الأخبار

كمال زكارنة يكتب : المقاومة الفلسطينية تنجح تفاوضيا كما نجحت عسكريا.

كمال زكارنة يكتب : المقاومة الفلسطينية تنجح تفاوضيا كما نجحت عسكريا.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
استبقت المقاومة الفلسطينية حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بالموافقة على المقترح المصري القطري الامريكي لوقف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة ،وسجلت بذلك نقطة مهمة جدا لصالحها ،والقت بالكرة في ملعب الاحتلال ،وحشرت نتنياهو تحديدا وزمرته الفاشية العنصرية سموتريتش وبن غفير وكوهين وغيرهم في زاوية ضيقة ،وسحبت البساط من تحتهم ،وهم الان امام خيارات اكثر مرارة بالنسبة لهم ولعدوانيتهم وطموحاتهم الاجرامية الارهابية.
المقترح الذي وافقت عليه المقاومة مشرف ويسجل في خانة النصر،لانه لم يتضمن اي هدف من اهداف العدوان الاسرائيلي على القطاع ،ولم يحقق اي انجاز لصالح الاحتلال فشل في تحقيقه عسكريا ،لنذكر بأن اهداف الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة اربعة ،فشلت جميعها بعد سبعة اشهر من القتال الضاري المتواصل في القطاع،فقد كانت اهداف الحملة العسكرية الاسرائيلية ،القضاء على المقاومة الفلسطينية ،وتحرير اسرى الاحتلال بالقوة في بث حي ومباشر على شاشات التلفزة ،وفرض السيطرة العسكرية الاسرائيلية المطلقة على كامل مساحة قطاع غزة ،والهدف النهائي والاستراتيجي تهجير سكان القطاع خارج فلسطين،وجميع هذه الاهداف فشلت فشلا ذريعا.
بعد ان حسمت المقاومة معركة التفاوض لصالحها،كل الانظار الان تتجه نحو حكومة الاحتلال ،تنتظر ردها وموافقتها على المقترح،وقد اصبحت محاطة بالنيران من جميع الجهات ،سواء وافقت او رفضت ،فعلى الصعيد الدولي ،يعتبر هذا المقترح منجزا مصريا قطريا امريكيا ،شارك به رئيس وكالة المخابرات الامريكية وليم بيرنز ،وتعتبره ادارة بايدن منجزا امريكيا ،ولن يستطيع نتيناهو رفضه، ووضع كيان الاحتلال في مواجهة مباشرة مع امريكا،وفي مواجهة مع جميع دول العالم،وعلى الصعيد الداخلي في الكيان،ما ان وافقت المقاومة على المقترح حتى اشتعلت الاوضاع وتدفقت جموع المتظاهرين الى الشوارع مطالبة نتنياهو بالموافقة عليه،وهددت يالتصعيد الى ابعد مدى،اضافة الى زيادة وتعمق الخلافات في مجلس الحرب بين نتنياهو والاخرين بسبب تعنت نتنياهو،واصراره على مواصلة الحرب.
وفي حال رفض نتنياهو المقترح، فان حالة الحياد العربي سوف تكون في وضع حرج ومحرج جدا،وسوف يؤدي الرفض الى اتساع دائرة ومساحة الصراع ونفجير الوضع الاقليمي ،لان الرفض يعني اجتياح رفح والتوسع في حرب الابادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني ،الامر الذي سيؤدي الى سخط عالمي واقليمي واسع.
واذا هاجم نتنياهو رفح ،فانه لن يحصل على الغطاء الامريكي المطلوب،والذي لا يستطيع الحركة بدونه في اي اتجاه .
لأن الادارة الامريكية تقول لنتنياهو، منحناك سبعة اشهر كاملة وكل ما يتوفر من سلاح في المخازن والمستودعات والمصانع والشركات الامريكية ،وفي قواعدها في الشرق الاوسط ،وامددناك بقوات النخبة من الدلتا ،اضافة الى المرتزقة من شتى بقاع الارض ،واحدث التكنلوجيا الامنية والعسكرية الامريكية والاوروبية،ولم تحقق اهدافك ،ماذا تريد بعد.
الادارة الامريكية الحليف الاستراتيجي الاكثر اهمية بالنسبة للكيان ،امام استحقاقات مهمة ،اهمها الانتخابات الرئاسية ،وما يجري على الساحة الامريكية من تظاهرات واحتجاجات ضد الحرب على غزة ،خاصة في الجامعات،التي تهدد المجتمع الامريكي بالانقسام والتصادم بسبب المواقف الرسمية المؤيدة بالكامل للاحتلال ،وحالة الانعزال التي تعيشها امريكا حاليا على الصعيد الدولي بسبب تلك المواقف.
واذا وافق نتنياهو على المقترح ،سوف تدب الخلافات داخل حكومته ،مما سيؤدي الى سقوطها سريعا ،او على اقل تقدير الذهاب الى انتخابات مبكرة
اذن ماذا سيفعل نتنياهو امام هذا المشهد،اعتقد انه سيختار التسويف والمماطلة ،واطالة امد المفاوضات قبل الموافقة او الرفض،وفي نفس الوقت يواصل الهجمات الانتقائية على رفح والقطاع عموما ،في محاولة لاصطياد بعض القادة العسكريين والوصول الى بعض الاسرى الاسرائيليين ،لكن العامل الحاسم في رفض او قبول نتنياهو للمقترح هو، الموقف الامريكي فقط لا غير،لان الكيان بدون امريكا لا يملك مقومات واسباب البقاء والاستمرار حتى بدون حروب.

مواضيع قد تهمك