الأخبار

فادي زواد السمردلي : الكرامة كرامة

فادي زواد السمردلي : الكرامة كرامة
أخبارنا :  

في معركة الكرامة يُعتبر الجيش الأردني رمزًا للشجاعة والتضحية، حيث وقف ببسالة في وجه التحديات ودافع عن الأرض والعرض. وتُعد هذه المعركة من أبرز الأمثلة على الفخر الأردني الذي سطره الجيش كملحمة بطولية، حيث أظهر الجنود الأردنيون قوة لا تُقهر وإرادة صلبة في الدفاع عن حدود الوطن وكرامته. إن إنجازاتهم الميدانية وروحهم القتالية هي مصدر إلهام للأجيال القادمة، وتُعتبر معركة الكرامة فصلاً مشرقًا في تاريخ الأردن، يُروى بكل اعتزاز وتقدير، فقد صاغ الأردنيون ملحمة بطولية كان شعارها النصر أو الشهادة، وكانت رواية فخر كتبت بماء العز والمجد والفخار.

ففي الحادي والعشرين من شهر اذار عام 1968، شهدت بلدة الكرامة الأردنية معركة تاريخية تعتبر من بين أبرز المعارك في تاريخ الصراع العربي-الإسرائيلي. بالرغم من أنها استمرت لمدة 15 ساعة فقط، إلا أن معركة الكرامة لم تكن مجرد اشتباك مسلح بين القوات الأردنية والإسرائيلية، بل كانت رمزًا للصمود والكرامة العربية في وجه ما كان يُعتقد أنه «جيش لا يُقهر» وأسقطت بطولاته الكرتونية الكاذبة.

تعود جذور الصراع ابتداء من النكبة وصولا إلى النكسة حرب الأيام الستة ففي حزيران 1967، حيث حققت إسرائيل انتصارات سريعة واحتلت أراضٍ عربية واسعة، ففي أعقاب هذه الحرب، تصاعدت التوترات على طول نهر الأردن وبدأت القوات الإسرائيلية تحاول تأمين حدودها ظنًا منهم أنهم في نزهة، فواجهوا نارًا لا تنطفئ وغضبًا يستعر.

وفي النهاية وقعت المعركة في منطقة الكرامة بالغور الأردني، حيث حاولت القوات الإسرائيلية احتلال نهر الأردن لأسباب استراتيجية، وذلك من خلال عبور النهر من عدة محاور مختلفة بمساعدة تغطية جوية كثيفة. كانت أهداف المعركة للقوات الأردنية هي صد الهجوم الإسرائيلي والدفاع عن الأراضي الأردنية، وقد قاد المعركة المغفور له بإذن الله جلالة الملك الحسين بن طلال إلى أن انتهت المعركة بانتصار أردني، حيث تمكنت القوات الأردنية من صد الهجوم الإسرائيلي وألحقت خسائر فادحة بالجيش الإسرائيلي، بما في ذلك مقتل وإصابة العديد من الجنود وتدمير العديد من الآليات العسكرية. كان لهذا الانتصار أثر كبير في رفع معنويات العرب بعد هزيمة عام 1967، وأظهر للعالم أن الجيش الإسرائيلي ليس بالجيش الذي لا يُقهر كما كان يروج له.

وبالنهاية يُعتبر انتصار معركة الكرامة إنجازًا تاريخيًا يبرز قوة الإرادة والتحدي للأردنيين. هذه المعركة تجسد الشجاعة والتلاحم بين الجيش والشعب في مواجهة قوى أكبر بكثير وأكثر تجهيزًا. إن النصر في هذه المعركة يؤكد على قدرتنا على الصمود والدفاع عن الوطن مع تأكيدنا على الحفاظ على السيادة والاستقلال فهذا الانتصار يُظهر بوضوح أن الإرادة القوية والتخطيط السليم يمكن أن يصنعا فارقًا حتى في أصعب الظروف.

مواضيع قد تهمك