الأخبار

م . فواز الحموري : لسنا ساحة معركة لأي جهة ولن نكون

م . فواز الحموري : لسنا ساحة معركة لأي جهة ولن نكون
أخبارنا :  

ليست المرة والحالة الأولى التي يعلن فيها الأردن بأنه لن يكون ساحة معركة لأي جهة، ولن ولم يتدخل في الشؤون الداخلية ويحترم خصوصية كل دولة ويلتزم تماما بسيادته ويحافظ على أمنه ويدافع عن استقراره، واثبت عبر المراحل كافة بأن مواقفه المتزنة والمعتدلة وسياسته الثابتة ورؤيته للمشاهد العامة كانت صائبة ضمن ركيزة واضحة: «أمن الأردن وسيادته فوق أي اعتبار، وحماية مواطنينا قبل كل شيء وأي شيء».

تحت غطاء وستار العديد من الاتهامات الموجهة للأردن بالخيانة والتآمر وإلصاق الكثير من المؤامرات والمحاولات للتشكيك بمواقف وقدرات وإمكانيات الأردن وأجهزته وشعبه على الصمود أمام التحديات والعقبات.

تدخل الدولة الأردنية المئوية الثانية وتمضي المسيرة بكل إصرار وتصميم وتركيز وصبر وقدرة وتوافق وانسجام لتشكل حالة فريدة ونموذج صلب في إقليم مضطرب ومنطقة لا تهدأ فيها الأحداث وتتقلب فيها الظروف دون هوادة.

يحمل التاريخ العربي ومنذ المراحل التي مرت تباعا شواهد على المحطات الأردنية للثبات ومنها النتائج بعد حرب 67 وحرب 73 وقرارات الجامعة العربية وقرار فك الإرتباط وحرب الخليج الأولى والثانية وتداعيات ما سمي بالربيع العربي وبشكل عام الإرهاب الذي غطى العالم والدول قاطبة.

طوال الزمن والأردن يتعرض للكثير ممن لا يرغبون في استقراره ويدبرون له المكائد لجره نحو قدر معين من التورط و الانغماس في مجريات الأمور بطرق مشتتة، ولعل أكثر من مذكرات مسؤول أمني وحكومي تعلن من وقت لآخر حجم المعلومات السرية التي تنشر عن ما كان يتعرض له الأردن مقابل مواقفه وأسلوب محافظته على سيادته وحرية قراراته ومنها عدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام خصوصية كل تجربة وتقديم العون والمساعدة والمساندة بحدود وتقدير واحترام.

ظلت علاقات الأردن مع الجميع متوازنة وإن أصابتها من حين لآخر بعض الفتور ولكنها لم تصل إلى حد القطيعة سواء منذ عقد اتفاقيات كامب ديفيد ومرورا بالرغبة الفلسطينية بالمباحثات مع إسرائيل برعاية أمريكية وما تربت على ذلك من نتائج بعد أوسلوا والتوقعات والرهانات السياسية المرافقة لمضمون ذلك.

وأبعد من ذلك احترمت المملكة الأردنية الهاشمية جميع المطالبات الدولية لمكافحة الإرهاب ولم تسمح لأحد استخدام أراضيها في مواجهة العصابات المتطرفة واستقبالها على أراضيه والسماح لهم بممارسة التغول والتطرف.

الظرف الأخير من التوتر الإسرائيلي – الإيراني أشار بوضوح إلى ما يتحمله الأردن من أعباء إضافية وفي المجالات كافة نتيجهة موقعه ومواقفه من التدخل والضغط والهيمنة والاستحواذ.

الأزمات المتتالية حول الأردن خلال السنوات الماضية وما تبعها من آثار تحملها الأردن بأعباء إضافية شملت الكثير من القطاعات الحيوية مثل التعليم، الصحة، المياه، وأثرت بعدة أشكال على طبيعة ونمط وسلوك المواطن تجاه ما أعقب الأزمة العراقية والأزمة السورية وما يحدث الآن في فلسطين وغزة ليس فقط خلال الفترة القصيرة الماضية (7 أكتوبر) ولكنها طوال السنوات السبعين الماضية من عمر النكبة على أقل تقدير.

أكثر من مرة استمعت إلى مسؤول أمني سواء في دائرة المخابرات العامة أو وزارة الداخلية والرواية الموثقة له عما حدث وكاد يعصف بالأمور ويقلبها رأس على عقب ولكن قدرة الله وحكمة القيادة وتفهمها وانفتاحها كانت صمام الأمان لما يحاك ويدبر في الخفاء للأردن وشعبه ومكوناته ومصيره.

بطبيعة الحال وضريبة ما يدفعه الأردن يجب الانتباه إلى مضمون ما يتم نشره وتمريره وتعميمه لتشويه صورة الأردن بقدر ما يستطيعون ويعاونهم في ذلك ضعاف النفوس، ولعل الرواية الأردنية هي الأقدر على إثبات المواقف وترجمتها إلى واقع بعيدا عن المجاملات الممزوجة بالعواطف؛ التجربة الأردنية الرسمية والشعبية للتعامل والتفاعل مع غزة وفلسطين وللأسف لم تعامل بما تستحق من متابعة واستحسان وتقدير.

عودة للبداية: لسنا ساحة معركة لأي جهة ولن نكون أبدا وذلك الفضل من الله وعناية أجهزتنا الأمنية وعيوننا الساهرة على جميع الجبهات والحدود والمعابر، برا وجوا وبحرا. ــ الراي

fawazyan@hotmail.co.uk

مواضيع قد تهمك