الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب : خطة ينون: إسرائيل الكبرى

اسماعيل الشريف يكتب : خطة ينون: إسرائيل الكبرى
أخبارنا :  

«مساحة إسرائيل تمتد من نهر مصر إلى نهر الفرات» – هرتزل.

بعيدًا عن أغاني العروبة وإسلام الشعائر وصلة القربى الكاذبة، تبرز مصلحة مباشرة للعرب في انتصار حماس في حربها. فما بالكم ببعض العرب الذين يسعون لهزيمة حماس؟ هؤلاء لا يرون أبعد من أنوفهم!

الأردن يعلم علم اليقين أن الخطوة التالية ستكون دفع أهل الضفة نحو الأردن، لذلك رسم خطًا أحمرَ على حدوده الغربية، ونشطت دبلوماسيته لإيقاف الحرب ودعم صمود الأهل هناك.

من أخطر الاستراتيجيات الصهيونية هي خطة ينون، التي كتبها عوديد ينون، الصحفي والدبلوماسي ومستشار المقبور شارون، وظهرت هذه الخطة لأول مرة في مجلة «كيفونيم» (اتجاهات) التي تصدرها المنظمة الصهيونية العالمية في فبراير 1982. وهي تطوير لخطط مشابهة بدأت في خمسينيات القرن الماضي، مستوحاة من الأفكار الجيوسياسية في ألمانيا خلال الفترة 1890-1933، والتي هدفت إلى تقسيم أوروبا الشرقية ونجحت خلال السنوات 1939-1941.

هذه الخطة الاستراتيجية للكيان الصهيوني تتغير في تكتيكاتها لتحقيق أهدافها. تقوم الخطة على افتراضين رئيسيين:

1- لكي تستمر الدولة الصهيونية، يجب أن تكون أكبر قوة إقليمية في المنطقة.

2- الصهاينة لا يمتلكون القوة العسكرية لبسط سيطرتهم على أراض واسعة.

أسس الملامح الأساسية لهذه الخطة تشمل:

-بلقنة الدول العربية وتقسيمها إلى كيانات صغيرة استمرارًا للمخطط الاستعماري البريطاني، بحيث لا تملك هذه الدول مفرًا لها إلا بالارتباط والخنوع للكيان الصهيوني.

-العراق كمحور لبلقنة المنطقة، بدءًا بإشغاله بالحرب العراقية الإيرانية، وعندما خرج قويًا من الحرب اتخذ قرارٌ بتدميره بالتدخل المباشر.

-اعتبار التنازل عن سيناء خطأ استراتيجي، والعمل على إضعاف مصر اقتصاديًا وإضعاف دورها العربي وإفلاسها اقتصاديا تمهيدا لتقسيمها، وإذا ما تم تقسيمها فسيلحقها دول شمال إفريقيا والسودان.

-إعادة احتلال سيناء لما تتمتع به من مصادر طبيعية وعمق استراتيجي.

-بناء المستوطنات في جميع المناطق المحتلة وتقليل تدخل الجيش في مناطق 1967، مع تعيين كيان محلي لا يمثل الشعب الفلسطيني يقوم بعمله. وإذا ما تمرد الشعب الفلسطيني تستخدم بحقه سياسات القوة المفرطة الغاشمة وسياسات الإذلال.

-تقسيم سوريا ودفع فلسطينيي الضفة الغربية نحو الأردن، حيث يعتبر الصهاينة من الأخطاء الاستراتيجية التي وقعوا فيها عدم ترحيل فلسطينيي الضفة الغربية باتجاه الأردن في أعقاب 1967.

شاهدنا مخرجات هذه الخطة في تدمير العراق، إضعاف مصر، تقسيم السودان، ظهور داعش، والربيع العربي الذي قلب بقايا القوميين العرب.

هنالك من العرب الذين يساهمون في تنفيذ هذه الخطة، قسمت بريطانيا وفرنسا العالم العربي بشكل يضمن وجود مشاكل حدودية ونزاعات داخلية، وفشل العالم العربي في التصدي لمشاكله، بل على العكس فقد دمر نفسه بشكل متسارع، بسبب وجود نخب حاكمة متحكمة بمقدرات الأوطان، وانتشار الفساد والفقر وتباين الدخول وانعدام الحريات، ودول على حافة الإفلاس والملايين الجوعى...

والولايات المتحدة تجد تنفيذ هذه الخطة مغريًا لسهولة السيطرة على نفط العالم العربي وخيراته، ومتوافقًا مع أجندات اليمين المتطرف وأفكار صراع الحضارات وتفوق الرجل الأبيض.

هذه الخطط تنشر علانية ولا يبالي الصهاينة بعلم العرب بها، نظرًا لضعف المؤسسات البحثية العربية المستقلة. وللأسف، دول وجهات عديدة شاركت في هذه المؤامرات، مثل مشاركة رفاق صدام البعثيين في قلب نظامه.

عزيزي القارئ، إذا شعرت بأنني قد بالغت، فتأمل هذه الآية التوراتية المتصدرة للكنيست الصهيوني: «من النيل إلى الفرات». ـ الدستور

مواضيع قد تهمك