الأخبار

كمال زكارنة يكتب : يساوون معاداة السامية بالارهاب.

كمال زكارنة يكتب : يساوون معاداة السامية بالارهاب.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
قبل اكثر من ثلاثة عقود خرجت علينا الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها دول الغرب ،بتهمة جديدة حملت مصطلح اسمه الارهاب،وهذا المصطلح يمكن تفصيله وتكييفه لجميع المقاسات والقياسات ،والصاقه بمن يشاؤون ويختارون ،من الزعماء والشخصيات والاشخاص والدول،وحتى الشعوب.
وكم من الانظمة اندثرت وازيلت وازيحت ،وأطيح بها وتم قلبها ،وكم من الدول تدمرت وخربت بالفوضى الخلاقة ،ونشبت فيها الحروب الاهلية ،وكم ملايين من البشر قتلوا وعذبوا وتشردوا وتهجروا ونزحوا ،واعتقلوا واصيبوا وفقدوا ،بسبب تهمة الارهاب،اما بالممارسة او الدعم والمساعدة او التبني والرعاية او التمويل او غيره،كل حسب تهمته ووصفته ومقاسه.
وقد انشأت امريكا والغرب تنظيمات ومنظمات وحركات وفصائل مسلحة ،ومشيخات ورجال دين وعلم ،لتكون ويكونوا مصادر وشماعات للارهاب ،من اجل تنفيذ مخططات ومشاريع اجرامية بحق دول وشعوب وانظمة بتهم الارهاب،هذه التهمة التي لا يمكن اغتيالها او قتلها او اعتقالها او محوها،وستبقى موجودة ما بقيت الحياة،لكنها تخبو احيانا وتنشط احيانا اخرى ،وفقا لتفعيلها وحاجة الغرب وامريكا لها،وضخاياها المفترضين والمحتملين .
اليوم تجري التهيئة وبشكل سريع على قدم وساق،في الولايات المتحدة والغرب ،لاقحام مصطلح جديد وتدويله وتأميمه في العالم،ليكون سببا كافيا وافيا للقتل والاعتقال والفصل والنفي والترحيل والتهجير وفعل كل شيء اجرامي ،بحق الدول والشعوب والافراد وانظمة الحكم والشخصيات والمسؤولين وجميع بني البشر،بغض النظر عن مواقعهم ومناصبهم وجنسهم وجنسياتهم،انه مصطلخ معاداة السامية .
هذه التهمة ،تهمة معاداة السامية ،سوف تكون اخطر بكثير من تهمة الارهاب،وعقوبتها سوف تكون اشد واقسى بكثير من عقوبة الارهاب،سوف تطفو على السطح وتصعد الى الفضاء ،وتملأ الارض ،حتى تكون جاهزة لالصاقها بمن يشاؤون ويرغبون من ضحاياهم.
معاداة السامية يقصدون بها معاداة اليهود واليهودية والعبرانية ،بمعنى كل من ينتقد او يعارض او يحتج او يعتصم او يتظاهر ،او يقوم بأي فعل او عمل لفظا او ايماء او تدخلا او فعلا او نشاطا،مهما كان شكله او تأثيره او حجمه ،ضد الاجرام والارهاب الاسرائيلي في فلسطين المحتلة او خارجها ،او من يؤيد الحق الفلسطيني ،فانه مشروع جيد لتهمة معاداة السامية ،وصيد محتمل ومفترض لهذه التهمة ،كل ذلك من اجل حماية ورعاية وحضانة المدللة اسرائيل.
جميع طلبة الجامعات الامريكية والاوروبية والاسترالية والعالمية المتضامنين مع غزة ،ويعارضون الحرب والعدوان الاسرائيلي عليها ،ويعارضون الابادة الجماعية التي تقوم بها اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني ،فهم اعداء للسامية ،وفقا لحماة الاحتلال الاسرائيلي وحلفائه،وهم مشاريع لهذه التهمة .
يحق لك ان تعادي اية ملة او امة او ديانة او لغة او قومية او شعب او عرق او جنس ،الا السامية ،لكم ان تتخيلوا حجم الحماية التي يحظى بها الساميون..،اما هم الساميون ،فلا شيء ممنوع عليهم ،ومباح ومتاح لهم كل ما يتمنون ويرغبون ويريدون ويشاؤون.
تلك هي امريكا الام الحنون الرؤوم للسامية والساميين،بدأت تعد العدة بسرعة البرق ،لاصدار تشريع خاص يمنع محكمة الجنائية الدولية اصدار مذكرات اعتقال بحق مسؤولين اسرائيليين من مجرمي الحرب العسكريين والسياسيين ،او محاكمتهم او ملاحقتهم او مجرد سؤالهم .

مواضيع قد تهمك