الأخبار

د. مهند النسور : التكافل والتعاضد الوطني في شهرِ رمضان.. تأملات وعبر

د. مهند النسور : التكافل والتعاضد الوطني في شهرِ رمضان.. تأملات وعبر
أخبارنا :  

شهرُ رمضانْ المباركِ شكلُ لنا جميعا فرصةً ودافعَ لمدِ يدِ العونِ والمساعدةِ للمحتاجينَ والفقراءِ منْ أبناءِ الوطنِ الذينَ يتحلونَ بثيابِ التعففِ عنْ الطلبِ ومدِ اليدِ للتخفيفِ عليهمْ منْ وطأةِ الفقرِ وصعوباتِ الحياةِ. أنَ هذا الشهرِ الفضيلِ يهدينا إلى فعلِ الخيرِ ويحتمُ علينا التكافلُ والتعاضدُ مجتمعا أردنيا يعبرُ فيهِ أفرادهُ وقيادتهُ عنْ مورثنا الاجتماعيِ الذي كانَ وما زالَ مثالاً يحتذى بهِ في أقاصي الأرضِ ومغاربها، وقدْ كانتْ المساعداتُ والمبادراتُ خلالهُ متنوعةٌ تهدفُ إلى الوصولِ إلى أكبرِ شريحةٍ منْ أبناءِ الوطنِ، فقدْ شهدنا الكثيرُ منْ المبادراتِ الشعبيةِ والمجتمعيةِ الطيبةِ والمحمودةِ التي كانَ لها الأثرُ الطيبُ في التخفيفِ عنْ هذهِ الشريحةَ والتي هيَ للأسفِ أخذهُ في الازديادِ في السنواتِ الأخيرةِ.

وفي هذا المقامِ لا نغفلُ عنْ ما قامتْ بهِ قواتنا المسلحةُ الأردنيةُ والمديريةُ العامةُ للأمنِ العامِ منْ خلالِ مؤسساتها المتميزةِ وبتوجيهاتٍ منْ جلالةِ الملكِ حفظهُ اللهُ ورعاهُ للتخفيفِ على المواطنِ وخصوصا المحتاجينَ منهمْ وتلبيةُ متطلباتهمْ خلالَ هذا الشهرِ الفضيلِ، وهذا ما رأيناهُ وكانَ ملموسا للجميعِ منْ خلالِ اقامة أيامُ إفطارٍ في مراكزِ الإصلاحِ والتأهيلِ حيثُ كانتْ هذهِ الأيامِ تضمُ النزلاءَ وأفرادِ أسرهمْ والذي بدورهِ أدخلَ البهجةَ والسرورَ إلى قلوبهمْ وأهليهمْ، وهذا بالإضافةِ إلى إقامةِ الإفطارِ الرمضانيِ للأطفالِ الأيتامِ الذينَ شعروا بالبهجةِ والسرورِ لمثلٍ هذهِ اللفتةِ الكريمةِ.

وكذلكَ نستذكرما قامتْ بهِ البلدياتُ والمؤسساتُ الوطنيةُ المختلفةُ مشكورةً وبرعايةٍ منْ رئاسةِ الوزراءِ منْ موائدِ إفطارٍ لعمالِ الوطنِ وما تبعها منْ تكريماتٍ لهمْ التي منْ شأنها أنَ تدخلَ السرورِ على قلوبِ هذهِ الفئةَ الخيرةِ منْ نشامى الوطنِ. أنَ الشعورَ ببهجةِ العطاءِ عظيمةً ولا يعرفها إلا منْ رسختْ في نفسهِ وعقيدتهِ، وقدْ يكونُ منْ بينِ هذهِ الفئاتِ الطيبةِ منْ ليسوا بحاجةٍ ماديةٍ مثلما همْ بحاجةِ إلى جبرْ الخاطرِ والشعورِ بالاهتمامِ في خضمِ الظروفِ الحياتيةِ الصعبةِ ورغمَ كلِ ما عانتهُ وتعانيهُ منْ صراعاتٍ حياتيةٍ إلا أنها لمْ تؤثرْ على عطائهمْ وانتماهمْ لوطنهمْ. ومعَ هذا الجهدِ الوطنيِ الداخليِ المبذولِ.

من ناحية اخرى لمْ يتوانَ الأردنُ عنْ القيامِ بواجبهِ القوميِ العروبيِ بقيادتهِ الهاشميةِ الحكيمةِ لمساعدةِ أشقائهِ في قطاعِ غزةَ الذينَ يعيشونَ في ظلِ ظروفٍ صعبةٍ للغايةِ منْ تبعاتِ الحربِ المستعرةِ الدائرةِ هناكَ، حيثُ تمثلتْ المساعدةُ لهمْ بصورِ متعددةٍ منها عملياتِ الإنزالِ الجويِ لتقديمِ يدِ العونِ والمساعدةِ إلى الأشقاءِ الصامدونَ على أرضهمْ الطاهرةِ، كما نستذكرُ ونحيي أخواتنا وإخواننا منْ منتسبي الخدماتِ الطبيةِ الملكيةِ وهمْ ثلةٌ منْ أبناءِ الوطنِ الذينَ نذروا أنفسهمْ لواجبهمْ وإنسانيتهمْ وآثروا قضاءَ الأيامِ المباركةِ منْ هذا الشهرِ الفضيلِ في ساحةِ أداءِ الواجبِ الوطنيِ والإنسانيِ في المستشفياتِ الميدانيةِ العسكريةِ في قطاعِ غزةَ. ومنْ المهمِ أنَ نستذكر ايضا دورُ النقاباتِ المهنيةِ والقطاعِ الخاصِ في المجالِ الطبيِ ومجالاتُ المساعدةِ الأخرى المختلفةِ لتقدمِ يدِ العونِ والمساعدةِ لدعمِ أشقائنا في قطاعِ غزةَ.

أنَ التسامحَ والرحمةَ هما نهجٌ بنيتْ عليهِ الأردنُ منذُ نشأتها، كما أنَ الأردنَ بشرائحهِ المختلفةِ يعلمُ علمَ اليقينِ بأنَ منعةَ الأوطانِ ورقيها لا تكونُ إلا بتضافرِ الجهودِ والتعاضدِ والتكافلِ وارتبطها الوثيقَ بالقيمِ والمبادئِ والأخلاقِ الحميدةِ المرتبطةِ بالشرائعِ السماويةِ والموروثِ الاجتماعيِ الحميدِ منْ العاداتِ والتقاليدِ الذي يمدُ المجتمعُ بأكملهِ بنفحاتِ المحبةِ والرحمةِ والتكافلِ، فكلُ الشكرِ والإجلالِ لكلٍ منْ ساهمَ في هذا العملِ الخيرِ خلالَ شهرِ رمضانْ المباركِ تجاهَ الوطنِ وتجاهِ الإنسانيةِ، وهذا ليسَ بغريبٍ على الاردنينْ الشرفاءَ وقيادتهمْ الهاشميةَ فقدْ زرعوا ووطدوا على الدوامِ في هذا الوطنِ الطيبِ مؤسسيةً التكافلِ والتعاضدِ والأخوةِ التي قلَ نظيرها في بلدانٍ كثيرةٍ في العالمِ. ــ الراي

مواضيع قد تهمك