الأخبار

د . عماد الخطيب يكتب : بمناسبة الفوز التاريخيّ لأبطال السعودية على الأرجنتين

د . عماد الخطيب يكتب : بمناسبة الفوز التاريخيّ لأبطال السعودية على الأرجنتين
أخبارنا :  

الدكتور عماد الخطيب :

بمناسبة الفوز التاريخيّ لأبطال المملكة العربية السعودية على فريق الأرجنتين في لعبة كرة القدم (22/11/2022)
انْطِقْها بالعَرَبيّة... وَ إلّا فَلا
من أغرب التّعليقات، وأجودها (فكرًا) التي سمعتها بعد فوزنا – نعم فوزنا – عبر ممثّلنا (فريق المملكة العربية السّعودية) في لعبة كرة القدم؛ لنيل كأس العالم يوم 22/11/2022 التعليقات التالية:
1- إنْ لم تنطقها بالعربيّة: "فأنت لا تحبّني".
2- عربٌ كنّا، وما زلنا.
3- (لماذا يفرح هؤلاء؟ هل هم سعوديون؟).
4- ومِنَ الفوز ما أحْيا.
5- شكرًا لأبطال فريقنا فريق المملكة العربيّة السّعودية لكرة القدم.
لقد أحيا بنا فوز السعودية في لعبة مباراة كرة القدم، ما استكان منذ زمن! نعم، هي لعبة! ولكن لنقرأ بين السطور: فكم نشتاق للفوز، وكم نشتاق إلى النظرة التي تساوينا بهم (وبالمناسبة هم مصابون بالدهشة من تعليقاتنا: فكيف لفريق من غير بلدي أن يمثّلني! هم أعداء بين دواخلهم، ونحن مهما قسونا على بعضنا إلا أننا نعود أحبّاء!)
وكم نشتاق لنكون على خارطة الكوكب، ولنا رقم صعب! ماذا ينقصنا؟ شكرًا يا أبطال العرب والعالم.. فهل تحققون حلمنا في نيلكم لكأس العالم؟ والله لن تكون لحظة عاديّة وأنت تصعد (يا دوسري لتبلغنا أننا فزنا وأن كل ما خططوا له منذ عشرات السنين أسقطه فوز السعودية على أي بلد من أوروبا وليس الأرجنتين فقط)، ولن يمرّ فوزكم بكأس العالم، دون مساءلة منهم (مَن – وكيف – ولماذا حصل ما حصل؟!) إنهم يستكثرون علينا الفرحة (لا، افرحوا وزيدوا العيار؛ لتفهموهم إننا غيرهم، مهما حاولوا أن يشبّهونا بهم، أو أن يسلخونا من غرورنا في عروبتنا! نعم، إننا نغتر بعروبتنا، وكلما حاولوا طمسها ليطمسونا جاء من يقول لنا إننا بدونها لن نكون شيئًا..
واسمحوا لي أن أخبركم عن أكثر تعليق لفت انتباهي من مذيع إحدى المحطّات الإخباريّة الأوروبيّة يتساءل عن سبب فرحة العرب بفوز السعودية قائلا (لماذا يفرح هؤلاء؟ هل هم سعوديون؟) ويكتب هذا في حسابه على منصة (تويتر). نعم، إننا سعوديون، وانت لا تفهم بأنّنا أمّة واحدة، ومهما ستقول، أو مهما سيقال، فالخط الذي يسمى بالحدود لا يفصل إلا ترابا عن تراب، وجبلا عن جبل، ولكنه لا يفصل قلبا عن قلب!
ألا من يُفهم ذاك المذيع (من نكون؟)
اشتقنا إلى جوازنا العربي الواحد، وعملتنا العربية الواحدة، وفريقنا العربي الاقتصادي والتجاري والتعليمي والطبي والصيدلاني والهندسي والكيماوي و......... ثم الكروي الواحد أيضًا.
العربيّ والعروبيّ والعرب يفهمون ما أقول، ويفهمون بأنْ [لا سبيل لهم لقطع أوصالنا إلا بهدم ما بيننا من مشتركات، وعلى رأسها (لغتنا العربية الخالدة)].
فلمن لم يفهم لماذا فرحنا! ولمن يشكّك بأنّنا أمّة واحدة أسأله:
ألم تتفاعل مع كلمات مذيع المباراة... وهي عربيّة
كيف تفاعلت في تشجيعك؟ ألم تكن كلماتك عربية؟
بأيّ لغة كتبت لأبطال فريقنا السّعوديّ؟ ألم تكن بحروف عربية؟
مقبول أن نتحدّث بغير العربيّة في أوساط عملنا، ولنتفاهم مع غيرنا.. ولكن غير المقبول أن نعبّر عن حبّنا إلا بالعربية..
وأخيرًا..
اختبرْ حبّ ابنتك أو ابنك أو زوجك أو مَن تريد.. فإن أجاب (أحبك) بالعربيّة فقد صدق.. وإن لم ينطقها بالعربيّة، فهو لا شكّ (لا يحبك)!
شكرا لأبطال فريقنا السعوديّ.. فلولاكم لما أحسسنا بأنّنا عرب..

مواضيع قد تهمك