرار المنطقة والعالم، وغير ذلك الكثير هو جوهر الحقيقة التي تتميز بها حوارات وإجابات الملكة رانيا على الأسئلة الشاملة التي تطرحها عليها الإعلاميات المتمكنات على صعيد دولي وعالمي رفيع الشأن. ــ الراي

Ahmad.h@yu.edu.jo

مواضيع قد تهمك