الأخبار

صالح الراشد يكتب : وفي الليلة الظلماء نفتقد الشيخ سلطان

صالح الراشد يكتب : وفي الليلة الظلماء نفتقد الشيخ سلطان
أخبارنا :  

صالح الراشد

أثارتني قرارات اجتماع أندية المحترفين الثاني في مقر نادي الوحدات، فالأندية تطالب وتتمنى من إتحاد كرة القدم التلطف بالاجابة على الاستفسارات التي أرسلوها للاتحاد عقب الاجتماع الاول، وربما لن يصدق الكثيرون أن هذا يجري بكرة القدم الاردنية، فتخيلوا ان الاتحاد بموظفيه الحاليين لا يجد الوقت للرد على استفسارات شركائهم في إدارة وتبني كرة القدم الأردنية، وربما المعضلة ليست بالوقت بل بموظفين ومجلس ادارة يعتبرون أنفسهم يسكنون في برج عاجي ولا يحق للأندية أن تخاطبهم، والاحتمال الثالث ان الاتحاد بشخوصه غير قادرين على الرد لعدم امتلاكهم المعلومات، وربما يخشون من ان المعلومة قد تثير الأندية وتجعلها تلتئم في صف واحد ضد آلية عمل الاتحاد، لذا يفضلون الصمت.

لكن مهما كانت الاسباب الموجبة لعدم الرد فهي تشير إلى ضعف التواصل بين الاتحاد والأندية، وأن الخطوط في هذه المرحلة مقطوعة كما تقطعت أوصال كرة القدم الأردنية، وهذه أيضاً لها دلائل متعددة وأهمها أن العاملين في الاتحاد محسوبين على الأندية والرد قد يعكر صفو هذه العلاقات لذا فالصمت اسلم، وربما يعتقد بعض من في الاتحاد ان الاندية تنظر اليهم كأقل من منصبهم، وبالتالي يترددون في الرد خوفاً ورعباً، والاحتمال الاخير ان الاتحاد ينتظر الاذن للرد على الاستفسارات والتي ليس من المهم معرفتها كون المهم طريقة التعامل والتأكد من سلامة التواصل المفقود مرحلياً.

والاندية وللحق ومنذ وفاة المرحوم الشيخ سلطان العدوان فقدت الكثير من قوتها وهيبتها وأصبح من السهل التحكم بها وبمستقبلها، واصبح كل منها يبحث عن انتصار فردي على حساب الآخرين، لذا حدثت الفرقة ليسهل التلاعب بالأندية وتحويلها إلى حقل للتجارب، حتى وصل الأمر إلى تقلد أشخاص لا شأن لهم بكرة القدم زمام أمورها، ليدخلوها عنوة في بيت البيات الشتوي والصيفي، وهي مرحلة قد لا تخرج منها أبداً وإن خرجت ستكون مدمرة وتحتاج لسنوات للتعافي، ورغم كل ذلك والتهديدات التي صنعها المخططون لكرة القدم، فان الأندية تتزاحم على أبواب الاتحاد ومن فيه ممن لا يملكون الخبرة لعلهم يحظون بالرضا والقبول.

فاليوم تفتقد الاندية للمرحوم الشيخ سلطان العدوان الذي اتسعت عباءته للجميع، وكان سنداً لها في شتى المواقف بغية الارتقاء بالأندية ونيل حقوقها، لنجد أن أندية المحترفين لا تُجمع حالياً على غيره رغم محاولة أكثر من رئيس نادٍ ارتداء عباءة شيخ الأندية، لكن للآن لا توجد مؤشرات على وجود قيادة حقيقية للأندية، ولا وجود لشراكات نادوية كالتي كانت في زمن الشيخ سلطان العدوان وعبد المجيد سمارة وصقر التل رحمهم الله والدكتور فهد البياري، حين كان التناغم بين الاندية موجود وبالذات في القضايا الكبرى، لتكون الأجندة الكروية ثابتة وإجماع على المواقف المشتركة، والانسجام والتواصل المفتوح مع اتحاد الكرة كرة القدم بوجود فادي زريقات أبرز أمين عام في تاريخ كرة القدم.

آخر الكلام:

كأني والتيه يلف الأندية وهي تبحث عن حلول تجنبها الإفلاس، أشاهد الشاعر الفارس ابو فراس الحمداني وهو يقول نيابة عن المرحوم الشيخ سلطان العدوان:

سَيَذكُرُني قَومي إِذا جَدَّ جِدُّهُم
وَفي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ

ــ ستادكم نيوز

مواضيع قد تهمك