الأخبار

د. مهند النسور : العمل على مستقبل صحي أفضل... «صحتي، حقي»

د. مهند النسور : العمل على مستقبل صحي أفضل... «صحتي، حقي»
أخبارنا :  

في السابع من نيسان من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للصحة و هو فرصة لتجديد التذكير بأهمية الصحة والعمل نحو تحسين نتائج الصحة وتعزيز التكافل الصحي والحياة المستقرة. يأتي هذا التاريخ ليكون يوم تأسيس منظمة الصحة العالمية في عام 1948، ويهدف إلى توعية الناس بالمخاطر الصحية وتشجيع الجهود لمواجهتها. الاحتفال بهذا اليوم، يسعى العالم لتسليط الضوء على التحديات الصحية الحالية والمستقبلية، والبحث عن حلول لها أو التخفيف من حدتها وأعبائها. شعار هذا العام «صحتي، حقي» يبرز أهمية الصحة كحق أساسي لكل إنسان، بغض النظر عن خلفيته الاجتماعية أو الاقتصادية أو عرقه أو جنسه أو موقعه الجغرافي. حيث ما زال في عالمنا يعاني الملايين حول العالم من نقص الخدمات الصحية الأساسية بسبب التفاوتات الاجتماعية والاقتصادية والاختلافات السياسية. و لذلك يجب علينا العمل جميعًا لتحقيق رؤية عالمية للصحة والعدالة.

في بلداننا، كما هي الحال في كثير من دول العالم، نعاني بدرجات متفاوته من تحديات مختلفة تتمثل بوجود فجوات التغطية الصحية الشاملة، ونقص الخدمات الأساسية، وقصور في مكافحة الأمراض السارية وغير السارية، و عدم القدرة الكافية على توفير الأدوية واللقاحات اللازمة، وكذلك ضعف في تعزيز الوعي و التثقيف الصحي. الأمر الذي يستدعي الى إجراءات عاجلة ومستدامة لتعزيز النظم الصحية وتوفير الدعم اللازم لها، مع التركيز على تضافر الجهور الوطنية و تنسيقها و كذلك تعزيز الشراكات الاقليمة و الدولية. أخذين بعين الاعتبارضرورة تعزيز البحث العلمي وتطوير البنية الصحية التحتية، وتعزيز التوعية وتحسين الوصول إلى الرعاية الصحية، بالإضافة إلى دعم القدرات الصحية والتقنية وتعزيز التعليم الصحي و المشاركة و الادماج المجتمعي من المجتمعات. و لا يفوتنا ان نذكر بانه مع التقدم التكنولوجي الذي نشهده، تأتي فرص جديدة لتحسين الرعاية الصحية وتوفيرها بشكل أكثر فاعلية و متاحة بشكل اكبر للجميع، بما في ذلك المجتمعات المهمشة.

من جهة أخرى تظل الحروب و عمليات اللجوء والنزوح، وعدم الاستقرار والتحديات السياسية من أهم العوامل الرئيسية التي تعزز عدم استقرار الوضع الصحي في بلداننا، وقد تمتد تأثيراتها إلى الدول المجاورة، مما يزيد من العبء الصحي والاقتصادي والاجتماعي على هذه البلدان. وهذا يتطلب مزيدًا من الجهد والطاقة، بالإضافة إلى تسخير أكبر من الموارد الاقتصادية لتحسين و استقرار النظم الصحية في المنطقة. إن تحقيق هذه الأهداف في ظل هذه الظروف الصعبة يتطلب التعاون الدولي والإقليمي بشكل مكثف، وتعزيزالشراكات الفعّالة بين الحكومات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص. ومن خلال التعاون الشامل والمتواصل، بناء نظم صحية أكثر استدامة ومرونة، قادرة على التصدي لهكذا تحديات بفعالية وكفاءة، وضمان توفير الرعاية الصحية اللازمة لجميع القاطنين و السكان.

ينبغي على صناع القرار التركيز على بناء نظم مقاومة ومرنة تجاه الأزمات الصحية، بالإضافة إلى التأكيد على أهمية التعاون والشراكات لتحقيق النجاح في تحسين الوضع الصحي وتعزيز الرعاية الصحية في المنطقة. و علينا أن نركز على تنفيذ سياسات تعزز الوصول العادل للرعاية الصحية للمجتمعات، والاستثمار الأمثل في الفئات الأقل حظا، وتعزيز التوعية بأهمية الصحة النفسية، وتمكين الأفراد من اتخاذ قرارات صحية مستنيرة. كما ينبغي علينا استغلال التقدم التكنولوجي لتحسين الرعاية الصحية وجعلها أكثر فعالية ومتاحة للجميع. ــ الراي

مواضيع قد تهمك