الأخبار

د . هبة ابو عيادة : الحبر أقوى من الرصاص: سلاح الصحفيين في الدفاع عن الحقيقة

د . هبة ابو عيادة : الحبر أقوى من الرصاص: سلاح الصحفيين في الدفاع عن الحقيقة
أخبارنا :  

بداية تحية تقدير واحترام وتقدير لكل صحفي حد أبي، يصل ليله بنهاره بعمل دؤوب مستمر للبحث عن الحقيقة وإيصالها عبر قنوات الإعلام الرسمية بعيدًا عن التضليل والتزييف في زمنٍ تسيطر فيه المعلومات المضللة والأخبار الكاذبة وانتشار الشائعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي أسرع من انتشار النار في الهشيم، يزداد دور الصحافة الحرة أهميةً كمنارةٍ تُنير دروب الحقيقة وتُبصّر الناس بواقعهم. ففي خضمّ الصراعات والفتن، يُصبح سلاحُ الصحفيين -أقلامهم وحبرهم- أقوى من أيّ رصاصٍ، وأشدّ تأثيراً على الرأي العامّ.

فالقلم أداةٌ التغيير في عالم الصحافة الحرة الأبية: إذ يُدركُ الصحفيون أنّ رسالتهم لا تقتصر على نقل الأحداث، بل تتعدّى ذلك لتشمل كشف الحقائق، ومحاربة الفساد، وتعزيز المساءلة. إنّهم يُساهمون في بناء مجتمعاتٍ ديمقراطيةٍ عادلةٍ من خلال نبضهم على وتر الحقيقة، وإيصال أصواتِ المظلومين والمهمشين.

وأقف بمقالي هذا على مخاطرُ الصحافة كمهنة إذ يواجه الصحفيون في سبيل أداء رسالتهم السامية العديد من المخاطر والتحديات. ففي بعض الدول، تُقمع حرية التعبير، ويُلاحقُ الصحفيون ويُسجنون بسبب آرائهم ومواقفهم. كما يتعرّضون للتهديدات والاعتداءات الجسدية من قبل جهاتٍ تسعى لإخفاء الحقيقة. خصوصا في الحروب كحرب غزة الأخيرة (عجّل الله بالفرج وحقن دماء إخوتنا) بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة الذي يوافق 3 مايو/ أيار تم اختيار صحفيين فلسطينيين يغطون العدوان الإسرائيلي على غزة للفوز بجائزة «اليونسكو/ غييرمو كانو» العالمية لحرية الصحافة لعام 2024. بالتزامن نشر نادي الأسير الفلسطيني أرقاماً تسلط الضوء على وضع الصحفيين الفلسطينيين في ظل العدوان الحالي، إذ بلغ عدد الشهداء 135 صحفياً فلسطينياً، كما وصل عدد المعتقلين الحاليين إلى 53 صحفياً رحم الله شهيدهم وشافى جريحهم وآوى فقيدهم وفك أسر المأسورين.

لذلك فإن الصحافة الحرة: ضرورةٌ لا غنى عنها: فعلى الرغم من المخاطر، يُواصلُ الصحفيون الشجعان نضالهم من أجل حرية التعبير ونشر الحقيقة. إنّهم يُؤمنون بأنّ الصحافة الحرة ضرورةٌ لا غنى عنها لأيّ مجتمعٍ ديمقراطيٍّ سليم. ولا تقتصرُ مسؤوليةُ الدفاع عن حرية الصحافة على الصحفيين فقط، بل هي واجبٌ على جميع أفراد المجتمع. فكلّ فردٍ منّا يستطيعُ المساهمة في نشر الوعي بأهمية الصحافة الحرة، ودعم الصحفيين في نضالهم، ومقاومة محاولات إسكات أصواتهم.

ختاماً: في اليوم العالمي لحرية الصحافة، نُحيّي جميع الصحفيين الشجعان الذين يُدافعون عن الحقيقة، ويُعرّضون أنفسهم للخطر من أجل إيصالها إلى الناس حبًا لأوطانهم وولاء لبلدانهم وانتماء لأرض بلادهم ونؤكّد على أنّ الحبر أقوى من الرصاص، وأنّ قلمَ الصحفي الحرّ أداةٌ للتغيير وبناء مستقبلٍ أفضل آمن صادق حر.  ـ الراي

مواضيع قد تهمك