الأخبار

الأمين العام لحزب تقدم .. الطراونة: النهوض بالدولة يتم بالأحزاب والمشاركة الشعبية

الأمين العام لحزب تقدم .. الطراونة: النهوض بالدولة يتم بالأحزاب والمشاركة الشعبية
أخبارنا :  

عمان – نيفين العياصرة

قال الأمين العام لحزب تقدم، المهندس أحمد يوسف الطراونة، إن اندماج الأحزاب ذات الأفكار والبرامج السياسية المتقاربة حالة صحية في الحياة الحزبية والسياسية.

وأضاف الطراونة، في حوار مع «على طاولة الدستور» عبر «بودكاست الدستور»، أن الأحزاب الأردنية ما زالت لم تحقق النتائج المرجوة منها، مشيرا إلى ضيق الفترة الزمنية التي أتيحت لها قبيل المشاركة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة من أجل الاشتباك مع الشارع والقواعد الانتخابية واختيار المرشحين. وأكد الطراونة الحاجة إلى تعزيز مشاركة المواطنين في الأحزاب والحياة السياسية بشكل عام، وقال إن النهوض بالدولة الأردنية لن يتم إلا بالنهوض بالأحزاب، وإن الأحزاب لن تنهض إلا بتعزيز المشاركة الشعبية.

وتاليا أبرز ما جاء في الحوار..

== حزب تقدم يتوجه نحو الدمج مع حزب إرادة.. إلى أين وصلتم؟ وما هو القادم في هذا الدمج؟

** بدأنا منذ أكثر من شهرين.. ونحن جادون في عملية الدمج. الدمج حالة صحية واستمرارية لعملية النهوض بالتنمية السياسية الأردنية، فرغم ما شابها من تباطؤ وتعثر، إلا أنه المسيرة تستمر والنهج قائم.

الدمج بين الحزبين هو حالة صحية جداً لأنهما متقاربان ومتشابهان في الأفكار والآراء والبرامج أيضاً.. بعد فترة تأسيس الأحزاب تبين أن هناك نفس البرامج والأهداف والاستراتيجيات لبعض الأحزاب، فلذلك لا ريب أن يكون هناك دمج، فهذه حالة صحية وخطوة من خطوات التنمية السياسية والتحديث والتطوير.

لا يجوز أن يكون في الشارع الأردني تشتيت للشعب والمواطنين بتعدد الأحزاب ذات المضمون والمحتوى نفسه، والتي تطرح نفس البرامج والموضوعات. لذلك من الأصح أن يكون هناك تكتل اندماج. ونتمنى أن تتكرس هذه المنهجية بين الأحزاب الأخرى، ذات نفس اللون والمبادئ والآراء.

== إذن أنت تجد أن فكرة الدمج صحية للحياة الحزبية، حتى مع كون بعض الأحزاب لم تنفذ برامجها على أرض الواقع؟

** إذا قرأنا عدد المنتسبين في الأحزاب من جميع الفئات بالمجتمع الأردني، فربما يتجاوز العدد مئة ألف شخص منتسب، وهذا لا يشكل واحدا أو 1.5% من الشعب.

لذلك العجلة ما زالت مستمرة، والتنمية مستمرة، واستقطاب الناس والشخوص السياسيين والاجتماعيين والاقتصاديين.. يجب اندماجهم بالأحزاب، ويجب البحث عن الذوات المحترمة حتى نقوم بالنهوض بهذا المشروع الوطني الكبير، وهو التحديث السياسي.

لا يجوز الاحتكار على فئة أو اسم أو جهة معينة، وإنما بطريقة التعبئة والتنشئة والحراك السياسي والحوارات السياسية والتنمية السياسية الحقيقية قد يؤدي ذلك في النهاية إلى نضوج هذا النهج أو البرنامج السياسي.

== برأيك، ما أبرز التحديات والصعوبات التي واجهت الأحزاب الأردنية في بداية الحياة الحزبية؟

** ربما تكون سرعة دمج الأحزاب أو سرعة دخول الأحزاب في الانتخابات النيابية.

لم تستغرق الأحزاب وقتا كافيا للوصول إلى الشعب وفئات المجتمع، فلذلك ربما كانت النتائج غير مرضية، علماً أن حزبنا، حزب تقدم، كان لديه برنامج وطموح، وكان سقفنا أربعة نواب، وحققنا ثلاثة، أي أننا حققنا 75% من الطموح.

== كنتم واقعيين. أربعة نواب وحققتم ثلاثة.

** نعم، إلا أنه مع ذلك، هناك نتائج غير مرضية، لأن الوقت غير كاف.. أتصور أن الأحزاب لو أعطيت فترة زمنية حتى تصل إلى القواعد الشعبية لتمكنت من تحقيق نتائج أفضل.

وهناك أيضا مآخذ على الشعب في الحياة السياسية أو الحزبية، لأنهم لم يخوضوا التجربة حتى يقتنعوا أن هذه الفكرة ناجحة، فيجب الاندماج والانخراط في العمل السياسي.

لهذه الأسباب لم تحقق الأحزاب ما يصبو إليه المواطن الأردني، وكانت النتائج كما رأينا غير مرضية.

