عند الحديث عن العلاقات الأردنية الكويتية نجد أنفسنا أمام تفاصيل عميقة لجهة اقتصادية وسياسية واجتماعية، بطابع أخوي حدّ التوأمة، بفضل متابعة وجهود جلالة الملك عبد الله الثاني وأخيه سمو الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وسعي لا يتوقف لتوسيع أوجه التعاون في مختلف المجالات، وعلى كافة الأصعدة.

بالأمس، حلّ سمو الشيخ مشعل الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة ضيفا عزيزا على المملكة الاردنية الهاشمية تلبية لدعوة من أخيه جلالة الملك عبدالله الثاني، في زيارة هامة كونها أول زيارة له خارج اطار دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة للأهمية الزمنية، إذ تأتي في وقت غاية في الدقة والحساسية إقليميا وحتى دوليا، وبالطبع لما تضمنته من ملفات جوهرية هامة.

وتشكّل هذه الزيارة علامة فارقة في العلاقات الأردنية الكويتية، وكذلك في العلاقات العربية العربية القوية، وتؤكد على عمق وتميز العلاقات الثنائية، وعمقها، وتميّزها سيما وأنها الزيارة الأولى لسمو الشيخ مشعل الصباح خارج إطار دول مجلس التعاون الخليجي ليكون الأردن محطته الأولى خارج الإطار الخليجي ولذلك دلالات هامة ومؤشرات لعمق العلاقة بين الأردن والكويت وتميّزها.

العلاقات الأردنية الكويتية تأخذ طابعا قويا وعميقا تتأطر في جانبها التنفيذي في (70) اتفاقية تعاون ثنائي في مجالات متعددة، على الأصعدة السياسية والبرلمانية والثقافية والاقتصادية والتعليمية والصحية والإعلامية والعسكرية، تضع هذه القطاعات في مساحات عمل مشترك دائم وتشكّل نموذجا مميزا في كافة أوجه التعاون المشترك وغدت نموذجا يحتذى على المستوى العربي.

وتعدّ الاستثمارات الكويتية في الأردن من أكبر الاستثمارات العربية وحتى العالمية، إضافة إلى أن الصندوق الكويتي للتنمية يعد شريكا أساسيا في دعم الجهود التنموية في الأردن، وموّل الصندوق حتى الآن نحو 32 مشروعا بقيمة بلغت نحو 760 مليون دولار، إضافة لاستثمارات كويتية ضخمة في قطاعات متعددة وبمجالات متعددة.

وتضع زيارة سمو الشيخ مشعل الصباح العلاقات الأردنية الكويتية في مكان أكثر عمقا وتقدّما، وتجعل من أوجه التعاون متعددة المجالات ومتنوعة، إضافة لما تشكله من لبِنة جديدة في النهج المشترك للتشاور والتنسيق والتعاون بين البلدين وتعزيزا للعلاقات الاستراتيجية، بدعم من قيادة البلدين وحرص على مزيد من التنسيق تحديدا فيما يخص قضايا المرحلة وفي مقدمتها الحرب الإسرائيلية على غزة.

زيارة هامة يحتفي الأردنيون بضيف جلالة الملك عبد الله الثاني، ضيفا عزيزا بين أهله ومحبيه، سمو الشيخ وصل بلده الثاني والتقى بأخيه جلالة الملك عبد الله الثاني، زيارة توصل رسالة حبّ كويتية للأردن يقابلها رسالة حبّ أردنية للكويت، فهما الأردن والكويت النموذج بالأخوّة والتعاون والتنسيق. ــ الدستور