الأخبار

محمد خروب : «إسرائيل» تستعِد «عسكرياً» لمواجهة «أسطول الحرية».. أَمذبحة في الأفق؟

محمد خروب : «إسرائيل» تستعِد «عسكرياً» لمواجهة «أسطول الحرية».. أَمذبحة في الأفق؟
أخبارنا :  

أيام معدودات تفصلنا عن تحرّك «أسطول الحرية», الرامي إلى كسر الحصار عن قطاع غزة وايصال مساعدات إنسانية غذائية وطبية ولوجستية إلى القطاع الفلسطيني المُحاصر والمنكوب، على نحو يختلف هذه المرة عن تجربة أسطول الحرية, الذي اقتربَ من شواطىء القطاع في أيَّار 2010 وضم 7 سفن, كانت من ضمنها سفينة «مافي مرمرة»، بمشاركة عشرات الأشخاص، لكن سلاح بحرية العدو شنّ هجوماً على «مافي مرمرة» في المياه الدولية, ما أسفر عن مصرع «10» متضامنين أتراك، الأمر الذي أثار ضجة دولية وخصوصاً تركية, التي عقدت «صفقة» في النهاية تم بموجبها دفع العدو تعويضات لأسر الضحايا، وإغلاق الملف وعادت العلاقات بينهما إلى طبيعتها.

ظروف حملة أسطول كسر الحصار الجديدة، تختلف عن حملة العام 2010، سواء ما خص العلاقات التركية - الصهيونية، أم خصوصاً في الظروف المأساوية التي يعيشها أهالي القطاع الفلسطيني, واستمرار حرب الإبادة والتجويع الصهيواميركية منذ 200 يوم، في وقت يُهدّد الشريكان الصهيوني والأميركي، باجتياح مدينة رفح، وتضييق الخناق على شمال قطاع غزة، ومحاولات لا تنتهي لتقسيمه إلى ثلاثة اجزاء, شمال, وسط والجنوب، فضلاً عن إقامة منطقة عازلة, والأكثر خطورة هو استمرار مخطط التهجير مع قرب إنتهاء اقامة الميناء المؤقت, الذي تعهدت إدارة بايدن اقامته, بذريعة تسريع وصول المساعدات للقطاع، فيما تساور الشكوك معظم العواصم الإقليمية والدولية في شأن ما تستبطنه خطوة كهذه، بعد شهريْن من العمل المزعوم، فيما بقي الغزّيون يصارعون الموت والجوع وافتقاد ماء الشرب والأدوية, وغياب المشافي والمراكز الصحية التي تم تدميرها على يد جيش الفاشية الصهيونية.

حكومة النازيين في تل أبيب كما جيشها المتوحش، يبدو انهما في طريقهما لإعادة تنفيذ سيناريو «مافي مرمرة»، عام 2010، بمعنى التعامل معها «عسكرياً», وان كانت مصادر صهيونية، لفتت إلى أن تل أبيب تبذل جهوداً سياسية ودبلوماسية, في محاولة منها لممارسة ضغوط على حلفائها (وهم كثر) خاصة «الأوروبيون» منهم بمساعدة أميركية, للتدخل لدى حكومة اردوغان، علّها تحول دون انطلاق هذا الأسطول، في الوقت ذاته الذي تجري فيه محادثات بين تل أبيب ومسؤولين أتراك, بهدف التوصل إلى اتفاقات بشأن دخول المساعدات إلى غزة عبر مصر, شريطة أن «لا تحاول السفن الأخرى كسر الحصار المفروض على قطاع غزة», وفق صحيفة «يديعوت احرونوت» الصهيونية.

على المقلب الآخر..قالت القناة «12» السبت الماضي, إن القيادة السياسية والأمنية في إسرائيل، تستعد لإبحار «أسطول الحرية» إلى غزة, حيث من المتوقع أن يتم بداية الأسبوع الوشيك، بمشاركة عشرات الناشطين من عدة بلدان في القافلة البحرية, لكن - تضيف القناة الصهيونية - إسرائيل تنظر إلى كسر الحصار كمحاولة «استفزازية».. مُشيرة/القناة 12 إلى أنه في الأيام الأخيرة «نفّذت تل أبيب، سلسلة إجراءات سياسية وبدأت أيضاً - تابعتْ - بالإستعدادات الأمنية، لاحتمال إستيلاء مُسلح على السفينة «مرمرة/2»، مُوضحة أن الأجهزة الأمنية «تستعد لاحتمال أن يكون من الضروري، وقف لاسطول الذي سيكسر الحصار على القطاع، ماضية إلى القول: في الآن نفسه بدأ الجيش الصهيوني أيضاً التدريب والتحضير لمُداهمة السفينة، وبدأ مُقاتلو «شِيّطيت13» (وحدة النخبة في البحرية الصهيونية)، التدرّب على مداهمة السفينة والاستعداد لكل سيناريو محتمل، ما يعيد إلى الأذهان الأحداث الدموية التي شهدها أسطول مرمرة/عام 2010.

وإذا كانت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي, قد قررت «عدم» محاكمة الكيان الصهيوني على أحداث سفينة مرمرة/ 2010 قبالة شواطئ غزة، ما بالك اليوم والمحكمة ذاتها برئيسها البريطاني المُتواطئ/كريم خان, الذي جاءت به إسرائيل والولايات المتحدة ليخلف الرئيسة الغامبِيّة السابقة/بن سودا، وهو الذي يصمت صمت القبور على حرب الإبادة والتجويع والتدمير الصهيواميركية، المُتوالية فصولاً وحشية منذ سبعة أشهر؟.

صحيح أن الظروف السائدة والمُرافقة للحرب الصهيواميركية على القطاع, مُختلفة «جذرياً» عن تجربة أسطول الحرية/2010، كذلك طبيعة وحجم النشاط المبذول لإنجاح النسخة الثانية من اسطول الحرية، سواء كان في عدد المشاركين والدول والمؤسسات التي ينتمون إليها (نحو 1000 شخص سيشاركون فيهما بينهم 280 شخصية مهمة من مختلف أنحاء العالم) ستكون على متن الأسطول، فضلاً عن 12 منظمة من منظمات المجتمع المدني يحملون جنسيات 12 دولة مشاركة في الأسطول. إلاّ أنه صحيح أيضاً أن المشاركين في الأسطول يواجهون الدول العنصرية الفاشية المارقة نفسها, والتي لا تعرف سوى لغة القوة ولا تقيم وزناً أو اعتباراً للقانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان أو القانون الإنساني الدولي، فضلاً عن كونها مدعومة من الولايات المتحدة, بما هي شريكتها (ومِثالها الأعلى) في الحروب والعدوان وتجاوز القانون الدولي, والتلويح بالغزو والحرب لمن يخرج أو يحاول الخروج على طاعتها؟.

في انتظار ما ستقرّره حكومة النازيين في تل أبيب، من السذاجة الاعتقاد أن «إسرائيل» المأزومة كما رئيس حكومتها الأرعن, لن يترددا في استخدام القوة ضد أسطول الحرية, والإقدام على ما هو اسوأ, باغراق «مافي مرمرة2» وقتل المزيد من النشطاء المدنيين/العُزّل على متنها. ــ الراي

kharroub@jpf.com.jo

مواضيع قد تهمك