الأخبار

محمد سلامة : إسرائيل الثالثة والفشل..

محمد سلامة : إسرائيل الثالثة والفشل..
أخبارنا :  

حكومة نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف يتحركون باسرائيل الثالثة من فشل إلى آخر، ومن الرقص في جورة صغيرة إلى أكبر منها، ومن عطب سياسي داخلي إلى أزمة حادة افقيا وعموديا بصلب جبهتهما الداخلية، والخلاصة تتمثل بفشل استراتيجي يهددها بوجودها في المنطقة.

بداية..الفشل الاستراتيجي الأكثر وضوحا هو تفكك الجبهة الداخلية الإسرائيلية جراء الانقسامات بين مكونات الدولة اليهودية.. العلمانيين الليبراليين ممثلين بالاشكناز والشرقيين المتطرفين ممثلين بالحريديم ممن يمسكون برقية نتنياهو السادس في السلطة، وكلاهما ينتحران في الشارع الاسرائيلي بمظاهرات مطالبة بترتيب صفقة تبادل للاسرى مع حماس، بما يعني الانصياع لشروطها وبين من يرفضون وقف الحرب ويرفضون الذهاب لانتخابات جديدة، والفشل في إعادة اللحمة إلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية هو صمود المقاومة الفلسطينية، وعدم قدرة الجيش الاسرائيلي على تحقيق أهداف الحرب وبالتالي تصدع الجبهة الداخلية يضاف إلى ذلك أن المهجرين الاسرائيلين من الشمال والجنوب واعدادهما بعشرات آلاف غير راغبين بالعودة للعيش على حدود لبنان وغزة مرة أخرى.

نتنياهو السادس انتقل من فشله بغزة إلى فشل أكثر خطورة بفتحه جبهة إيران، وقيامه بقصف قنصليتها في دمشق ظنا منه إمكانية جر واشنطن وعواصم غربية لمهاجمة إيران، وتدمير منشآتها النووية، لكنه على هذه الجبهة فشل أيضا، وانعكس ذلك على الجبهة الداخلية الإسرائيلية بعد أن ردت إيران بقصف ثلاثة قواعد عسكرية بالعمق الاسرائيلي، وانتقل إلى اللعب على مسار المفاوضات مع حماس باتهام قطر ومطالبته أعضاء الكونغرس الأمريكي بالضغط عليها، مما حدا برئيس الوزراء ووزير خارجيتها إلى التهديد بالانسحاب من ملف الوساطة، وانعكس هذا أيضا على الجبهة الداخلية الإسرائيلية تفككا وازدحاما بالشعارات المطالبة بتنحي نتنياهو السادس وتوسعت المظاهرات الحاشدة ضده وضد ائتلافه المتطرف.

الفشل يلاحق نتنياهو السادس وائتلافه المتطرف..فلا واشنطن راغبة بتوسيع الحرب ومواجهة إيران، ولا أوروبا قادرة على مساعدته، والأسباب في هذا السياق كثيرة، ولا هو قادر على تحقيق إنتصار ساحق على حماس والجهاد واخواتهما في غزة، وكل تهديداته باجتياح رفح هي محاولات للانتقال إلى فشل أعمق خاصة أن سياساته بالضغط العسكري اوصلته إلى جبهة داخلية ممزقة، وأصوات تطالبه بالرحيل وقطعا لن يحقق أهدافه باخضاع المقاومة الفلسطينية، وما يترتب على ذلك من فتحه جبهة أخرى لكي يواصل مسلسل اكاذيبه والنهاية سيجد نفسه أمام فشل استراتيجي كبير ليس أوله رفضه مشروع السلام مع الفلسطينين وقبوله قيام دولة فلسطينية، بل بقاء ووجود إسرائيل الثالثة في المنطقة كلها.

إسرائيل الثالثة بقيادة نتنياهو السادس وائتلاف المتطرف اضحت اليوم صورة معزولة أمام العالم وجبهتها الداخلية تترنح، وليس أمام (بيبي) سوى الاستمرار في الحرب على الجبهات الرئيسية الثلاث..الضفة الغربية وغزة ولبنان.. وما يعنيه من نزيف أمني وفشل يتبعه اخر، أو قبول شروط المقاومة الفلسطينية في صفقة تبادل الأسرى وما يعنيه من هزيمة ساحقة به وبائتلافه المتطرف ونهاية مشروعهما التوسعي في المنطقة، وبكل الأحوال فإنه يطبل اليوم على أنغام دخوله رفح، ولن يحصد سوى الفشل، وما بعد سيجد نفسه أمام فشل آخر وما يترتب على ذلك من دك اول مسامير نعش زوال إسرائيل الثالثة مرة واحدة وإلى الأبد. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك