الأخبار

م . فواز الحموري : الأردن والكويت ومسيرة الخير

م . فواز الحموري :  الأردن والكويت ومسيرة الخير
أخبارنا :  

حل سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، ضيفا على المملكة الأردنية الهاشمية تلبية لدعوة من أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني حيث تأتي وتحظى هذه الزيارة (والتي هي الأولى للأردن منذ تولي سموه مقالييد الحكم)، وتكتسب أهمية من حيث موضوعها وتوقيتها والقضايا الثنائية والإقليمية المشتركة بين البلدين وخصوصا التطورات غير المسبوقة للعدوان الإسرائيلي على غزة والجهود المبذولة لوقفه.

تمثل العلاقات الأردنية الكويتية نموذجا من الحكمة والاتزان والتوافق والتشاور والتنسيق الدائم وتشكل وحدة في المواقف والترابط وتطابق وجهات النظر والمواقف تجاه القضايا ذات الاهتمام المشترك وذات الصلة بالقضايا العربية والإقليمية كافة وعلى رأسها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والدعوة لنصرتها وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

ظلت العلاقات الأردنية الكويتية والتاريخ والمواقف تشهد بذلك متميزة ومتينة وأخوية على مستوى البلدين والقيادتين والشعبين وفي المجالات كافة وقائمة على الاحترام المتبادل وتبادل المصالح المشتركة وخدمة الشعبين الشقيقين وتوطيد أواصر التعاون المثمر فيما بينهما وبما يحقق المنفعة والمنعة والخير على الدوام وبشكل إيجابي وبناء وتميزت بالشراكة الاستراتيجية والتنسيق المشترك في المحافل اإقليمية والدولية وأصبحت العلاقات الثنائية بين البلدين أنموذجا للعمل العربي المشترك وليس على أدل من ذلك الموقف تجاه غزة، حيث ركزت الجهود المشتركة على وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية لغزة، فكانت أول سيارة إسعاف كويتية تدخل غزة إلى جانب الدعم الأردني المباشر للأهل والشقاء في غزة وكان الأطباء من الكويت ومشاهداتهم ومساعداتهم مع الأطباء الأردنيين خير مثال على المسؤولية الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعب الفلسطيني المناضل.

تكتسي العلاقات الأردنية الكويتية والكويتية الأردنية أواصر قربى ونسب وصلات من المساهمة الحضارية بين البلدين والشعبين الشقيقين وفي المجالات كافة ومن أهمها التربية والتعليم والصحة والعطاء ومسيرة الخير المفعمة بالاحترام والتقدير والامتنان للأجيال التي قدمت الكثير من العطاء الموصول والجهد الطيب لكلا البلدين.

لا بد من الإشارة بفخر واعتزاز لمجمل ثمار مسيرة الخير بين البلدين والأيادي البيضاء التي ساهمت دون كلل وملل في دعم المسيرة بكل ما هو مفيد ومناسب ولعل من أبرز هذه الجوانب العطاء الطيب للتجربة الديموقراطية في دولة الكويت الشقيقة والانفتاح المتحضر والصحافة المحترفة والمدارس الصحفية فيها (القبس، النهار، الرأي العام مثلا)، والحضور الثقافي المميز وأدواته المنوعة من المسرح والفن والإعلام وسائر الأصناف الإبداعية الأخرى ولعل تجربة مجلة العربي التي شكلت وما تزال وجبة ثقافية دسمة للأجيال خير شاهد على ذلك إلى جانب الملحقية الثقافية الكويتية في الأردن ودورها الطيب في مسيرة الخير مدعمة بذلك نتاج التعاون وترجمته إلى واقع ثقافي محترم ومقدر وايفاد العديد من الطلبة الكويتين إلى الجامعات الأردنية الحكومية والخاصة (ويقدر عددهم بحوالي 5000) وبعضهم ممن تبوأ لاحقا مناصب هامة في الكويت بعد تخرجه.

تجسد العلاقات التجارية والإستثمارية بين البلدين حالة من الاستقرار والنمو وتعتبر دولة الكويت من أكبر الدول المستثمرة في الأردن وفي المجالات الحيوية وأهمها قطاعات الاتصالات والإلكترونيات والبنوك والصناعات الهندسية والاستثمار المالي ويبلغ حجم الاستثمارات الحكومية والاهلية قرابة 20 مليار دولار وهذا ترجمة حقيقية لما يتمتع به الاردن من بيئة استثمارية وقوانين ميسرة للاستثمار الخارجي والعربي على وجه الخصوص.

تحتفظ الذاكرة بعطاء الأردنيين في دولة الكويت وبين أهلهم هناك؛ وظل التبادل الثقافي والحضاري قائما ومعطرا المسيرة بسنوات الخير المتبادلة وتحديدا مع الأجيال التي عادت إلى الأردن تحمل في نفسها الوفاء للكويت ومساهمتها العربية الأصيلة وفتحها باب العمل والترحاب بمن يقدر على ذلك ويقدر عاليا دور أبناء وبنات الأردن في الكويت والذين يصل عددهم حاليا قرابة 64 ألفا، يقدمون العطاء على أرض الكويت ومؤسساتها وشركاتها المميزة وخصوصا في قطاع التعليم والصحة ممثلة بسفارة البلدين الشقيقين وتعاونهما المثمر في مد جسور التنسيق المستمر.

يشهد للكويت جهدها الطيب في مجال العمل الخيري والإنساني حول العالم وخصوصا في فلسطين والأردن ومن خلال السفارة الكويتية والهيئات والجمعيات التي تعمل في هذا المجال بحرفية ومهارة عالية ومصداقية وحرص ومتابعة ساهمت في توفير العون والمساعدة بالتعاون والتنسيق مع الجهات الرسمية والأهلية وحسب الأصول.

زيارة سمو الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت الشقيقة، والوفد المرافق له واللقاءات والمباحثات المشتركة في رحاب المملكة الأردنية الهاشمية تعني الكثير من الروابط والصلات الصادقة والمخلصة والمزيد من أوجه التعاون والتنسيق وتبادل الرأي والمشورة، خير وعطاء متواصل للعلاقة الطيبة بين الأردن والكويت، أهلا بين أهلك وديرتك سمو الأمير المفدى في بيت أبي الحسين وشعبه الوفي للكويت والأردن على الدوام. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك