الأخبار

دراسة تطالب بشمول ((فحوصات الأيض)) في علاج الاضطرابات النفسية

دراسة تطالب بشمول ((فحوصات الأيض)) في علاج الاضطرابات النفسية
أخبارنا :  

عمان - سائدة السيد

طالبت دراسة وطنية حديثة بضرورة تضمين وشمول فحوصات الأيض كجزء من خطة علاج اضطرابات الصحة النفسية بشكل روتيني والاهتمام بالصحة الجسدية للمرضى النفسيين.

وسلطت الدراسة التي أجراها فريق بحثي بقيادة الاستاذ الدكتور ضرار حسن بلعاوي من جامعة البترا، وحصلت عليها «الرأي»، الضوء على الفروق الكبيرة في الصحة الأيضية بين الأفراد المصابين بحالات نفسية شديدة مثل الفصام والاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب وأنواعهما الفرعية، حيث تؤثر اضطرابات الصحة النفسية بشكل كبير على ملايين الأشخاص حول العالم، في حين يتم التركيز غالبا على الأعراض النفسية وحدها.

وقامت الدراسة الشاملة التي شارك بها 1,187 مريضًا، بتحليل نتائج مستويات الدهون والجلوكوز لهم، مما قدم رؤى حيوية حول جوانب الصحة الجسدية التي غالبًا ما يتم تجاهلها في اضطرابات الصحة النفسية.

وكشفت الدراسة كما ذكر الدكتور بلعاوي إلى «$»، عن أن الأفراد الذين يعانون من هذه الحالات النفسية يظهرون تباينات ملحوظة في مؤشرات أيضية مثل الكولسترول الكلي (TC)، والدهون الثلاثية (TGA)، والليبوبروتين منخفض الكثافة (LDL)، والليبوبروتين عالي الكثافة (HDL)، وجلوكوز البلازما عند الصيام (FPG).

كما وجدت الدراسة أن أعلى مستويات متوسطة لـ LDL و TGA كانت في المرضى الذين يعانون من الاكتئاب ثنائي القطب، بينما أظهر الأشخاص المصابون بالهوس ثنائي القطب أقل المتوسطات، حيث تعتبر دلالات هذه النتائج عميقة، وتبرز نمطًا من الاضطراب الأيضي، الذي يمكن أن يمهد الطريق لهؤلاء الأفراد للإصابة بأمراض القلب الوعائية وغيرها من المضاعفات الصحية.

وأشار بلعاوي إلى أن واحدة من النقاط الرئيسة المستفادة من البحث هي العلاقة بين الحالات الصحية النفسية وزيادة الشذوذات الأيضية، خاصة مستويات عالية من LDL (المعروف بـ «الكوليسترول الضار») ومستويات منخفضة من HDL («الكوليسترول الجيد»).

وتابع على سبيل المثال، أظهر مرضى الفصام أعلى مستويات متوسطة من HDL، وهو مفيد لصحة القلب والأوعية الدموية، في حين كانت مستويات HDL أقل بشكل ملحوظ في المرضى المصابين بالاكتئاب ثنائي القطب.

ووفق بلعاوي فإن هذه الفروق تبرز الحاجة إلى نهج شامل في العلاج والرعاية، يشمل كل من الصحة النفسية والاعتبارات الصحية الجسدية، كما تؤكد النتائج على أهمية المراقبة المنتظمة للصحة الأيضية، خاصة أولئك الذين تم تشخيصهم أو الذين يوجد خطر الإصابة بمشاكل صحية نفسية.

وشجعت الدراسة مقدمو الرعاية الصحية على تضمين فحوصات الأيض كجزء من خطة علاج اضطرابات الصحة النفسية بشكل روتيني، إذ تعتبر هذه الإجراءات الصحية الاستباقية ضرورية في منع ظهور حالات أيضية وقلبية وعائية شديدة في المرضى الذين يعانون من أمراض نفسية.

ونوه بلعاوي إلى أهمية مناقشة إجراء فحوصات منتظمة للصحة الأيضية مع مقدمي الرعاية الصحية، والنظر في تعديلات نمط الحياة التي تدعم الرفاه النفسي والجسدي، حيث يمكن أن تشمل هذه التغييرات الغذائية، وزيادة النشاط البدني، وربما تعديلات الأدوية تحت إشراف مهني.

ولفت بلعاوي إلى أن الدراسة لا تعزز فهم التفاعل المعقد بين الصحة النفسية والصحة الجسدية فحسب، بل تدعو أيضا إلى نهج متكامل في رعاية المرضى، من خلال الاعتراف بالجوانب الأيضية لاضطرابات الصحة النفسية ومعالجتها.

ــ الراي

مواضيع قد تهمك