الأخبار

عوني الداوود : " مأسسة " عمل الخير !

عوني الداوود :  مأسسة  عمل الخير !
أخبارنا :  

عوني الداوود :

شهر رمضان المبارك ،شهر الخير والبركة والعطاء ، شهر الرحمة والغفران .. تكثر فيه الصدقات والزكاوات وأعمال الخير..من موائد الرحمن وطرود الخير، الى مساعدة الفقراء والمحتاجين ،والانفاق على الأرامل واليتامى والمساكين .
في شهر رمضان المبارك تنشط الجمعيات الخيرية ، ومبادرات في كل حدب وصوب ، تقصد عمل الخير لمزيد من الحسنات ورضى المولى عز وجل في هذا الشهر الفضيل.
كل ذلك - وغيره من أعمال الخير - تمثل واقعا روحانيا جميلا يمتاز به شهر رمضان المبارك .. الذي يزداد فيه " الانفاق الخيري"- ان جاز التعبير - ..الا أننا لطالما دعونا الى أهمية " مأسسة " هذه الاعمال الخيرية ، ليس بالمعنى الحرفي بل الضمني ، انطلاقا من التطلعات والدعوة الى تنظيم مثل هذه الاعمال بقصد أن تطال الشريحة الاكبر من المحتاجين والموعزين ،خصوصا اؤلئك الذين "لا يسألون الناس الحافا"..أو اؤلئك الذين وصفهم الله جل وتعالى: " يَحْسَبُهُمُ ?لْجَاهِلُ أَغْنِيَا?ءَ مِنَ ?لتَّعَفُّفِ " - والجاهل هنا يقصد به الجاهل بأمرهم -، وسبب ما ندعو اليه ، ما نسمعه من حصول جهات أوعائلات أو حتى أفراد على معونات من اكثر من جهة ، في حين لا يحصل من أشرنا اليهم من " الموعزين المتعفّفين " على شيء .
أعلم تماما ان الجهات " المتبرّعة " بالمال أو بطرود الخير ،أو حتى الداعية والمنظّمة لموائد الرحمن، لديها قوائمها التي تنفق من خلالها ، الا أن هناك جهات محتاجة في هذا الوطن في الاماكن البعيدة وحتى القريبة محتاجة الى تبرعات والى من يفرج عن كربهم ، ولا يجدون من يدلّ عليهم .
" المأسسة " التي أدعو اليها لا تعني تدخّلا في عمل الخير من أية جهة ، بل أدعو الى التنسيق والتعاون بين الجهات المتبرّعة - أفرادا أوجماعات - من أجل أن تطال التبرعات أكبر شريحة من المحتاجين ، وحتى يعمّ الخير في شهر الخير، وللتفريج وادخال السرور على الفقراء والمساكين والمحتاجين ..وبأكثر من صورة ، وفي مقدمة تلك الصور: تفريج الكرب على الغارمات والغارمين ، وعلى الارامل واليتامى والمرضى وطالبي العلم ممن تقطعت بهم السبل ،وغيرهم ممن تجوز عليهم الصدقات والزكاوات .
الغرب .. وعند وقوع الكوارث ينادون بفرض ضرائب على الثروة يدفعها الاغنياء .. ونحن في شريعتنا لدينا نظاما اسلاميا ربانيا لو طبّق كما يجب لما كان هناك فقير الا وهي " الزكاة " قال تعالى:" خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا " - التوبة 103- .
تقديرات زكاة المال ( 2.5%) لو تم تجميعها تقدر بحسب آخر الدراسات بنحو ( 400 مليار دولار) فلو تم تجميع هذا المبلغ وتوزيعه على المستحقين لانخفضت نسبة الفقر والبطالة في العالمين الاسلامي والعربي .
ولو اعتمدنا منهجية اكثر تنسيقا من حيث " الجمع والتوزيع " للصدقات والزكاوات في الاردن ..لربما ساعد ذلك في التخفيف على كثير من الفقراء والمساكين.
"الزكاة" ركن من أركان الاسلام الخمسة ، وعنوان رئيس من عناوين التكافل الاجتماعي ..وقد قرنها الله سبحانه وتعالى في معظم آياته في كتابه الكريم " وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة " .. ومن أجل أدائها أعلن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق الحرب على المرتدين ..لذلك فان أداء الزكاوات في شهر تتضاعف فيه الحسنات ، اضافة للصدقات ، يساهم تنظيمها وحسن ادارة توزيعها على المستحقين بعموم الفائدة ...تقبل الله منا ومنكم الصلاة والصيام .. والزكاة والصدقات وأعمال الخير .. رمضان كريم . ــ الدستور

مواضيع قد تهمك