الأخبار

حمادة فراعنة يكتب : أوهام إنجازات ترامب

حمادة فراعنة يكتب : أوهام إنجازات ترامب
أخبارنا :  

صدقوني، أريد أن أصدق رئيس الولايات المتحدة حينما يقول: حققت السلام في الشرق «الأوسط» العربي، بعد أكثر من ثلاثة آلاف سنة!! تصوّروا، حقق ما لم يتحقق خلال ثلاثة آلاف سنة!!.
أبحث عن عوامل، مظاهر، تدلّل على أنه حقق وقف إطلاق النار، في غزة وسائر فلسطين، لم أجد ما يدلّل على ذلك إطلاقًا، لا في غزة وقف إطلاق النار، أو حتى التزام من طرفي الصراع، هناك اتهامات علنية من قبل المستعمرة لحركة حماس، أنها تُمارس الخروقات، وهي بالتالي ترد عليها، بمعنى واضح أن المستعمرة تعترف علنًا أنها تقوم بأفعال عسكرية ظاهرة وتقتل وتنسف وتقصف، وحجتها في ذلك، أن ما تقوم به هو رد على خروقات حركتي حماس والجهاد، إذن لا يوجد وقف إطلاق نار كامل وشامل وحاسم، بل هناك خروقات عسكرية لقرار وقف إطلاق النار هذا أولًا.
وثانيًا هناك حصار وتضييق على إدخال المساعدات والاحتياجات الضرورية من قبل المستعمرة ضد الشعب الفلسطيني، وحجتها في ذلك أن هذه المساعدات تستولي عليها حماس، أو تستفيد منها، والحصيلة أن فك الحصار وتوفير الاحتياجات الضرورية لأهالي قطاع غزة لم يتحقق، والموت جوعًا، وبسبب البرد ما زال قائمًا مستمرًا متواصلًا، وهو فعل لم يحصل بهذا الشكل الإجرامي من قبل على فلسطين طوال عشرات السنين بهذه القسوة والافتراء والتغوّل.
لم يشعر الفلسطيني بتوفر الحد الأدنى من حياته الطبيعية، العائلات تجوع، تبرد، تغرق بالمطر، تعيش العراء والحرمان، تواجه الموت البطيء، إذا توقف إطلاق النار والقصف، مع أنه لم يتحقق بعد.
في الضفة الفلسطينية، الاستيطان مستمر، يهدف إلى تغيير الحدود، تدمير التجمعات الفلسطينية، إفقاد الفلسطيني حسّه حياته معيشته في وطنه.
المتوحشون المستعمرون المستوطنون، من المجرمين الأيديولوجيين الصهاينة يعملون على الاستيلاء على الأرض، وعلى طرد الفلسطينيين، فأي إنجاز حقق ترامب ونحن نرى ونشاهد مع العالم، حتى مع الأوروبيين الذين يرفضون سلوك المستعمرين المستوطنين، ويحذرون من استمرارها؟؟
في القدس يتم انتهاك المحرمات والمس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، ويتعرض رجال الدين من المسلمين والمسيحيين للإهانة وفقدان الكرامة، فأي إنجاز حققه ترامب في مواجهة هذه الوقائع؟؟
في النقب العربي الفلسطيني البدوي يتباهى بن غفير أنه هدم خمسة آلاف بيت، ويتعرض أهالي النقب للاعتقال، والأبشع تستمر جرائم القتل المدنية على يد عصابات الإجرام المنظمة بتحريض واضح وتقصير متعمد من قبل الشرطة، وجهاز الشاباك المخابراتي، لزعزعة المجتمع العربي الفلسطيني وإفقاده الطمأنينة وإشاعة الحياة غير المستقرة.
هذا في فلسطين، وامتدادًا لذلك ما يحصل من تطاول وقتل وقصف واغتيال إسرائيلي في لبنان وسوريا.
يبدو أن ترامب يتحدث أنه حقق السلام للمستعمرة الإسرائيلية، وهو بالتأكيد يقصد ذلك، لأنه لا تعنيه معاناة الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين وسائر العرب وعذاباتهم، باستثناء أنه يرغب بتحصيل أموالهم وجلبها الاستثماري.
يتوهم ترامب إذا وجد أن الإسرائيليين حققوا الأمن والاستقرار باغتيال قيادات حماس وحزب الله فهذه إنجازات مؤقتة، وعليه أن يدرس ويتعلم من تجربة الولايات المتحدة وهزائمها في الفيتنام وأفغانستان والعراق، عليه أن يتعلم تجارب بريطانيا العظمى لدى مستعمراتها، وفرنسا في الجزائر، وإسبانيا وإيطاليا وبلجيكا، وهزائمهم في آسيا وإفريقيا.
لولا الدعم الأميركي السائد والمستمر للمستعمرة الإسرائيلية بقوة وسخاء، ولولا الدعم الأوروبي السابق لها، والعجز العربي والانقسام الفلسطيني لما حققت المستعمرة ما حققت عبر الجرائم والاغتيال للقيادات والقصف العشوائي للمدنيين، وإفقاد مقومات الحياة لفلسطين، وما تفعله في لبنان وما حصل في سوريا، إلى اليوم، وهو لن يستمر: لن يستمر الخنوع والضعف والتراجع والانحسار. ــ الدستور

مواضيع قد تهمك