الأخبار

اسامة الرنتيسي يكتب : الأردن والكويت.. توافق إلى حد التطابق

اسامة الرنتيسي يكتب : الأردن والكويت.. توافق إلى حد التطابق
أخبارنا :  

تحظى الزيارة (زيارة دولة) التي يقوم بها أمير دولة الكويت الشيخ مشعل الصباح بدعوة من جلالة الملك إلى الأردن بأهمية ورمزية خاصة في ظل الظروف التي تعيشها المنطقة والإقليم، وقد جاءت في اليوم الـ 200 للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، وتتطابق مواقف الأردن والكويت في إدانته والدعوة إلى وقفه فورا، وإلى دعم الشعب الفلسطيني بالإمكانات المتاحة كافة.

حجم التشابه بين الكويت والأردن كبير، يكاد يظهر خيطًا رفيعًا يوثّق العلاقات إلى درجة التطابق.

قد تكون العلاقات الأردنية الكويتية من أكثر العلاقات العربية العربية حميمية، والعلاقة الشخصية منذ القدم بين قيادتي البلدين نموذجية إلى درجة لا يمكن للسياسيين تفسيرها.

التطابق في هذه الفترة وصل إلى الحالة الجوية، فمثلما هو نهار عمّان في الأيام الماضية حار قليلا، وليلها فيه لسعة برد منعشة ومقبولة، كذلك الحال في الكويت.

ومثلما يتحمس الأردنيون لمتابعة أخبار التشكيلات والتعديلات الوزارية ومواعيد حل البرلمان والانتخابات المقبلة المتوقع أن تُفتح رزنامتها اليوم الأربعاء، فإن الكويتيين ينتظرون بشغف كبير إعلان رئيس الوزراء الجديد الشيخ أحمد عبدالله الصباح أسماء التشكيلة الوزارية الجديدة المتوقع إعلانها خلال أيام.

ومثلما هو النظام المَلِكي متسامح مع معارضيه فإن النظام الأميري متسامح أيضا، فقد عاد قبل سنوات النائب السابق الإسلامي وليد الطبطبائي إلى الكويت رفقة جثمان والدته التي فارقت الحياة في اسطنبول، معلنًا أنه بعد غياب عام ونصف العام يعود بعفو أميري ولفتة إنسانية.

والنائب السابق الطبطبائي، محكوم بالسجن ثلاث سنوات ونصف السنة؛ في قضية اقتحام مجلس الأمة في سياق احتجاجات في نوفمبر 2011، كما قضت محكمة الاستئناف الكويتية غيابيا، في يناير 2019، بسجن الطبطبائي سبع سنوات مع الشغل والنفاذ، بعدما أدين "بمواقعة” طليقته مدة عام كامل من دون إعلامها بوقوع الطلاق.

ومثلما هو موقف الأردنيين من تقويم مجلس النواب والسّخَط عليه، هو ذات الحال عند الكويتيين الذين لا يزعجهم إطلاقا حل مجلس الأمة وإجراء انتخابات جديدة.

وعندما أقر الأردن قانون الصوت الواحد للانتخابات، هناك من نصح القيادة الكويتية باعتماده في انتخابات سابقة.

ومثلما تُوجع أحيانا التقلبات السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، تمارس الجماعة في الكويت ذات التقلبات وذات التوجهات.

كما تنشغل الصحافة الكويتية في القضايا نفسها المنشغل بها الإعلام الأردني، فموضوع الفساد يكاد يحتل اهتمامات الصحافة الكويتية وكذلك قضية العمال الوافدين وعمال المنازل تحديدا، وقضايا التجنيس.

أبرز هموم الحالة الكويتية، يلخصها أصدقاء كويتيين في ترهل القطاع الحكومي وسطوة الهيئات المستقلة وغياب الخطط والاستراتيجيات عن عقل الدولة، وكأنك تسمع هموم المجالس الأردنية بنفس العناوين وهرم القطاع العام.

في القضايا العربية؛ خاصة القضية الفلسطينية يتطابق الموقفان الأردني والكويتي، وفي الهم العراقي حذرت منذ سنوات الدبلوماسية الأردنية والكويتية كثيرا من سياسة الإقصاء والطائفية التي أضرّت بأرض الرافدين كثيرا، وفي مجمل القضايا والخلافات العربية يعمل الاردن والكويت على نزع فتيل الخلافات قبل أن تشتعل أكثر.

الدايم الله…..

ــ الاول نيوز

مواضيع قد تهمك