الأخبار

كامل النصيرات : إلى هاني أيّوب

كامل النصيرات : إلى هاني أيّوب
أخبارنا :  

كلّما نظرتُ إلى وجهك الأسمر؛ تذكّرتُني.. نعم؛ لا تعجب؛ تذكّرتُني، فأنا أنساني كثيرًا .. فيك شيء لله أيها الصديق الصحيب.. فيك ما يجعلني أثور وأفور.. فيك ما يعيدني إلى القرية بكامل تجلّياتها وطموح أبنائها وعصاميّتهم..

أراك يا صديقي تنهش أو تحاول أن تنهش الحياة نهشًا في الجامعة الأردنية.. تحاول أن تتنحنح وتقول: أنا هنا.. لكنها البيروقراطية؛ اللعنة التي تطارد أبناء الملح وهم يزاحمون في طابور الفوضى كي يصلوا إلى شبّاك تقديم الطلبات ..!

لا أعلم يا صديقي؛ هل أنا الذي اقتحمتك أم أنت الذي اقتحمتني.. ولا أعي تلك اللحظة الفارقة التي جعلتك في تفاصيلي اليوميّة نقاشًا وتساؤلاتٍ وتلبية نداءات.. لكنني أعي أن الله رتّبك لي ورتّبني لك.. فأنت الآن جزء أصيل من حياتي الجديدة بعيدًا عن السياسة التي قرفتُها وما عاد لهم طعم ولون ورائحة وإن كنتُ أدرس العلوم السياسية جبرًا..!

الأماكن الثلاثة التي تعصف بي وتسكن روحي الآن وتجدّد خلاياي النائمة هي مكتبك في الجامعة الأردنية ومقهى الديرة في شارع الصحافة ومقهى شيخ العرب في أبو نصير.. فيها جميعًا تحضرُ أنتَ بهدوئك وخجلك وضحكك المجلجل.. فيها يكون هاني أيّوب ابن «الحصن» حصانًا يتدرّب على فقه الحياة وأتدرب معه وفي التدريب نطرح مئات الأسئلة التي بلا إجابات لكنها أسئلة تفتح للقلب و العقل مغاليق المدينة الإسمنتيّة عمّان التي يبقى أبناء القرى فيها غرباء حتى لو أقاموا فيها خمسة أيّام في الأسبوع وعادوا في نهايته إلى قراهم محمّلين بدموع لا تخرج لكنها تجرح العيون..!

لله درّك من فتًى يشبهني.. يبحث عن بعض استقامة وسط ركامات الاعوجاج.. ويبحث عن علمٍ وعليمٍ بين بوصلات كاذبة ..!

أيّها الفتى الأسمر.. يا بذور شيبي الجديد .. أحببتك.. وأنا مجنون حين أحبّ.. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك