الأخبار

سهير بشناق : مختلفون كحلم

سهير بشناق : مختلفون كحلم
أخبارنا :  

عندما تخبر أحدا بأنه مختلف، ذاك اعتراف منك بأنه لا يشبه من مر بعمرك من قبل والبشر يتشابهون..

الاختلاف هو استدعاء تقدمه لقلب من تراه مختلفا ترجوه به أن يبقى بأيامك مرفأ آمان تعود إليه كلما تعثرت سفنك.

الاختلاف أن يبقى صادقا وإن تغيرت مشاعره يوما فالصدق لا يحتاج دوما للحب كي يبقى حاضرا بعلاقاتنا مع الآخرين.

الاختلاف أن لا تأخذه الحياة بعيدا فلا يعود كما كان فتشعر بأنه بات غريبا وغربته موجعة.

الاختلاف أن لا يكتفي منك إلا بك فيبقى مكانك حاضرا لا تبدده الأيام.

الاختلاف ألا يغيب وقلبك لا يبدد ألمه إلا هو ولا يراك قويا ببعده.. فيتوقف يوما عن البقاء معك فقط لانه لم يعد قادرا على قراءتك جيدا باختلاف لا يشبه احدا.

الاختلاف ألا نكتفي بالحب بزمن عبثي لا روح فيه يستبدل التواصل الانساني وحزن العين والم الروح بسؤال رتيب «كيف الحال» وحالك فعل ماض.

بهذه الحياة لم يعد بايامنا «مختلفين» تشابهت القلوب بقسوتها والنفوس بغربتها والمشاعر بعمقها بكل شيء يشبه «العادي» تماما كايام تمضي لا نرى بها ما يبعث فينا الانتظار والترقب والحياة.

وتلك هي مرحلة من العمر نتقبل بها الخيانة كالوفاء والتخلي كالبقاء والتغير وعدم الثقة كالثقة فلا يعود يجمعنا مع الاخر سوى «توقعات» تكسر فينا كل ما يمكنه ان يبقينا مختلفين بايامهم.

العمر مراحل وكلما أدركنا ان الاخرين بايامنا متشابهين لا اختلاف يعيد مكانتهم كما كانوا، ويمنحنا الامل بعلاقات متينة لا يغيرها زمن ولا يطفئها وجع كلما باتت قلوبنا اكثر غربة وقسوة واعتياد على كل ما هو «عادي».

والعادي في زمننا هو ان نتقبل كل شيء واي شيء ممن نحبهم فلا يوجعنا غيابهم رغم احتياجنا لهم ولا نمتلك الشغف لفتح ابواب القلوب مره اخرى لهم بعد ان كانوا بها مختلفين فادركنا ان هذا الاختلاف هو نحن فقط كما كنا نراهم.

أما هم كانوا اختلافا مغلفا برائحة الحب وليس الحب فالحب لا يعترف الا بالاختلاف، الذي بات اليوم حلما روادنا كثيرا والحياة كما هي اليوم لا تحتمل الاحلام التي كانت لنا الشغف بكل معانياه. ــ الراي

مواضيع قد تهمك