وفي المنظومة السياسية، جلالة الملك أشار إلى الحاجة إلى ثلاث دورات نيابية، أي 12 سنة، أو 10 سنوات، حتى يكون المشروع السياسي ناضجا ويستطيع الوصول إلى تشكيل حكومات.

إذن، الأمور لا تتم بسرعة.. وأعتقد أن المعضلة أننا لم نحظَ بوقت مناسب حتى نتمكن من تقديم أنفسنا أمام الشعب الأردني بالشكل الذي يرغب به جلالة الملك ويرغب به الأردن.

== ما الفرق الجوهري بين حزب تقدم وباقي الأحزاب؟ ما الذي يميز هذا الحزب في برامجه وفي رؤيته؟

** حزب تقدم نشأ ببطء وبانتقاء شديد، وخرج من مركز سياسات، ومن ثم تطور وأصبح حزبا، وتم انتقاء شخوصه بعلاقات طيبة.. حتى المناصب في حزب تقدم هي بالإيثار، والزميل يقدم زميله، وليست بالتنافس والتناحر، ولا بالعكس. لدينا يثار وثقة مطلقة بزملائنا ونحن قريبون من أفكار بعضنا البعض.

أنا اليوم أمين عام، لكني كنت عضو مكتب سياسي وساندت زملائي، وزملائي ساندوني.. هناك إيثار، وحزب تقدم لا يركز على «الأنا».

== هل تميز حزب تقدم بدعم المرأة والشباب، برأيك؟

** أنا مع المرأة ومع الشباب، ولكن لم تكن هناك فرصة كما قلنا.. الفترة الزمنية كانت قصيرة جداً، ولم يكن هناك مجال للاختيار. يحتاج الأمر ستة شهور أو سنة أو سنة ونصف أو خمس سنوات حتى، ولا يمكن الوصول إلى الشعب الأردني بكل منابته وأصوله، إلى عجلون وجرش والكرك ومعان والطفيلة وإربد ومادبا.. هذا الكم الهائل من الكفاءات والقدرات بالأردن لا يمكن اختزاله بشهرين أو ستة أشهر أو سنة. الاحتكاك بهؤلاء الناس يحتاج فترة زمنية ومواقف سياسية واجتماعية واقتصادية، وأن يكون هناك سجال ونقاش وحوار وفعاليات.

== وأنت تتحدث عن الفعاليات.. في الانتخابات كانت الأحزاب الأردنية في حالة من الصوت العالي في المهرجانات الخطابية، وتواجدها في كافة الحارات والأزقة الأردنية، إلا أننا اليوم نجد الحالة مختلفة، حالة من الركود، ثم تعود الانتخابات ويعود الصوت ليعلو.. ما هي الفعاليات التي يتميز بها حزب تقدم اليوم؟ تحت القبة ماذا قدم من أسئلة ساهمت في حل مشاكل المواطن الأردني أو رفع الاقتصاد أو في استجواب المسؤولين ومكافحة الفساد؟

** حققنا نجاحا جزئيا. والنجاح الجزئي لا يعني تحقيق كل ما نصبو إليه.

نتحدث عن ثلاثة نواب للحزب، وهذه كتلة غير مكتملة، فلذلك هناك شركاء في قائمة أو كتلة حزب تقدم تحت قبة البرلمان وهم ليسوا بأعضاء في الحزب وإنما هم نواب مستقلون.

لا تستطيع من خلال هذه الكتلة أن نتحدث باسم حزب تقدم. الكتلة اسمها «تقدم» ولكن ليست كلها حزب تقدم، فلذلك من المبكر الحديث عن كتلة قائمة كاملة لحزب تقدم أو أي حزب آخر من الأحزاب الناشئة.

== نحن نتحدث عن ثلاثة أشخاص فازوا بالقائمة الحزبية.. بينما في القائمة المحلية كم نائبا؟

** خمسة.

== إذن، ثمانية نواب في الكتلة؟

** في القائمة.. الكتلة لا تجوز إلا بـ 10% من عدد أعضاء مجلس النواب، أي بواقع 14.

== وهناك فرد من ضمن الـ 14 سيكون هو الأمين العام؟

** لا، نحن 14، سبعة من «تقدم» وسبعة من «إرادة».. هناك فرد من ضمن اللجنة الـ 14 سيكون هو الأمين العام.

== في الأيام القادمة، لو كنت أنت الأمين العام القادم لحزب الدمج، ما أول ملف يمكن أن تضعه على الطاولة؟

** مأسسة الحزب.. يجب أن يكون ممأسسا، مبرمجا، حديثا، حقيقيا، بلا أي شعبويات زائدة.

أنا بطبيعتي شعبي جداً، أحب الشعب والناس، ولست دبلوماسيا كثيرا.. أنزل إلى الميدان وأعرف المشكلة، فسيكون قراري مؤسسة الحزب.

== ما هي رسالتك الأخيرة لكل من يستمع إليك؟

** النهوض بالدولة الأردنية لن يتم إلا بالنهوض بالأحزاب، ولن تنهض الأحزاب ما لم تكونوا أنتم شركاء فيها.

ــ الدستور

مواضيع قد تهمك