الأخبار

شحادة ابو بقر يكتب :إسرائيل مصرة على توسيع نطاق الحرب!

شحادة ابو بقر  يكتب :إسرائيل مصرة على توسيع نطاق الحرب!
أخبارنا :  

لم يعد خافياً أبداً أن استراتيجية حكومة الاحتلال الإسرائيلي تقوم على توسيع نطاق الحرب لتغدو حرباً إقليمية شاملة لعدة أسباب.

أولها أن الحرب التي تواصل شنها على غزة لم تحقق أياً من أهدافها، برغم بشاعة ما ارتكبت من جرائم قتل ودمار وتشريد في إطار مذبحة كبرى.

لهذا ترى تلك الحكومة المتطرفة ورئيسها بالذات، أن وقف الحرب الآن يعني فشلها في تحقيق ما وعدت به الشعب الإسرائيلي، وبالتالي فإن مصيرها " الحكومة " سيكون مأساوياً.

السبب الثاني هو أن تلك الحكومة ترى أن حرباً إقليمية واسعة ستخرجها من أزمتها الراهنة، وستدفع بأطراف عدة للتدخل في الحرب رغماً عن إرادتها، وبالذات الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا والتي ستضطر للدفاع عن طرفين هما إسرائيل من جهة، ومجموعاتها العسكرية في المنطقة من جهة ثانية. وعليه، ستأخذ الحرب منحنى وشكلاً آخرين في نظر الحكومة الإسرائيلية، بحيث تخرج عن كونها حرباً إسرائيلية ضد الفلسطينين في غزة والضفة، لتصبح حرباً إقليمية تتداخل فيها مصالح أطراف عديدة في الإقليم، وبذلك يتراجع الضغط الدولي من جانب الأمم المتحدة والحكومات الغربية وشعوب العالم على حكومة إسرائيل، وينصرف اهتمام العالم كله إلى حرب جديدة واسعة النطاق.

يضاف إلى ذلك، أن حرباً إقليمية متعددة الأقطاب ستصنع واقعاً جديداً، يطلق يد حكومة الاحتلال في تهجير الفلسطينيين من جديد خارج وطنهم، وصولاً إلى حلم تلك الحكومة بالهيمنة التامة على كامل التراب الفلسطيني ومنع آية أمال بقيام دولة فلسطينية على الأرض الفلسطينية.

في السياق، ترى حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرفة أن حرباً ذات إطار إقليمي موسع ستترتب عليها في نهاية الأمر معالجات دولية لنتائجها خارج نطاق إسرائيل والأراضي الفلسطينية والعربية التي تحتلها حالياً، وسيأخذ ذلك سنوات طوال بين تفاوض وتفاوض، وستخرج اسرائيل من عزلتها الحالية لتصبح طرفاً من أطراف عدة وليس هي الطرف الوحيد الذي يشن حرباً ظالمة كما هو الحال الآن.

هذا يعني أن على دول المنطقة وبالذات الأردن ومصر أن يتدارسا هذا الأمر جيداً لمنع تحقيق هذا الطموح الإسرائيلي الواضح، والذي يخدع الشعب الإسرائيلي المؤيد للحرب، بمقولة نتنياهو بأن حربه ضد غزة هي حرب وجود لا بد من مواصلتها لتحقيق الأهداف التي أعلنها في بداية اجتياح غزة.

الله من أمام قصدي

ــ الراي

مواضيع قد تهمك