الأخبار

محمد خروب : حوار فتح وحماس في «بيجين»: نسخة «كربونية» عن بيان «موسكو»؟

محمد خروب : حوار فتح وحماس في «بيجين»: نسخة «كربونية» عن بيان «موسكو»؟
أخبارنا :  

كما كان متوقعاً بل باعثاً على الغضب حدود الصدمة, جاء بيان النقاط «السبع», الذي صدر أمس الثلاثاء, عن لقاء موسى أبو مرزوق/حماس, وعزام الأحمد/فتح في العاصمة الصينية بيجين, مُخيباً للآمال ونسخة كربونية عن بيان موسكو 1/3/2024, وإن بعبارات إنشائية مُنمّقة ولكن فارغة المضمون, قيل مثلها في جولات الحوار الفصائلي العبثي, التي بدأت منذ 17 عاماً, بما هي سنوات الإنقسام الكارثي بين فصيلين فلسطينيين, يتنافسان على السلطة والإمتيازات, فيما تواصلَ تراجُع الإهتمام الإقليمي/ والعربي, وخصوصاً الدولي, على نحو استقر في أسفل جدول?الأعمال, الأمر الذي منح المزيد من الوقت ووسع من هوامش المناورة, أمام التحالف الصهيوأميركي, ليس فقط لتمرير صفقة القرن ووضع الأسس العميقة لمسار إبراهام التطبيعي, بل خصوصاً منح الكيان الصهييوني العنصري الإستيطاني فرصة كتابة جدول أعمال المنطقة وخصوصاً «قيادتها", إلى أن فاجأ «طوفان الأقصى» الجميع وخلط الأوراق, التي لمّا تزل... مُبعثرة.

القراءة المُتأنية لبيان بيجين الفتحاوي/الحمساوي, تلحظ حرص الطرفين على المراوغة وشراء الوقت والتربّص, في انتظار ما ستسفر عنه الأسابيع القليلة المقبلة, كونها حرجة وحاسمة مفتوحة على إحتمالات عديدة, قد تحمل في طياتها نتائج خطيرة وكارثية على المشروع الوطني الفلسطيني, حال نجح التحالف الصهيوأميركي مدعوماً بقوى غربية وأخرى إقليمية, في منح إئتلاف الفاشيين الصهاينة الذي يرأسه مُجرم الحرب نتنياهو, فرصة تحقيق الأهداف «الثلاثة» التي حدّدها, لحرب الإبادة والتجويع والتهجير, التي يشنّها منذ سبعة أشهر على أهالي قطاع غزة ال?نكوب.

وإذ كنا لفتنا في مقالة الأحد 27/4/2024 إلى ان «جديد» لقاء بيجين, هو انه مُقتصر على الحركتيْن, ما قد يسمح بتوفير وقت للطرفين كي يغوصا في عمق الخلاف (إن كانت ثمة نيّات حسنة), فضلاً عمّا يُمكن للوسيط الصيني أن يُسهم في تقريب وجهَتيّ النظر. وإبداء الإستعداد لتوفير أجواء ملائمة تساعد على بناء حدٍ أدنى من الثقة, بين طرفين لا يتورّعان عن تجاوز كل الحدود للإنتقاص من «وطنية» الآخر وشيطنته, فإن ما حمله بيان اليوم الأخير من نيسان, لم يرقَ إلى مستوى المسؤولية الوطنية والسياسية بل والأخلاقية, التي كان تحتم على الحركتين? الخرج من مربع التربص والكيدية, الذي استقرت كل منهما فيه منذ حزيران العام 2007 حتى الآن.

وإلاّ كيف يمكنهما تفسير عبارات/ نقاط بيان بيجين السبع (الإنشائية كما يجب التنويه) التالية, والتي لن نذكرها كاملة لضرورات المساحة:

1- التأكيد على ضرورة الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الفلسطيني، وذلك في إطار منظمة التحرير الفلسطينية المُمثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، بانضمام كافة القوى والفصائل الفلسطينية فيها وبمؤسساتها، (وذلك اعتماداً على الاتفاقيات السابقة في هذا الشأن).

2- تعزيز الوحدة الفلسطينية بـ(مساعدة الصين التي ستساعد على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية) في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس.

3- ضرورة تشكيل حكومة توافق وطني غير فصائلية مؤقتة (أثناء حرب الإبادة أو بعدها)، حتى تقوم هذه الحكومة بواجباتها الفنية والإدارية في الإغاثة وإزالة آثار العدوان وإعادة إعمار غزة.

4- وحدة الموقف الفلسطيني بشأن الحرب على قطاع غزة و(التأكيد على أهمية وقف حرب الابادة) والانسحاب الكامل لجيش الاحتلال من قطاع غزة.

5- الاتفاق على (ضرورة إحياء اللجان المُشتركة بيننا ومعالجة أي إشكاليات تواجهنا ووقف التراشق الإعلامي).

6- (تنسيق المواقف والجهود في الضفة الغربية والقدس) لمواجهة اعتداءات المستوطنين على القُرى والبلدات وكذلك الاعتداءات على المسجد الأقصى.

** ما سبق يعتبر جدول أعمال لـ(اللقاء القادم في 14 حزيران 2024 ببكين).

دعونا لا نذهب بعيداً, بل هي دعوة للتدقيق في ما بين الأقواس الكبيرة في كل بند من البنود السابقة, لنكتشف دون عناء يذكر عقلية المراوغة والتربّص التي حكمت نصوص النقاط أعلاه, خاصة في تأجيل موعد اللقاء الثاني إلى منتصف حزيران المقبل, ما يعني من بين أمور أخرى إنتظار كل منهما لما سياتي به «مجهول» السيناريوهات وبالونات الإختبار والأفخاخ, التي تنشط واشنطن كما رهط حلفائها في وضعها, سواء تم المضيّ قدموا في صفقة تبادل أسرى.. جديدة, أم خصوصاً حال أقدم جيش النازية الصهيونية على اجتياح مدينة رفح, بكل ما قد يترتب على مذبحة?كهذه, من تداعيات وأكلاف ونتائج سياسية ورسم خرائط جديدة.

هل سألتم عن بيان موسكو قبل شهرين من الآن؟.

إنه الإنشاء الفصائلي الفلسطيني الذي مَلّ الشعب الفلسطيني قراءته وفقدَ الأمل بتحديثه أو ترجمته على أرض الواقع.

ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك