الأخبار

اسماعيل الشريف يكتب : إلــــى الشّمال دُر

اسماعيل الشريف يكتب : إلــــى الشّمال دُر
أخبارنا :  

«لا يمكنكِ الانتقام من الرجل الذي فعل بك هذا... ولكن ستنتقمين من كل صنف الرجال» محمد المنسي قنديل، رواية «يوم غائم في البر الغربي».

لم تشفع تصريحات الساسة الصهاينة بعدم مسؤوليتهم عن الهجوم السخيف على مدينة أصفهان في العمق الإيراني باستخدام طائرات مسيرة صغيرة التي لم تحدث أية أضرار، أو صمتهم عن الهجوم الصاروخي الكبير على قواعد الحشد الشعبي في العراق. فالإرهابي الذي يشغل وظيفة وزير الأمن القومي في دولة الاحتلال يغرد تزامنًا مع هذه العمليات بكلمة واحدة: ‹مسخرة›، ففضح كل المستور وانطبق عليه مثلنا الشعبي: «الولد العاطل يجلب المسبة لأهله»!

قد يُفسَّر هذا الهجوم الباهت على أنه صفقة أمريكية صهيونية إيرانية، حيث توافق الولايات المتحدة على اجتياح محدود للصهاينة لرفح، وعلى تعويضات وتخفيف العقوبات الاقتصادية على إيران، حتى لو كانت تصريحات الساسة عكس ذلك. وفي رمزية هذا الهجوم، بأنه كان محسوبًا بدقة، فالهجوم الكبير على قواعد الحشد الشعبي في العراق هو دلالة على القوة العسكرية الصهيونية. أما في إيران، فهي ضعيفة جدًا، ولكن اختيار مدينة أصفهان في قلب إيران له دلالة: أننا نستطيع الوصول إليكم في كل مكان في إيران.

ويطرح الآن السؤال: ماذا بعد؟

يشهد شمال فلسطين المحتلة تصاعدًا ملحوظًا في عمليات حزب الله؛ حيث استهدف العديد من المواقع الحساسة، شملت قاعدة ميرون الجوية وبطاريات القبة الحديدية وغيرها... كما تضاعفت كثافة صواريخ الحزب نحو مستوطنات شمال فلسطين المحتلة، لا سيما مستوطنة كريات شمونة القريبة من حدوده، والتي نزح منها المستوطنون منذ بداية العمليات ولم يتبقَ فيها سوى جنود الاحتلال، كما تشير التقارير إلى استهداف رتل عسكري كبير، مما أسفر عن سقوط العشرات غصت بهم مستشفيات الشمال التي تم تجهيزها استعداداً لاحتمال نشوب حرب واسعة النطاق.

وعلى جانب آخر سحب جيش الاحتلال معظم قواته من غزة، وفتح الباب أمام زيادة المساعدات الإنسانية، وسمح بعودة بعض سكان شمال القطاع، وتشير الأنباء عن بناء مخيمات على الجانب المصري من رفح، وتعود هذه الخطوات إلى جملة من العوامل، منها الضغوط التي مارسها بايدن على النتن ياهو بعد دوره في إنقاذه من الهجوم الإيراني، إضافة الى الصفقة الإيرانية الامريكية الصهيونية.

يمكن قراءة سبب تصعيد حزب الله في عملياته ضد الاحتلال من زاويتين، الأولى: زيادة ثقة حزب الله في عملياته بعد الهجوم الإيراني بوصفه حليفاً لأيران، والثانية: فهي رسالة إيران للولايات المتحدة والكيان الصهيوني: أنها لا تمانع أن يكون لبنان حرب وكالة بين الصهاينة وإيران، وبالتالي ستترك إيران حزب الله يخوض هذه المعركة دون تدخل مباشر منها.

لذلك السيناريو الذي أميل له، هو شن عملية عسكرية صهيونية في الشمال ضد حزب الله، لا أعرف حجمها ولا ردة فعل حزب الله الذي يمتلك ترسانة صاروخية ضخمة تقدر بمئة وخمسين ألف صاروخ، ستحدث دمارًا كبيرًا في فلسطين المحتلة، وكلفة مالية لن يستطيع الكيان تحملها، وسيصبح مبلغ المليار دولار التي قدرها الأمريكان للتصدي للهجمة الإيرانية مبلغًا بسيطًا جدًّا مقارنةً بالتكلفة التي سيتكبدها الكيان في حالة نشوب حرب كبيرة مع حزب الله.

وبعد أن تنتهي عملية الشمال سيعود الصهاينة إلى غزة، وسيتم توفير خيام لأهل رفح في الشمال وفي رفح المصرية استعدادًا لعملية عسكرية في رفح، بعد أن وافق الأمريكان على اجتياح محدود لها.

سيكون الأسبوع القادم أسبوعًا حاسمًا سيكشف الستار عما هو قادم، فهل سيحدث مزيد من التصعيد الذي لا يستطيع أحد التنبؤ بنهايته، أم ستكون التهدئة وبداية النهاية لشلال الدم في غزة؟

وأنت عزيزي القارئ، ماذا ترى؟ ــ الدستور

مواضيع قد تهمك