صالح الراشد يكتب : الأسطورة

صالح الراشد
بحثوا بجد واجتهاد عن أسطورتهم لتخليد الرياضة الأردنية وبالذات كرة القدم، ولم يهدروا الفرصة فتمسكوا بها بكل قوة كونها قد لا تعود لسنوات طوال، لذا كان التصميم واضحاً على صياغة المجد وكتابته بأحرف ذهبية راسخة لن تُمسح، ليكون النشامى على العهد بتحقيق الحلم الذي يُراود الجميع منذ نصف قرن، فالاتحاد وعلى مدار سنوات اقترب من اللقب الآسيوي ولم يصل لنهائيات كأس العالم رغم أنها كانت على بعد خطوة، وعمل بشكل متواصل ودؤوب لتحقيق الهدف الأغلى لأي منتخب وطني، فلم يكتفي النشامى كما في الماضي بالوقوف على أبواب المجد بل اقتحموه بكل صلابة وجرأة وهم أهل لذلك.
تجاوزوا الصعاب والضغوطات الكبيرة التي حاكها حولهم أعداد من الإعلاميين والمحللين والمضللين، حيث لم يؤمن هؤلاء بقدرة النشامى على تحقيق الهدف لتكون النهاية صادمة لفكرهم المهزوم، لتكون العزيمة والإصرار هما الحل في كتابة المجد باقتحام المستحيل، في وقت قدم اتحاد الكرة جميع التسهيلات للجهاز الفني واللاعبين ليمكنهم من صناعة أسطورتهم الشخصية التاريخية، وساهمت الأندية التي تبحث عن أسطورتها الخاصة بصناعة اللاعبين والإشراف عليهم حتى غدوا فرسان الحُلم الأسطوري، ولكل من هؤلاء اللاعبين أسطورته الخاصة التي يبحث عنها ويريد أن يتوج بها سجله بتواجده بين صفوة نجوم العالم والاستمتاع بلحظات السحر في نهائيات الخيال في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.
إنها الأسطورة الشخصية لكل فرد عمل لصالح الجميع والوطن، وللمدير الفني أسطورة شخصية بناها بالتحدي وبالصمود وسط مباريات صعبة لم ترهبه وخطط لتجاوزها بذكاء، ليبني الجميع أمجاداً قادمة ستجعل كل منهم في مكان متقدم لاسيما أن النهائيات ستكون بمثابة فرصة لعرض قدراتهم وإمكانياتهم أمام العالم، لتكون النهاية بمثابة الحلم الأسطوري الذي أصبح واقع جميل، وللحق هي أسطورة شخصية لجميع هؤلاء كونهم من بذلون الجهد والتعب والتدريب، ورغم مزاحمتهم من الكثيرين الذين يعتقدون أنهم سيبنون أسطورتهم الشخصية على جهود اللاعبين والجهاز الفني، لنجد زخم مرعب بأعداد المحللين ومقدمي البرامج في القنوات الفضائية وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، وكل منهم يدعي المعرفة.
آخر الكلام:
مع كتابة الأسطورة الأردنية قبل مرحلة من خط النهاية سيحدث توقف مؤقت قبل النهائيات، سيتزايد فيه المحللون والمضللون والأفاقون والمنجمون والسطحيون لكي يكتبوا إسمائهم في سجلات المغامرات اللامنتهية، فالمغامرة الأهم انتهت والأساطير الشخصية الإبداعية كُتبت وظهر الحقيقي منها الموصل لجزيرة الكنز في بلاد العام سام، والزائف الذي هاجم النشامى دون سبب مقنع ليندب هؤلاء حظهم ويخوضوا معاركهم الكلامية لرغبة مرضية عندهم على أمل البقاء في الصورة حتى لو ظهروا كظل للآخرين.