الأخبار

محمد سلامة : نتنياهو.. هل يلين؟!.

محمد سلامة : نتنياهو.. هل يلين؟!.
أخبارنا :  

حراك أمريكي يتزامن مع جهود ووساطات إقليمية لابرام صفقة تبادل للاسرى، فيما تحدثت الأنباء عن مكالمة هاتفية بين الرئيس بايدن ورئيس وزراء إسرائيل نتنياهو السادس كما أن وزير الخارجية بلينكن سيزور إسرائيل الثالثة والاردن لهذا الهدف، ..فيا ترى هل يلين نتنياهو السادس ويقبل بصفقة ضمن شروط المقاومة الفلسطينية أم لا؟!.
نتنياهو السادس أمام وضع سياسي وامني معقد، فعلى المستوى الأول داخليا هدده شركاؤه في الائتلاف كل من سموتريتيش وبن غفير بتفكيك الحكومة واسقاطه إذا وافق على تأجيل عملية رفح البرية، أو تراجع عن تدمير قدرات حماس والجهاد واخواتهما، ولهما (13) مقعدا في الكنيست من أصل (120) مقعدا وانسحابهما يعني نهاية الحكومة الإسرائيلية ونهاية نتنياهو السادس كون أن الائتلاف له (64) مقعدا في الكنيست، وعلى المستوى السياسي الخارجي هناك ضغوط أمريكية وأوروبية تطالبه بقبول صفقة شاملة لتبادل الأسرى مع حماس، كما أن وزير الحرب من المعارضة بن غانتس هدده بضرورة إعطاء الأولوية لصفقة الأسرى، وامنيا فإن الجيش الاسرائيلي ليس في وضع مريح وهو مرهق ويعاني من تعدد جبهات القتال، وقطعا فإن دخول رفح سوف يزيد الاعباء الأمنية عليه ويضاعف من خسائره ويتعرض لحرب استنزاف معقدة، ويخشى من فشله على غرار ما حدث في خانيونس وغزة ومناطق أخرى.
نتنياهو السادس ما زال يراوغ حتى اللحظة، وحماس ربما تقدم ردها على مقترحاته اليوم، عبر القاهرة تزامنا مع وجود بلينكن في المنطقة، وتهديدات العظمة اليهودية والصهيونية الدينية تدفعانه إلى إختيار الطريق الذي ربما لا يريده ويقدم تنازلات سياسية مرة أخرى لا توصل إلى قبوله بشروط المقاومة الفلسطينية، خاصة أن تهديدات الإنسحاب من الائتلاف المتطرف يعني نهاية حياته السياسية، وما تمسكه ببقاء واستمرار الحرب إلا دليل على أن وقف الحرب تعني موته سياسيا، وهو يواجه مشكلات معقدة لا تبدأ بفشل جيشه وتعثر آلته الحربية في الوصول إلى الأسرى بل تراجع إسرائيل الثالثة على مستوى العالم، وإمكانية ملاحقته خاصة إذا تم إصدار مذكرات اعتقال دولية بحقه من محكمة العدل الدولية، وبحق وزير دفاعه يواف جالانت ورئيس أركان حربه هرتسي هليفي.
ويبقى السؤال معلقا..هل يلين نتنياهو السادس ويقبل بوقف الحرب نهائيا أم يذهب إلى خيارات شركائه في الائتلاف المتطرف سموتريتيش وبن غفير، ويذهب بعملية برية في رفح؟، خاصة أن كل التقديرات تشير إلى أنه يواجه الامرين، فلا العملية العسكرية في رفح يمكنها أن تحقق له أهداف الحرب ولا قبول صفقة شاملة لتبادل الأسرى تحقق له مبتغاه، ونحن بانتظار ما ستؤول إليه نهايات جولة الوزير بلينكن وهل تفضي إلى وقف نهائي للحرب أم استمرارها؟!.
الأيام وربما الأسابيع القادمات تجيبنا عن ذلك. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك