الأخبار

كمال زكارنة : ماذا قصد لبيد بحل الدولتين.

كمال زكارنة : ماذا قصد لبيد بحل الدولتين.
أخبارنا :  

كمال زكارنة :
انساق رئيس حكومة الاحتلال مائير لبيد في خطابه امام الجمعية العامة للامم المتحدة،خلف جملة قالها حليف اسرائيل الاستراتيجي الرئيس الامريكي جو بايدن،وهي انه يؤيد التوصل الى سلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين على اساس مبدأ حل الدولتين،وخلف التأييد الدولي لهذا المبدأ،وقال هو ايضا انه يمكن التعامل مع هذا الخيار لتحقيق السلام في الشرق الاوسط،لكن ما قاله لبيد،لا يمت للواقع ولا للنوايا والممارسات الاسرائيلية على الارض بصلة،بل هو يهدف من وراء هذا القول الكاذب والمخادع، الى كسب ود المجتمع الدولي ،واخفاء مخالبه تحت قفازات السلام،واظهار التناغم مع الموقف الامريكي،والتوجه الدولي،ومحاولة احراج القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني.
عن اي دولتين يتحدث لبيد،وهو يصادر اكثر من 60% من الاراضي الفلسطينية في الضفة المحتلة،ويقيم عليها المستوطنات،وحوالي نصف مليون مستوطن متطرف يقيمون في المستوطنات على ارض الضفة الغربية،الى جانب جيش الاحتلال بكل تشكيلاته،ويهدم البيوت الفلسطينية ويستولي على بعضها ويسكنها المستوطنون مكان من اصحابها الشرعيين،وهو يقوم بتهويد التعليم في القدس المحتلة ،وتهويد كل شيء في المدينة المقدسة المحتلة ،والهجوم اليومي على المسجد الاقصى المبارك والمقدسات الاسلامية والمسيحية ،وماذا ابقوا لابيد واسلافه من اراضي لاقامة دولة فلسطينية عليها،وهل قام او اعلن انه سيقوم بخطوات عملية وفق برنامج عملي منظم يمنح الفلسطينيين شيئا من الامل لمستقبلهم وحريتهم واستقلالهم وانهاء الاحتلال لاراضيهم،وبناء دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس على ترابهم الوطني،عن اي دولتين يتحدث لبيد ،وهو يسعى لنقل السفارات الغربية والاجنبية من تل ابيب الى القدس المحتلة،وجيشه المحتل يمارس ابشع انواع القتل والارهاب بحق ابناء الشعب الفلسطيني ،في الشارع والمنزل والمدرسة ومكان العمل ،وفي ذهابه وايابه،وفي كل لحظة يجد نفسه معرضا للقتل على يد مستوطن او جندي محتل.
كم هو مغرور هذا أل"لبيد" بذكائه لدرجة انه يعتقد بأنه يخاطب اجسادا محنطة من العصر الحجري في الجمعية العامة للامم المتحدة ،وهو يذكر حل الدولتين،كيف يمكن مقارنة هذا القول مع فعل الاحتلال على الارض،واعتبار الضفة الغربية المحتلة يهودا والسامرة والتهديد بضمها للكيان الغاصب والغاء صفة الاحتلال عنها،عن اي دولتين يتحدث واسرائيل لم تطبق بندا واحدا من قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، ولا حتى الاتفاقيات الثنائية مع الجانب الفلسطيني،لا اتفاقية اوسلو ولا غيرها.
افضل رد على لبيد ،روح العب غيرها،لا احد يصدقك او يثق بك، الشعب الفلسطيني على درجة كافية من الوعي تؤهله لكشف نواياك ومخططاتك لقرن قادم من الزمن،والذي ينوي تحقيق السلام عليه ان يعترف قبل كل شيء بحقوق الطرف الآخر ويثبت نواياه عمليا على الارض دون مواربة او تسويف.

مواضيع قد تهمك