وصف وزير الخارجية الأمريكي بلينكن العرض الاسرائيلي المقدم لحماس واخواتهما بأنه سخي مطالبا اياهما باقراره سريعا، فيما تبين ان بعض المعلومات تؤشر على أنه عرض سخيف وهدفه الالتفاف على شروط المقاومة الفلسطينية.
إسرائيل الثالثة عرضت عبر الوسطاء قبولها الإنسحاب من ممر نتساريم الفاصل بين شمال غزة وجنوبها، وان تتولى قوات مصرية وأخرى (غير محددة) تفتيش النازحين العائدين إلى مدنهم وقراهم في الشمال وتتابع إسرائيل الثالثة استهداف من تشاء، دون وقف دائم لاطلاق النار بما يعني أن عملية رفح ستبقى قائمة، وهذا العرض السخيف محاولة أخرى للضحك على الذقون.
حكومة نتنياهو السادس تتلاعب بطريقتها، وتساعدها واشنطن لتمرير اهدافها الأمنية في السيطرة على قطاع غزة، والهدف التالي إذا قبلت حماس والجهاد واخواتهما في العرض السخيف هو مساومتها على نزع سلاحها وقبولها تسليم حكم القطاع لجهات فلسطينية أو إقليمية لتحقيق اهداف حكومة نتنياهو السادس بأن لا تشكل غزة تهديدا جديدا وأن لا يتكرر 7/أكتوبر الماضي.
اهداف حكومة نتنياهو السادس من الحرب تتمثل في نزع سلاح المقاومة الفلسطينية وإعادة ترتيب حكم القطاع وأن يكون لها اليد الأمنية العليا على غرار الضفة الغربية ومن ثم فرض الاستسلام على الشعب الفلسطيني برفض اقامة دولة فلسطينية له، واسقاط حق تقرير المصير وحق اللاجئين و...إلخ، بما يعني مواصلة مشروع إسرائيل الكبرى ومواصلة سياسات الاستيطان والمصادرة في الضفة وغزة معا.
حماس والجهاد واخواتهما، لا يمكنهما قبول هكذا عرض سخيف، ذلك أن الذهاب إلى رفح قائم بعد إنتهاء ترتيبات صفقة تبادل الأسرى ضمن العرض السخيف المقدم لهما، وما يمكن رؤيته واستنساخه أن استدراج المقاومة الفلسطينية إلى فخ عميق مع حلفائها في حزب الله واليمن وغيرهما ومن ثم تصفيتها على الطريقة الإسرائيلية، فادارة بايدن تتلاعب بطريقتها للضغط على حماس لقبول العرض السخيف، وما يمكن استنتاجه أن حجم المؤامرة على قضية فلسطين وتصفيتها وابعاد أطراف إقليمية عنها وسلخها عن محيطها العربي قائم.
العرض السخيف جرى طبخه في غرف مغلقة في تل أبيب وواشنطن وجرى تقديمه بأسماء.. عرض سخي.. وفرصة أخيرة قبل اجتياح رفح.. وإظهار خلافات بينهما.. وحرص على المدنيين الفلسطينين..وو...إلخ، والحقيقة ليست كذلك، واظن أن قيادات حماس والجهاد واخواتهما لن تنطلي عليهما هكذا الاعيب مكشوفة وعروض سخيفة هدفها تحقيق اهداف إسرائيل الثالثة دون النظر إلى أدنى مطالب الشعب الفلسطيني في غزة. ــ الدستور