مصطفى التميمي :«أم صالح» شخصية الجدة «الاردنية» التي تنتقد وتعدل وتقدم حكاياتنا
ديما الدقس
شاب بمقتبل العمر، يشدك بكم الابداع الذي يمتلكه بين ثنايا قلبه وعقله، يعتبط ادوات بسيطة من محيطه، ويخرج من خلالها مواهب انما تسر السامع والمشاهد والمتلقي.
من عروس الشمال جاء يحمل الاداة الموسيقية الاقرب الى قلبه» الكمان» واتحفنا بعزف منفرد رائع متمكن، كيف لا وهو ولد بموهبة حب الموسيقى ونماها بالعلم والتدريب والاصرار.
جاء ايضا يحمل حقيبة فيها «ثوب» مطرز من تراثنا الاصيل، وللثوب وارتداؤه قصة .. هي قصة الشاب مصطفى التميمي في السطور التالية.
تعد الموسيقى المحرك الأول إذا ما وجدت الموهبة والإبداع، وبقالب كوميدي جسد الفنان الأردني مصطفى التميمي من إربد شخصية الجدة أم صالح بقالب كوميدي جاذب، يقول التميمي :» درست الموسيقى في المعهد الوطني للموسيقى، والتحقت بالقوات المسلحة في عام 2007 لعام 2019 وخدمت لمدة 14 سنة، بعدها تفرغت للموسيقى وتجسيد شخصية أم صالح»، وتعد الكوميديا فناً راقياً له أُسس وقواعد خاصة، وأسلوب مرن لإيصال فكرة أو رسالة ما للمتلقي من خلال الفكاهة الهادفة.
يقول التميمي :» تعرف الكوميديا على أنها نوع من أنواع الدراما، أو شكل مختلف من أشكال الفن، وهدفه الأساسي هو التسلية، حسب تعريف المفاهيم الحديثة»، وأضاف :» كانت البدايات على وسائل التواصل الاجتماعي، بتصوير فيديوهات قصيرة على السوشيال ميديا، ولدي 100 ألف متابع على فيسبوك، وكذلك حسابات على انستغرام وتيكتوك وتويتر، ولكن كلها حسابات تنتظر التوثيق، وما يؤخذ عن المجتمع الأردني بأنه لا يضحك، كلام غير صحيح، ولكن الخلل يكون بخلو الكوميديا من الرسالة، لذلك يجد البعض الصعوبة في إدخال الرسالة بقالب الكوميديا وإيصالها لنبض الشارع، والذكاء الحقيقي يكمن في القدرة على إضحاك الآخرين».
إنجازات
يؤكد التميمي بأن أكبر إنجاز حققه كان الوقوف أمام جلالة سيدنا في الأعياد والمناسبات الوطنية، ويجد التميمي بأن أكبر دعم هو الدعم المعنوي من الجمهور ومحبتهم، فإذا وجدت الأفكار المميزة يصبح النجاح سهلاً بأبسط المعدات وبلا كاميرات أو منتجين.
شخصية أم صالح
يدمج مصطفى التميمي قوة شخصية الجدة بقالب كوميدي، يقول:» أمثل دور «الختيارة « الكبيرة أم صالح والتي تتمتع بسلطة كببرة في الثقافة الشرقية، إذ يعتبر كلامها فرضا على الجميع»، ويطمح التميمي إلى الوصول لأكبر شريحة من المجتمع، والتمثيل هو شغفه.
مقالب فنية
يقول التميمي :» قمت بمقالب مع العديد من الفنانين الأردنيين والعرب مثل نداء شرارة وعماد فراجين وحسين السلمان ويحيى صويص، وحيدر زعيتر عازف أورغ لبناني».
كما يتجوّل التميمي في الشوارع ليقدم فنه الهادف للناس ويقوم بالتصوير لإيصال رسالته وليخاطب الفئات المستهدفة في انتقاد السلوكيات المجتمعية الخاطئة بقالب كوميدي مسل.
ورغم الحضور المتواضع من حيث الكمّ للإنتاج الكوميدي الأردني، مقارنة بالإنتاج العربي، إلا أن السؤال المطروح لماذا لا يتم دعم الكوميدي الحقيقي وإتاحت المجال له على شاشاتنا، بدلاً من تحمل أعباء نقد البرامج والمسلسلات التي تصنف على أساس أنها كوميدية، لكنها كانت بعيدة عن الضحك والابتسامات؟، بحسب ما عبر عنه كتاب ومراقبون للعمل الدرامي الأردني.
إذ تعزى أسباب جعل الكوميديا غير مضحكة في عالمنا العربي، هو غياب الرسالة من الكوميديا، حيث أدى فقدان الرسالة إلى تهاوي البرامج والمسلسلات الكوميدية وجعلها أقرب إلى التهريج، وأشار التميمي بأن الممثل الكوميدي يعتقد أن الهدف هو الإضحاك، بغض النظر عن سمو الفكرة، وهو فكر خاطئ تماماً.
الرسالة
التوفيق هو البداية لأي نجاح، بالتمثيل والعزف يؤمن التميمي بأن التميّز الحقيقي ينبع من الإيمان الداخلي بالنجاح، كما يغلف التميمي الكوميديا التي يقدمها برسالة مجتمعية هادفة، ولافتة للأنظار، موهبة أردنية حقيقية صاعدة تستحق كل الدعم.
ــ الدستور