يوجد لدينا في الأردن 32 جامعة منها 10 حكومية، موزعة على جميع محافظات المملكة وتكاد لا تخلو محافظة الا ويوجد فيها جامعة.
وتتفق جميع الجامعات ضمن الرسالة التي تحملها كل منها بالعمل على تأهيل كوادر متخصصة لسوق العمل المحلي والإقليمي، وتعزيز القدرات البحثية، وتطوير التفكير الإبداعي، وتنمية الشراكة المجتمعية في بيئة جامعية تتسم بالأصالة والحداثة والابتكار .
وأرغب في التركيز هنا على تعزيز القدرات البحثية والشراكة المجتمعية، طارحا سؤالا عن الأثر الذي أحدثته جامعاتنا في هذين الأمرين .
متسألا ايضا، عن الدراسات الاجتماعية التي قامت بها الجامعات، خاصة تلك الموجودة في المحافظات، وعن مساهماتها في تنمية وتطوير المجتمع ودورها في التنمية .
ففي الوقت الذي تعتبر الدراسات الاجتماعية من اهم الأهداف والرسائل التي تعمل عليها أعرق الجامعات العالمية، التي تقوم بإرسال باحثيها لإجراء دراسات اجتماعية في مجتمعاتنا، يغيب هذا الامر عن بال بعض الجامعات لدينا التي تركز في معظمها على دراسات وابحاث علمية او لغايات الترقية فقط و تقديم المواد العلمية ومنح الشهادات ودفع الطلاب إلى سوق العمل.
ويجب ألا يغيب عن بالنا ايضا ان بعضها يعاني من زيادة بعدد الكوادر العاملة، الامر الذي زاد من اعبائها المادية وزيادة المديونية دون الاهتمام بدراسة الحالة الاجتماعية للبيئة المحيطة للتعرف على خصائصها وظرفها المعيشية والدوافع السلوكية بغض النظر عن طبيعتها الإيجابية والسلبية .
فكثير هي القضايا والمشاكل التي يعاني منها مجتمعنا وتحتاج إلى دراسات وابحاث معمقة لمعرفة الأسباب والدوافع لردات الأفعال وبعض التصرفات المجتمعية لمعرفة آليات التعامل معها مستقبلا بهدف التنمية والتطوير .
فلا يحوز ان تبقى امورونا قائمة على الفزعة والمعالجات الآنية التي لا تترك اثرا دائما ولا تحدث تغييرا و لا تسهم في التنمية .
فعلى الجامعات مراجعة سياساتها وتحديث رسالاتها نحو مساعدة الدولة من خلال دراسات وتوصيات حول طبيعة البيئة المحيطة ومجتمعها لتمكينها من وضع الخطط المستقبلية في معالجة الاختلالات، وايجاد الحلول المناسبة والمستدامة لوضع العربة على مسارها الصحيح وتمكينها من السير دون معيقات او مطبات، حتى يشعر الجميع بالعدالة والمساواة .
فهناك خصائص وظروف تمتاز بها كل منطقة عن اخرى كما يوجد اختلاف بالاحتياجات وكذلك المعالجات .
فهناك دور كبير يقع على جامعاتنا، نأمل أن تضعه في حسابها دون النظر الى الكلف المالية الانية، لان ذلك سيوفر علينا الكثير ويدفع عجلة التطور والتقدم إلى الأمام. ــ الدستور