الأخبار

د. احمد يعقوب مجدوبة : ألف تحية

د. احمد يعقوب مجدوبة : ألف تحية
أخبارنا :  

المراقب الموثوق للوضع في مجتمعنا يرصد السلبيات والإيجابيات معاً؛ وهذا هو الأصل، حتى تكتمل الصورة.

في أحيان كثيرة نُركز على السلبيات، من منطلق الحثّ على التطوير والتقدم.

لكن الإشارة إلى الإيجابيات أمرٌ على نفس القدر من الأهمية، لأن الإيجابيات هي الروافع الحقيقية للتقدم.

من الإيجابيات التي نادراً ما يتم الحديث عنها، أو ننظر إليها كتحصيل حاصل، أداء أجهزتنا الأمنية.

المتابع لأدائها منذ عقود يلاحظ أنه تطور تطوراً لافتاً، بما يحقق الأهداف المرسومة، وعلى رأسها خدمة المواطن وحماية الوطن.

وأُخمنّ أن الأداء معروف تماماً للمواطنين بحكم احتكاكهم اليومي مع رجال الأمن العام، من خلال قيادة مركباتهم أو استخدام المواصلات العامة أو الحصول على رخص القيادة ورخص المركبات وتجديدها أو المعاملات التي تتم في المراكز الأمنية، ثم أماكن التجمعات العامة والتظاهرات، وبعض الأحداث التي تتطلب تدخل تلك الأجهزة.

في هذه المواقف، وغيرها، يحتك المواطن بأفراد الأمن، ويُكوّن أحكاماً.

الكثير يمكن أن يقال، بَيْدَ أن أهم ما يُميز أداء أجهزتنا الأمنية، من وجهة نظري وبناء على تجربتي وملاحظاتي، احترافيتها وإنسانيتها.

الأمثلة على الاحترافية كثيرة، من أهمها السرعة القياسية والسلاسة والتنظيم في إنجاز المعاملات، بدءاً من تجديد رخص القيادة والمركبات وانتهاءً بما يتم في المراكز الأمنية.

إضافة إلى التعامل الحسن والأجواء المريحة.

جددّتُ رخصة القيادة قبل أشهر، وأُجزم أنّ العملية كلّها، منذ وصولي ولغاية مغادرتي، بما في ذلك تقديم المعاملة وإجراء فحص النظر ثم استلام الرخصة، تمّت في أقل من عشر دقائق. وتذكرتُ أن تجديد رخصتي السابقة، قبل عشر سنوات، تمّ في وقت قياسي مُشابه، مما يدل على أن العمل بهذه الاحترافية والكفاءة ليس وليد اللحظة.

وحقيقةً فإن هذا الإنجاز ليس بالأمر الهيّن، ولا يجب أن يمرّ دون توقّف وإشادة، سيّما وأنني عندما جددت رخصتي في بلد أجنبي عريق قبل سنوات أخذت العملية أضعاف هذا الوقت؛ ويُخبرني بعض معارفي في ذلك البلد بأن الأمر بقي على حاله.

إنها قصة نجاح تتمثل في الحرص على خدمة المواطن وراحته واحترامه، وعلى القدرة على توظيف التكنولوجياً وعمليات الرّقمنة توظيفاً فاعلاً للقضاء على الروتين وتصفير هدر الوقت.وهذه ممارسة فُضلى يجدر إبرازهاواستنساخها.

أما بالنسبة للبُعد الإنساني، فالأمثلة وفيرة. من أهمها هذه الأيام التعامل الإنساني، الحضاري والراقي، مع المتظاهرين المناصرين لقضية الأمة، قضية فلسطين، في مواجهة حرب الكيان الهمجية.يكفي أن الاحترام والتعاطف هما سيّدا الموقف،ولا غلظة ولا خشونة في التعامل، كالتي نشهد في «ديمقراطيات» غربية والتي أقل ما يقال عما يحصل في بعضها أنها لاإنسانية ولاحضارية.

النقطة المهمة أن البُعد الإنساني المُتجذّر في سلوك أجهزتنا تقف وراءه عدة عوامل: منها الثقافة التي بُنيت عليها الدولة الأردنية، منذ عهد الإمارةللآن،المتمثلة في الرّقي والتحضر والنأي بالنفس عن البطش والقمع؛ ومنها قُرب الأجهزة الأمنية من المواطنين والألفة التي تُميز العلاقة بينهما، لأن كليهما، أفراد أجهزة ومواطنين، أبناء نفس الحي ونفس الحارة، وهم دوماً في خندق واحد؛ ومنها العمل الدؤوب الذي قامت وتقوم به إدارات الأجهزة منذ سنوات، في التطوير والتوعية والتثقيف والتدريب.

لا نقول بأن أداء أجهزتنا وصل حد الكمال، لكننا نؤكد أن أداءها مشرف، وإن كانت هنالك ملاحظات أو سلبيات، فهي حافز لمزيد من التطوير والتحسين.

ألف تحية لأجهزتنا على تلك السِّمة الاحترافية والإنسانية، ونطمح للمزيد. ــ الراي

مواضيع قد تهمك