الأخبار

خلدون ذيب النعيمي : مابين الكفرة الليبية وغزة الفلسطينية والبشرى بنهاية الغزاة

خلدون ذيب النعيمي : مابين الكفرة الليبية وغزة الفلسطينية والبشرى بنهاية الغزاة
أخبارنا :  

على الرغم من مشاهدتي لفيلم عمر المختار للمبدع الراحل مصطفى العقاد مرات عديدة في السابق الا انه في المرة الاخيرة كانت مختلفة وخصوصاً المشهد الذي يمثل معركة الكفرة التي حدثت في شهر كانون الثاني عام 1931م، حيث زج المستعمر الفاشي الايطالي جيشه في ليبيا للهجوم على الكفرة في جنوب البلاد والتي كان اكثر سكانها من النساء والاطفال من اجل الضغط على عمر المختاروقواته من خلال استهداف اطفالهم ونسائهم والذين كانوا يحققون انتصارات مذهلة على المحتل في برقة والجبل الاخضر وطرابلس في الشمال، وقد امعن الفاشيون في الكفرة بقتل الاطفال والنساء بقصفهم بالمدافع والطيران علاوة على تنفيذ احكام الاعدام شنقاً بالنساء و مفتخراً هنا انه اول من ادخل الدبابة للقتال في الصحراء ولكن هذه المرة ضد المدنيين العزل ليتم بعدها رفع العلم الايطالي فوق جثث الاطفال والنساء إيذاناً بالانتصار....!!.
وخلال المشاهدة الاخيرة كان الاحساس الغالب لدي وقتها ان غزو الكفرة هو النسخة القديمة بحذافيرها لما يقوم به جيش الاحتلال الاسرائيلي بحرب الابادة التي يشنها ضد مدنيي غزة ولكن هنا بمباركة ودعم من الدول الغربية التي كانت تناوئ الفاشيين الطليان وتتهمهم بالاجرام وقتها واستلمت ادارة ليبيا بعد هزيمة موسيليني واعدامه في روما في نهاية الحرب العالمية الثانية، وهنا التنويه انه على الرغم من الاجرام الفاشي في ليبيا الذي خلده التاريخية فهو بلا شك لن يتفوق على الاجرام الاسرائيلي المنظم والمشرع بحكومة متطرفة لا يفتأ أزلامها عن الافصاح والتفنن بقتل المدنيين وهو الاجرام الذي يجتر نفسه مراراً خلال مجازره في دير ياسين وقبية مرورا بقانا وصبراً وشاتيلا وبحر البقر وليس انتهاء بغزة وعشرات الالاف من ضحاياها المدنيين من النساء والاطفال طالما ضلت تل ابيب مدللة عن المساءلة القانونية الدولية وتحظى بدعم الغرب المزدوج المعايير.
يعتبر الكثير من المحللين ان معركة الكفرة الليبية باجرامها الفاشي كانت بمثابة الايذان بأفول مجرميها وذلك من خلال تأليب سكان المستعمرات الايطالية سواء في ليبيا وصولا الى الصومال واثيوبيا على اجرام محتليهم، اضافة الى الدعم الذي تلقاه اهل هذه البلاد من جيرانهم الذي رأوا اجرام المستعمر فكانت هزيمة الجيوش الايطالية في معركة العلمين في شمال افريقيا وايضا في قلب اوروبا وفي اثيوبيا والتي تحالفت خلالها روما مع المانيا النازية وهنا كانت نهاية ايطاليا الفاشية مع دخول الحلفاء العاصمة روما ومقتل الزعيم الفاشي موسيليني على اثر ذلك، وغزة الجريحة هنا لا تختلف عن شقيقتها الكفرة بالتبشير بنهاية قاتلي اطفالها فنهاية نتنياهو السياسية وزمرته المتطرفة مرهونة بنهاية حربهم العدوانية ومن هنا كان اصرار هولاء على استمرارها والذي يرجعه شريحة كبيرة من المجتمع الاسرائيلي لأسباب نتنياهو الشخصية وهو الشيء الذي يتفق معهم فيه كثير من حلفاء اسرائيل التقليديين في الغرب.
الارض تلفظ غاصبيها مهما طال الزمن ومهما امعنوا في اجرامهم هذا ما حصل في ليبيا الذي اشار قائد ثورتها عمر المختار لحظة اعدامه امام جلاديه ان عليهم محاربة الاجيال القادمة فالمعركة لن تنتهي بمقتل قائد الثورة هنا، فهكذا هي فلسطين التي كانت مقصداً للغزاة عبر تاريخها... فذهب المارون عبر تاريخها وخرجوا من ذكريات الذاكرة وبقي اهل الارض نعم اهل الارض.. لان الارض تعرف اهلها الذين جبلوا من ترابها ببساطة. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك